الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - التعريف:
أ- تعريف الجن:
في اللغة:
الجِنُّ بالكسر: اسم جنس جمعيّ (1)
واحده جنيّ، وهو مأخوذ من الاجتنان، وهو التسترُّ والاختفاء. وقد سمّوا بذلك لاجتنانهم من الناس فلا يُرون، والجمع جِنَّان وهم الجِنَّة (2).
في الاصطلاح:
نوع من الأرواح العاقلة المريدة المكلفة على نحو ما عليه الإنسان، وهي ليست أجساماً ولا جسيمات بل هي موجودات روحانية مخلوقة من عنصر ناري، ولها حياة وإدراك خاص بها لا يدرى مداه، مستترون عن الحواس، لا يُرون على طبيعتهم ولا بصورتهم الحقيقية، ولهم قدرة على التشكل، يأكلون ويشربون ويتناكحون ولهم ذرية، محاسبون على أعمالهم في الآخرة (3).
(1) اسم الجنس على نوعين:
الأول: اسم جنس إفرادي، وهو ما دل على القليل والكثير من جنس واحد بلفظ واحد مثل ماء، تراب، زيت ومنه المصدر كضرب وشرب وقيام.
الثاني: اسم جنس جمعي، وهو ما يفرق بينه وبين واحده بالتاء غالباً وذلك بأن يكون الواحد بالتاء واللفظ الدال على الجمع بغير التاء مثل كلم كلمة وبقر بقرة وعرب عربي وشجر وشجرة، وجن جني.
ينظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك (ص 13) حاشية رقم (1).
(2)
ينظر: العين للخليل بن أحمد (1/ 323)، لسان العرب (13/ 95)، تهذيب اللغة (10/ 496)، الصحاح (5/ 2093)، القاموس (ص 1532). وينظر كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية لأبي حاتم الرازي (2/ 172)، اللوامع (2/ 220).
(3)
ينظر: العقائد الإسلامية لسيد سابق (ص 133)، والفصل في الملل والأهواء والنحل (5/ 12)، دائرة معارف القرن العشرين (3/ 185)، التحرير والتنوير لابن عاشور (29/ 218)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي (29/ 102).
ب- تعريف الشياطين:
يعرف الشيخ رحمه الله الشياطين، فيقول:"الشياطين كلمة عامة تشمل كل متمرد من شياطين الإنس والجن"(1).
يقول ابن منظور (2):
"كل متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان"(3).
ومن هذا يتضح أن لفظ (شيطان) يطلق على إبليس، ويطلق على جنس من الجن وهم المردة من ذرية إبليس، ويطلق على المتمرد من الإنس على أوامر ربه.
فأما إطلاقه على إبليس ففي مثل قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} البقرة: 36، وقوله تعالى:{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} الأعراف: 20، وقوله تعالى:{يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} الأعراف: 27، وهذا غالب إطلاقه، فالشيطان علم في الغالب على إبليس.
وأما إطلاقه على جنس من الجن ففي مثل قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)} الشعراء: 210، وقوله تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)} الشعراء: 221، {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37)} ص: 37، {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} الملك: 5، وهو هاهنا وصف لهم.
(1) فتاوى اللجنة (3/ 360 - 361).
(2)
هو: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري الإفريقي المصري، ولد سنة (630 هـ)، وهو إمام لغوي حجة، أشهر أعماله وأكبرها هو لسان العرب، عشرون مجلداً، جمع فيها أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعاً. عمل على اختصار وتلخيص عدد هائل من كتب الأدب المطولة، وقال عنه ابن حجر:"كان مغرى باختصار كتب الأدب المطوّلة"، ويقول الصفدي:"لا أعرف في الأدب وغيره كتاباً مطولاً إلا وقد اختصره، وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة ". له شعر رقيق. عمي في آخر عمره وتوفي بمصر سنة (711 هـ).
ينظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر (5/ 31 - 33)، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي (1/ 248)، وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي (1/ 388، 534).
(3)
لسان العرب (13/ 238)، وينظر: تاج العروس (9/ 253).