الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: والظاهر أنه يشير إلى أبي غالب! والعلة- عندي- جهالة سفيان بن الحارث، كما تقدم.
لكن الحديث له شواهد تقويه، منها حديث ابن عمر في النهي عن الدخول على القوم المعذبين، متفق عليه، وهو مخرج في "فقه السيرة"(ص408)، و ((الصحيحة " (19) . زاد البخاري في رواية (4419) :
وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
ولفظ مسلم (8/221)، وابن جرير في "التفسير" (14/34) :
ثم زجر (أي: ناقته) ، فأسرع حتى خلفها.
ومنها حديث علي وجابر رضي الله عنهما في إسراعه صلى الله عليه وسلم في وادي محسر، ولفظ علي:
ثم أفاض حتى انتهى إلى (وادي محسر) ، فقرع ناقته، فَخبَّت حتى جاز الوادي، فوقف
…
الحديث. وهو مخرج في "جلباب المرأة المسلمة "(ص 62) .
وحديث جابر راوه مسلم وغيره، وهو مخرج في "صحيح أبي داود"(1699) . *
3942
- (إذا ظننتُم فلا تُحَقِّقوا.
وإذا حسدتُم فلا تبغُوا.
وإذا تطيَّرتُم فامضوا؛ وعلى الله توكلوا.
وإذا وُزنتُم فأرجحُوا) .
أورده هكذا السيوطي في "الجامع الصغير" و"الكبير" من رواية ابن ماجه عن
جابر! وليس عند ابن ماجه منه إلا الجملة الأخيرة فقط.
وأورده الحافظ في " تسديد القوس " بالطرف الأول، مشيراً إلى تمامه بقوله:
"الحديث. ابن ماجه من رواية محارب عن جابر".
وهذا يوهم أنه عند ابن ماجه بتمامه، وليس كذلك كما تقدم.
وأورده الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد"(6/125) بتمامه دون الشطر الأخير منه، لكنه لم يقف على إسناده، فقال:
"وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا أحفظه في وقتي هذا أنه قال
…
" فذكره.
وقد راجعت له "مسند الفردوس " بواسطة "الغرائب الملتقطة " فلم أره فيه؛ والنسخة فيها تشويش وخرم. والله أعلم.
ومع ذلك؛ فإني أميل إلى ثبوت الحديث لشواهده:
فالجملة الأولى والثانية قد رويتا من حديث أبي هريرة في لفظ:
"في المؤمن ثلاث خصال
…
".
رواه جمع منهم أبو الشيخ والبيهقي وغيرهما، وهو مخرج في الكتاب الآخر:"الضعيفة"(4019) .
كما رويتا من حديث حارثة بن النعمان عند الطبراني بلفظ:
"ثلاث لازمات أمتي
…
" الحديث وفيه الجملة الثالثة أيضاً نحوه.
وهو مخرج في "غاية المرام "(185/302) ، مع شاهدين مرسلين له، أحدهما من رواية عبد الرزاق، وقد أشار إليه الحافظ في "الفتح " (10/213) بقوله:
"وهذا مرسل أو معضل، وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البيهقي في "الشعب ".... "؛ يشير إلى حديثه المذكور آنفاً. ثم قال:
"وأخرج ابن عدي بسند لين عن أبي هريرة رفعه: "إذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا "
…
".
ومما يشهد لهذه الجملة الثالثة - سوى ما تقدم-: حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"الطيرة شرك، وما منا إلا.. ولكن الله يذهبه بالتوكل ".
رواه أصحاب "السنن " وغيرهم، وصححه جمع، وهو مخرج فيما تقدم برقم (429) ، وفي "غاية المرام "(186/303) .
وأما الجملة الأخيرة: "واذا وزنتم فأرجحوا "؛ فقد تقدم أنه رواه ابن ماجه، وهو في "سننه "(2222) ، وإسناده صحيح على شرط البخاري؛ كما قال البوصيري. وله عنده وغيره من أصحاب "السنن " شاهد من حديث سويد بن قيس مرفوعاً نحوه؛ وصححه الترمذي والحاكم والذهبي؛ وهو كما قالوا.
وقول المعلق على "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "(ص 105/ دار الكتاب العربي) : "والحديث لا يصح "!
فهذا جهل ظاهر، ويبدو من تعليقاته أن الرجل لا يحسن شيئاً من هذا العلم! وان مما يؤكد ذلك قوله- تعليقاً على حديث ".. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه عن حجرين " (ص 223) -:
"لقوله صلى الله عليه وسلم: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "
…
"!