الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق ".
قلت: كان يكون كما قال- بعد أن صرح ابن إسحاق بالتحديث- لو أن شيخه المطلب بن عبد الله هذا كان معروفاً بالعدالة والضبط، وليس كذلك؛ لأنه لم يرو عنه غير ابن إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان (7/506)، ولذلك مرّض توثيقه إياه الذهبى بقوله في "الكاشف ":
"وثِّق "! واقتصر الحافظ في "التقريب " على قوله فيه:
"مقبول ".
يعني: عند المتابعة، وقد توبع من سعيد بن جبير عن ابن عباس كما تقدم، الحديث- به- حسن إن شاء الله تعالى، ويقويه اتفاق العلماء عليه، فقد ذكر الحافظ ابن عساكر (1/ 401) عن ابن المنذر أنه قال:
"لا يشك أحد من علمائنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، وبُعث على رأس أربعين سنة من الفيل ". *
3153
- (ألا هل عَسَتِ امرأةٌ أن تُخبرَ القوم بما يكونُ من زوجها إذا خلا بها؟! ألا هل عسى رجلٌ أن يخبرَ القوم بما يكونُ منهُ إذا خلا بأهله؟ ! فقامت منهنَّ امرأةٌ سفعاءُ الخدَّين فقالت: واللهِ! إنَّهُم ليفعلون، وإنهنَّ لَيفعلْنَ! قال: فلا تفعلوا ذلكَ، أفلا أنبئُكم ما مَثَلُ ذلكَ؟ ! مَثَلُ شيطانٍ أتى شيطانةً بالطريق؛ فوقعَ بها والناس ينظرون!) .
أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق "(39/2) : حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي: ثنا عثمان بن الهيثم المؤذِّن: ثنا عوف الأعرابي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وفيه نسوة من الأنصار، فوعظهن وذكرهن، وأمرهن أن يتصدقن ولو من حليهن، ثم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن أو قريب من الحسن؛ للخلاف المعروف في عثمان ابن الهيثم المؤذن، فإنه مع كونه من شيوخ البخاري، فقد تكلموا فيه من قبل حفظه، قال ابن أبي حاتم (3/172) :
"روى عنه أبي، وسألته عنه؟ فقال: كان صدوقاً؛ غير أنه بأخرة كان يتلقن ما
يُلَقَّنُ ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "(8/453- 454)، وقال:
"مات سنة عشرين ومئتين ". وقال الدارقطني:
"صدوق كثير الخطأ".
ولخص ذلك الحافظ فقال في "التقريب ":
"ثقة، تغير فصار يتلقن ".
وسكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"، فلعل إخراجه له في "صحيحه " كان على طريقة الاختيار والانتقاء من حديثه، فليكن حديثنا هذا من هذا القبيل، ولذلك خرجته، فإن له طريقاً أخرى:
رواه أبو نضرة: حدثني شيخ من طفاوة عن أبي هريرة به مطولاً.
رواه أبو داود وغيره، وكنت خرجته في "الإرواء"(7/73/ 2011) ، وقوّيته
هناك بشواهد من حديث أسماء بنت يزيد، وأبي سعيد الخدري، فلما وقفت على متابعة ابن سيرين هذه للطفاوي بادرت إلى تخريجها هنا؛ لعزتها وندرتها، وتأكيداً لصحة الحديث. والله أعلم.
وأما الراوي له عن الهيثم: أحمدُ بن ملاعب البغدادي؛ فهو ثقة حافظ، وله ترجمة جيدة في "تاريخ بغداد"(5/168- 170) ، ووصفه الذهبى فى "السير"(13/42) بـ "الإمام المحدث الحافظ.. ".
ثم ذكر توثيقه عن ابن خراش وغيره.
هذا؛ وحديث أبي سعيد المشار إليه كنت ذكرت في "الإرواء" قول الهيثمي في تخريجه:
"رواه البزار عن رَوْح بن حاتم، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات ".
ثم وقفت على إسناده، فتبين لي خطأ الهيثمي في تضعيفه لراويهِ رَوْح بن حاتم، اشتبه عليه، فقال البزار (2/170/1450) : حدثنا روح بن حاتم أبو غسان: ثنا مهدي بن عيسى: ثنا عَبَّاد بن عَبَّاد المُهَلَّبي: ثنا سعيد بن يزيد أبومَسْلَمة عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعاً نحو حديث الترجمة، وفيه وصف المرأة بـ "سَفعَاء الخَدّين "، وقال البزار:
"لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، وأبو مسلمة ثقة، ومهدي واسطي لا بأس به ".
قلت: وذكره بَحْشَلُ في "تاريخ واسط "(168) ، وساق له حديث الثلاثة الذين أووا في الغار، ولم يذكر فيه جرحاً ولا توثيقاً كعادته، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه:
" صد وق ".
وروى عنه أبو زرعة، فهو ثقة عنده، وذكره ابن حبان في "الثقات "(9/ 201) . وسائر رجال الإسناد ثقات رجال مسلم؛ غير روح بن حاتم أبي غسان، قال ابن أبي حاتم (1/2/500) :