الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما فقرة: "وأعطيت مفاتيح الأرض "؛ فيشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم:
"بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم؛ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت بين يدي ".
رواه الشيخان، وابن حبان وغيرهم عن أبي هريرة، وهو مخرج في "التعليقات الحسان "(8/94/6329) . *
3940
- (إنّي رأيتُ في منامي؛ كأنّ بني الحكمِ بن أبي العاصِ يَنْزُونَ على منْبري كما تنزُو القردةُ) .
ورد من حديث أبي هريرة، وثوبان، ومرسل سعيد بن المسيب.
1-
أما حديث أبي هريرة؛ فيرويه مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:. فذكره. قال:
فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي.
أخرجه الحاكم (4/ 480)، وقال:
"صحيح على شرط الشيخين "!!
كذا قال! ونحوه قول الذهبي:
"على شرط مسلم "!
وكلاهما مخطئ؛ فإن الزنجي ليس من رجال البخاري ولا مسلم! ثم هو ضعيف لسوء حفظه، قال الحافظ في "التقريب ":
" فقيه، صدوق، كثيرالأوهام ".
ونحوه قول الذهبي في "المغني ":
"صدوق يهم، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وجماعة، وقال البخاري وأبوزرعة: منكر الحديث ".
وغلا ابن الجوزي في "العلل المتناهية "(2/212- 213) ، فأعله أيضاً بـ (العلاء ابن عبد الرحمن)، فقال:
"قال يحيى: ليس حديثه بحجة، مضطرب الحديث، لم يزل الناس يتقون حديثه "!
وهذا تنطع منه؛ فالرجل ثقة احتج به مسلم، وفيه كلام يسير لا يضره، قال الذهبي في "المغني ":
"صدوق مشهور. قال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر من حديثه أشياء".
وقد توبع الزنجي؛ فقال أبو يعلى في "مسنده "(11/348/6461) : حدثنا مصعب بن عبد الله قال: حدثني ابن أبي حازم عن العلاء به.
قلت: وهذا إسناد جيد، مصعب بن عبد الله- وهو الزبيدي- صدوق.
ومن فوقه ثقات من رجال "الصحيح "؛ ولذا قال الهيثمي في "المجمع "(5/244) :
"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح "؛ غير مصعب بن عبد الله بن الزبير؛ وهو ثقة".
وأعله ابن الجوزي بعلة غريبة، فقال في راوي "مسند أبي يعلى" أبي عمرو محمد بن أحمد الحِيرِيِّ:
"كان متشيعاً"!
والجواب عليه من وجوه:
الأول: أنني لم أجد- فيما وقفت عليه من المصادر في ترجمته- من رماه بالتشيع.
الثاني: هب أنه كان فيه شيء منه؛ فهو ليس بجرح قادح إذا كان ثقة؛ وهو كذلك؛ فقد وصفه السمعاني في "الأنساب " بأنه كان من الثقات الأثبات.
وذكر ابن العماد في "الشذرات "(3/87) : أنه كان مقرئاً عارفاً، بالعربية، له بصر بالحديث، وقدم في العبادة.
الثالث: أن الحديث عزاه الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" المسندة (2/188/2) لأ بي يعلى أيضاً، وقد ذكر في المقدمة أنه يروي "مسنده " من طريق أبي بكر المقرئ عن أبي يعلى.
وابن المقرئ: ثقة حافظ مأمون، فهو متابع قوي لأ بي عمرو الحيري.
وبذلك يسقط إعلال ابن الجوزي الحديث به.
2-
وأما حديث ثوبان ، فيرويه يزيد بن ربيعة: ثنا الأشعث عن ثوبان به نحوه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(2/92/1425) .
ويزيد هذا متروك.
3-
وأما حديث سعيد بن المسيب؛ فيرويه الشاذكوني عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن علي بن زيد عنه
…
مرسلاً نحوه.
أخرجه الخطيب في "التاريخ "(9/44) .
والشاذكوني كذاب. فالعمدة على حديث أبي هريرة. والله أعلم. *