الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائماً العشر قط، ولا خرج من الخلاء إلا مسَّ ماءً.
أخرجه ابن حبان (69/165 ـ الموارد) .
قلت: ويحيى هذا لم يوثقه غير ابن حان، ولكنه قال (9/264) :
قلت: وأخرج له في صحيحه ثلاثة أحاديث فقط؛ هذا أحدها، والحديث
الثاني هو فيه متابع. والثالث قرنه بآخر ثقة، وهو في صحيح مسلم، مختصراً،
والثاني في الموارد أيضاً، وفيه لفظة منكرة؛ كما سبق بيانه تحت الحديث (2757) .
ولهذا؛ ضعفه آخرون، وقال الحافظ:
«ليِّن الحديث» .
وإن من ضعفه: خلطه بين حديث الترجمة، وحديث (صوم العشر) ؛ فإنهذا قد أخرجه مسلم وغيره من طرق عن الأعمش عن إبراهيم به. وخالفه هنادابن السري فقال: ثنا أبو الأحوص عن منصور به دون الشطر الثاني.
أخرجه ابن ماجه، وهو مخرج في «صحيح أبي داود» (2108) . *
3482
ـ (إنّه سينْهاهُ ما يقولُ) .
أخرجه أحمد (2/447) : ثنا وكيع: ثنا الأعمش قال: أنا (كذا) أبو صالح
عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل، فإذا أصبح سرق؟!
قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد متصل ظاهر الصحة، رجاله ثقات رجال الشيخين.
لكن له علة، وهي أن قوله:«أنا» تحرف على الناسخ والطابع، والصواب:«أرى أبا صالح ذكره عن أبي هريرة» . هكذا رواه إبراهيم بن عبد الله العَبْسي في «حديث وكيع بن الجراح» (ق 134/1 ـ مخطوطة الظاهرية)، ومن طريقه: البيهقي
في «شعب الإيمان» (3/174/ 3261) . ويؤيده: أن الحافظ ابن كثير ذكره في «تفسيره» (3/415) من رواية أحمدبسنده المذكور عن الأعمش قال: أرى أبا صالح عن أبي هريرة
…
إلخ.
ولعله سقط من الناسخ كلمة: «ذكره» .
وزيادةً في التحقيق: رجعت إلى «أطراف المسند» للحافظ العسقلاني؛ فرأيته
ساق الحديث (7/193/447) عقب حديث آخر بإسناد آخر عن أبي صالح ـ يعني
عن أبي هريرة ـ. ثم ساق إسناد هذا إلى الأعمش قائلاً: «عنه به» ، فلم يسقهبتمامه لنتبين كيف وقع الإسناد في نسخته من «المسند» ؟!
ونحوه قول الهيثمي في «المجمع» (2/258) :
«رواه أحمد، والبزار، ورجاله رجال (الصحيح) » !
إلا أنه في مكان آخر أفاد مثل ما تقدم عن ابن كثير، فقال (7/89) :
«رواه أحمد، ورجاله رجال «الصحيح» ؛ إلا أن الأعمش قال: أرى أبا صالحعن أبي هريرة» .
وبالجملة؛ فهذا وما قبله يبين أن ما في «المسند» أن الأعمش قال: «أنا»
تحريف من بعض النساخ، والله أعلم.
وقد تابع وكيعاً: جماعةٌ من الثقات، ولكنهم قالوا: عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة
…
فذكروه على الجادة.
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (2/430) ، وابن حبان في «صحيحه»
(4/116/ 2551) عن عيسى بن يونس، والبزار في «مسنده» (1/346/720) عن
محاضر بن المُوَرِّعِ، كلاهما عن الأعمش به.
وخالفهم جرير بن عبد الحميد فقال: عن الأعمش عن أبي صالح ـ قال: أراه ـ
عن جابر
…
وتابعه زياد بن عبيد الله عن الأعمش به؛ لكنه لم يقل: قال: أراه
…
أخرجهما البزار (رقم 721 و722) .
وزياد بن عبد الله: هو البكائي العامري من رجال مسلم، وجرير بن عبد الحميد
من رجال الشيخين، وفيهما كلام يسير من جهة الحفظ.
قلت: فالظاهر من مجموع ما تقدم: أن الأعمش كان يتردد في إسناده بين
أبي هريرة وجابر، وذلك مما لا يضر إن شاء الله تعالى؛ لأن كلاً منهما صحابي
جليل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه على أوهام) :
أولاً: غفل المعلق الداراني على «موارد الظمآن» (2/ 378) عن أن هذا
الاختلاف مداره على الأعمش، فقال في تخريجه لحديث أبي هريرة:
«ويشهد له حديث جابر عند البزار
…
» !
فجعل المشهود شاهداً، وهذا مما يدل على الحداثة في هذا العلم!