الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3230
- (يظهرُ هذا الدّين حتى يجاوز البحار، وحتى تُخاض بالخيل في سبيل الله، ثُمَّ يأتي أقوامٌ يقرأون القرآن، فإذا قرأوا قالوا:
قد قرأنا القرآن، فمن أقرأُ منا؟ من أعلمُ منا؟!
ثم التفت إلى أصحابه، فقال:
هل ترون في أولئك من خير؟
قا لوا: لا. قال:
فأولئك منكم، وأولئك من هذه الأمة، وأولئك هُم وقُودُ النار) . أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (152/ 450) قال: أخبرنا موسى بن عُبيدة
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ابن الهاد عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
وأخرجه أبو يعلى (12/56/6698) ، والبزار (1/99/ 174) من طريقين آخرين عن موسى بن عُبيدة به (1) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف موسى هذا مع عبادته.
وابن الهاد: اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد؛ لم يدرك العباس كما
يدل على ذلك تاريخ وفاتهما.
وقد جاء عنه موصولاً من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد
قال: حدثتني هند بنت الحارث الخثعمية امرأة عبد الله بن شداد عن أم الفضل أم
(1) ثم رأيته في"ترغيب الأصبهاني "(2/876) من طريق رابع عن موسى، لكنه شذ فقال: "عن ابنة الهاد أنها قالت: أخبرني العباس بن عبد المطلب
…
".
عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنه قام ليلة بمكة، فقال:
"اللهم! هل بلّغت؟ " ثلاث مرات.
فقام عمر بن الخطاب فقال: اللهم! نعم، ونصحت وجهدت. فأصبح فقال: "ليظهرن الإيمان حتى يردَّ الكُفر إلى مواطنه، وليخوضنَّ البحار بالإسلام،
وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن
…
".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(25/27- 28) ، وقال المنذري في
" الترغيب "(1/ 80) :
"وإسناده حسن إن شاء الله ".
وقال الهيثمي (1/186) :
"ورجاله ثقات؛ إلا أن هند بنت الحارث الخثعمية التابعية لم أر من وثقها ولا جرحها"!
وأقول: بلى؛ قد وثقها من أنت كثير الاعتماد عليه، وهو ابن حبان؛ فقد ذكرها في "الثقات "(5/517) برواية يزيد هذا عنها، وقد قال الحافظ فيها:"مقبولة".
يعني عند المتابعة، وقد توبعت؛ فقال البزار في "مسنده " (1/405/283- البحر الزخار) : حدثنا عبد الله بن شبيب قال: نا إسحاق بن محمد الفروي قال:
نا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يظهر الإسلام حتى تخوض الخيلُ البحار، وحتى يختلف التجار في البحر، ثم يظهر قوم يقرأون القرآن
…
" الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن زيد، قال الحافظ:
"صدوق فيه لين ".
قلت: فمثله يكون حديثه حسناً لغيره على الأقل إذا سلم ممن دونه؛ فلننظر.
وإسحاق بن محمد الفروي من رجال البخاري، لكن قال الحافظ:
"صدوق، كفَّ فساء حفظه ".
فهو كالذي قبله.
فيبقى النظر في الراوي عنه: عبد الله بن شبيب؛ فإن له ترجمة سيئة
في "الميزان " و"لسانه "، ولم يوثقه أحد، وأحسن ما قيل فيه قول الدارقطني:
"غير عبد الله بن شبيب أثبتُ منه ".
ولذا قال الذهبي:
"أخباري علامة، لكنه واهٍ ".
فالاستشهاد به موضع نظر. والله أعلم.
ولم يتفرد به؛ فقال الطبراني في "المعجم الأوسط "(2/86/2/6378) : حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: نا خالد بن يزيد العُمري قال: ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم به. وقال:
"لم يروه عن عبد الله بن زيد بن أسلم إلا العمري "!
كذا قال! وكأنه لم يقف على متابعة الفروي، أو أنه لم يعتدّ بإسناده إليه.
وهذا أعدل من قول الحافظ (1/143) :
"قلت: وقد أخطأ في ذلك ".