الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات؛ غير سعيد بن حفص النفيلي،
ففيه كلام يسير، وقد وثقه ابن حبان (8/268) ، وأخرج له في "صحيحه "ثلاثة أحاديث، والذهبي، والعسقلاني فقال:
"صدوق تغير في آخر عمره ".
وأبو شهاب: هو موسى بن نافع الخياط، ووقع في الأصل:(ابن شهاب) ! والتصحيح من المخطوطة (3/ 111/ 1) وكتب الرجال.
وللحديث شاهد بنحوه من حديث حذيفة- رضي الله عنه، وقد مضى في
أول المجلد الأول برقم (5) . *
3271
- (إن عشتُ- إن شاء اللهُ- زجرتُ أن يُسمَّى: بركة، ونافعاً،
وأفلح، فلا أدري قال: أفلح أولا، فقُبضَ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزجُر عن ذلك) . أخرجه ابن حبان في "صحيحه "(7/533- 534) من طريق إسماعيل بن
عبد الكريم: حدثني إبراهيم بن عقيل بن مَعقِل عن أبيه عن وهب بن منبِّه: أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكره، وزاد في أخره:
فأراد عمر أن يزجر عن ذلك، ثم تركه.
قلت: وهذا إسناد صحيح متصل، رجاله كلهم ثقات، فيه تصريح وهب بن منبه بسماعه من جابر، وصححه الحافظ المزي في "التهذيب " (3/ 140) في حديث آخر. والحديث في "صحيح مسلم " من طريق ابن جريج: أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
…
فذكره نحوه، وقد مضى تخريجه في المجلد الخامس برقم (2143) .
ورواه بعضهم من طريق أخرى عن أبي الزبير به؛ إلا أنه أدخل عمر بن الخطاب
بين جابر والنبي صلى الله عليه وسلم؛ فأعدت إخراجه هنا من هذه الطريق العزيزة الصحيحة؛ كشاهد لرواية مسلم، وأن جابراً سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليس بينهما أحد.
وأما ما رواه الُمفضَّل بن فضالة عن ابن جريج عن أبي الزبير: أنه سمع جابر
ابن عبد الله يقول:
همّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يزجر أن يسمى (ميمون) و (بركة) و (أفلح) ، وهذا النحو،
ثم تركه.
أخرجه ابن حبان أيضاً (5812) .
ورجاله كلهم ثقات؛ لكن ابن جريج لم يصرح فيه بالتحديث، وزاد في
الأسماء: (ميمون) ، وهي زيادة شاذة، لم ترد في طرق الحديث الأخرى.
ومثلها: ما رواه سعيد بن سالم عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير: أنه سمع
جابر بن عبد الله يقول:
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى ب (علاء) و (بركة) و (أفلح) ونحو
ذلك، ثم إنه سكت بعد عنها، فلم يقل شيئاً.
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(2/302) .
وسعيد بن سالم: هو القداح، قال الحافظ في "التقريب ":
"صدوق يهم، ورمي بالإرجاء، وكان فقيهاً ".
قلت: فالظاهر أن ذكره (علاءً) دون سائر الثقات إنما هو من أوهامه؛ ويحتمل
أن يكون هذا الاسم تحرف على بعض النساخ من (يعلى) ؛ فإنه هكذا وقع في
"صحيح مسلم "(6/172) ، و"الأدب المفرد" للبخاري (834) من طريقين عن ابن جريج به، ولفظه: ".. ب (يعلى) وب (بركة)
…
" الحديث.
ومن الغرائب المؤيدة لقول إمام دار الهجرة: "ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويرد، إلا النبي صلى الله عليه وسلم": إعلال أبي داود لذكر اسم (بركة) في هذا الحديث بما يعود حجة عليه عند التحقيق؛ فإنه قال عقب الحديث- وقد رواه عن شيخه أبي بكر
ابن أبي شيبة (4960) وهذا هو "المصنف "(8/666/5958) - من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر نحوه، وفيه:(وبركة)، وكذلك أخرجه البخاري في "الأدب " أيضاً (833) من طريق أخرى عن الأعمش به- قال أبو داود عقبه مُعِلاً ذ كر (بركة) فيه:
"وروى أبو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه؛ لم يذكر (بركة) "!
فتعقبه الحافظ المنذري في "مختصر السننن "(7/257) ؛ فقال عقبه:
"فيه نظر؛ فقد أخرج مسلم الحديث في "صحيحه " من حديث ابن جريج
عن أبي الزبير، وفيه: "أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمي (الغلام) - كذا- ب (مقبل) - كذا- وب (بركة)
…
" الحديث ".
قلت: يشير إلى حديث ابن جريج الذي خرجته آنفاً، وفيه اسم (بركة)
الذي أشار أبو داود إلى إنكار وجوده فيه، وهو وهم منه- رحمه الله، فهو فيه كما رأيت، كما هو في طريق أبي سفيان أيضاً عن جابر.
ويشهد له حديث سمرة بن جندب مرفوعاً بلفظ:
"لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً
…
" الحديث.
رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "الإرواء"(1177) .