الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكأنه لم يرتض رميه بالاختلاط، فأشار إلى توهين القول به في رسالته
«المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد» فقال (169/306) :
«ثقة شهير، يقال: اختلط بآخره» .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
وعلى كل حال؛ فحمّاد بن زيد قد وافق حماد بن سلمة في روايته إياه سنداً
ومتناً، وخالفه في رفعه، فإن كان وهم فيه؛ فإنما هو إيقافه إياه، فالخطب حينئذٍ
سهل؛ لأنه في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي كما هو ظاهر، وعليه يكون
متابعاً قويّاً لحماد بن سلمة. والله ولي التوفيق.
وقد رواه ابن أبي الدنيا في «التهجد» (36 ـ 37) من طريق خالد بن عبد الله
عن عطاء بن السائب به موقوفاً.
وللحديث شاهد من حديث أبي ذر مرفوعاً نحوه، وفي إسناده جهالة، وهو
مخرج في «المشكاة» (1922/ التحقيق الثاني) . *
3479
ـ (مَثَلُ الذي يتعلَّمُ العِلْمَ ثمَّ لا يحدِّثُ به؛ كمَثَلِ الذي
يكنِزُ الكنْزَ فلا ينفقُ منه) .
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (1/213/689) قال: حدثنا أحمد
قال: نا يونس بن عبد الأعلى قال: نا عبد الله بن وهب قال: حدثني ابن لهيعة
عن دَرَّاج أبي السمح عن أبي الهيثم وعبد الرحمن بن حجيرة عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن عزيز من رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، وهو صحيح
الحديث عنه، ومن رواية دراج عن ابن حجيرة، وهو حسن الحديث عنه؛ كما
تقدم تقريره برقم (3350) ، وبقية رجاله ثقات من رجال مسلم؛ غير أحمد ـ وهو
ابن علي الأبار ـ، وهو ثقة حافظ متقن.
وقد توبع، فأخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1/122) من طريق
سُحْنون: حدثنا ابن وهب به؛ إلا أنه لم يذكر في إسناده: (أبا الهيثم) .
وغفل المنذري عن أن الحديث من رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، فأعله في
«الترغيب» (1/74/6)، فقال:
«رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفي إسناده ابن لهيعة» !
يشير إلى ضعفه. وصرح بذلك الهيثمي فقال (1/164) :
«
…
وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف» !
وقد أخرجه أبو خيثمة في «العلم» (147/162) ، وأبو القاسم بن عبد الحكم
في «فتوح مصر» (ص 281) ، وابن عدي في «الكامل» (3/115) ، وابن عبد البر
أيضاً من طرق أخرى عن ابن لهيعة به.
وله طريق أخرى يرويه إبراهيم عن أبي عياض عن أبي هريرة به.
أخرجه الدارمي في «سننه» (1/134) ،وأحمد في «مسنده» (2/499) ،
والخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (165/12) .
قلت: وإسناده حسن في المتابعات، رجاله كلهم ثقات عند الدارمي رجال
مسلم؛ غير إبراهيم هذا ـ وهو ابن مسلم الهجري ـ؛ قال الحافظ في «التقريب» :