الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3339
- (كانت تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصرة، فاشتدت به جداً؛ وأخذته يوماً، فأغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ظننا أنه قد هلك على الفراش، فلددناه، فلما أفاق عرف أنّا قد لددناه، فقال: كنتم ترون أن الله كان يسلّط علي ذات الجنب؟ ما كان الله ليجعل لها عليّ سُلطاناً، والله لا يبقى في البيت أحد إلا لددتموه إلا عمي العباس.
قالت: فما بقي في البيت أحد إلا لدّ، فإذا امرأة من بعض نسائه تقول: أنا صائمة! قالوا: ترين أنّا ندعك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبقى أحد في البيت إلا لُدَّ؟! فلددناها وهي صائمة) .
أخرجه أحمد (6/118) : ثنا سليمان بن داود، وابن سعد (2/235) : أخبرنا محمد بن الصباح، وأبو يعلى (8/353- 354) : حدثنا محمد بن بكار؛ قالوا- والسياق لابن سعد-: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين " إلا أن ابن أبي الزناد إنما أخرج له البخاري تعليقاً (1) ، ومسلم في المقدمة، وذلك لأن في حفظه ضعفاً، لكن الذي رجحه الذهبي أنه حسن الحديث، وبخاصة في رواية المدنيين عنه. وإلى ذلك أشار الحافظ بقوله في "التقريب ":
"صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد".
(1) ومن ذلك هذا الحديث، لكنه لم يسق لفظه (8/148- فتح) ، وقد وصله أيضاً الطحاوي في "المشكل "(2/382) . ******
وقد استثنى من البغداديين الذين رووا عنه سليمان بن داود الهاشمي؛ فقال:
"أحاديثه عنه مقاربة".
وقال ابن معين:
"هو أثبت الناس في هشام بن عروة".
قلت: وهذا الحديث من روايته عنه كما ترى، وقد رواه عنه- عند أحمد- سليمان بن داود الهاشمي، فهو من صحيح حديثه إن شاء الله تعالى، وكأنه لذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح "(8/148) ، ولم يعزه إلا لابن سعد.
وله طريق أخرى، وشاهد.
أما الطريق؛ فأخرجه الحاكم (4/405)، وأحمد (6/274) من حديث محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة: أنها حدثته:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- حين قالوا: خشينا أن الذي برسول الله ذات الجنب-: "إنها من الشيطان، وما كان الله ليسلطه عليّ ".
قلت: وهذا إسناد حسن؛ صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث. وقال الحاكم:
"هذا حديث على شرط مسلم "؛ ووافقه الذهبي!
وابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة، لكن قد توبع في الطريق الأولى، فهو بهذا الاعتبار على شرط مسلم، والله أعلم.
وأما الشاهد؛ فيرويه أحمد (6/438) : حدثنا عبد الرزاق: ثنا معمر عن
الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عُمَيْس قالت:
أوذ ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، فتشاور نساؤه في لدّه، فلدّوه، فلما أفاق قال:
"ماهذا؟! ".
فقلنا (1) : هذا فعل نساء جئن من ههنا، وأشار إلى أرض الحبشة، وكانت أسماء بنت عميس فيهن، قالوا: كنا نتهم فيك ذات الجنب يا رسول الله! قال:
"إن ذلك لداء ما كان الله عز وجل ليُقْرِفني به، لا يبقين في هذا البيت أحد إلا التدَّ " إلا عثم رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعني: العباس. قال:
فلقد التدّت ميمونة يومئذ؛ وإنها لصائمة؛ لعزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده صحيح؛ كما قال الحافظ في "الفتح ". وقال الهيثمي (9/33) :
"ورجاله رجال الصحيح ".
وأقول هو على شرط الشيخين. ورواه الطحاوي أيضاً عن عبد الرزاق.
وقد أخرجه البخاري (4458)، ومسلم (7/24) من طريق أخرى عن عائشة مختصراً بلفظ:
(1) كذا الأصل، وكذلك هو في "جامع المسانيد" (15/257) ! وسقط من "الفتح " قوله:"ما هذا؟ فقلنا"، ومن "المجمع " قوله:"فقلنا"، فصار قوله:"هذا فعل نساء جئن من ههنا" من قوله صلى الله عليه وسلم وهو بعيد. والله أعلم******
لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار أن لا تلُدّوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال:
"لا يبقى أحد منكم إلا لد؛ غير العباس؛ فإنه لم يشهدكم ".
واللفظ لمسلم. وزاد البخاري- بعد قوله: فلما أفاق قال-:
"ألم أنهكم أن تلدوني؟! "، أقال: أقلنا: كراهية المريض للدواء! فقال
…
".
وكذا أخرجه برقم (2 571 و 6897) .
(تنبيه) : من أوهام المعلق على "مسند أبي يعلى": أنه أخرج تحت حديث الترجمة هذا المختصر من رواية الشيخين دون أن يسوق لفظه، أو أن يبين أنه ليس فيه ما في حديث الترجمة، أو على الأقل أن يقول:
".. مختصراًً" كما قلنا!!!
ونحوه قول الحافظ في حديث الترجمة:
"ثبت في "الصحيح "
…
"! فإنه يوهم أنه في أحد "الصحيحين "؛ كما نبهت عليه في "الضعيفة" تحت الحديث (6626)، وقد ذكرت فيه حديث ابن لهيعة المنكر المخالف لهذا الحديث بلفظ:
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب.
إلا أن قول الحافظ يمكن تأويله بأنه أراد: "الحديث الصحيح "، وليس المعنى المتبادر منه " أي: أحد " الصحيحين " اصطلاحاً.
غريب الحديث
1ـ (الخاصرة) ؛ أي: وجع الخاصرة، قيل: إنه وجع الكليتين. كذا في "النهاية".