الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذي عليه جمهورهم أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي، وأما إقرار اللسان وعمل الجوارح فهي خارجة عن مسماه (1).
وهذا قول باطل لأن الإيمان ليس في اللغة مجرد التصديق ولو فرضنا أنه كذلك في اللغة فإن الأعمال داخلة في مسماه (2).
2 - زيادة الإيمان ونقصانه:
قال الشيخ رحمه الله: " مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص"(3).
قال الشيخ رحمه الله عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)} محمد: 17: " في ذلك دليل على ما ذهب إليه أهل السنة من زيادة إيمان المهتمين باستماعهم للقرآن استماع تدبر واعتبار"(4).
تواترت نصوص الوحيين في الدلالة على زيادة الإيمان ونقصانه.
فمن الكتاب: قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} الأنفال: 2.
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير)(5). والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
(1) ينظر: التمهيد للباقلاني (ص 389)، وأصول الدين للبغدادي (ص 247)، الإرشاد للجويني (ص 333)، شرح المقاصد للتفتازاني تحقيق د عبد الرحمن عميرة (5/ 175).
(2)
ينظر: شرح الطحاوية (2/ 473)، ومجموع الفتاوى (7/ 541)(7/ 583).
(3)
مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله (ص 244)، وينظر: فتاوى اللجنة (3/ 253)، وتعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص 80).
(4)
تعليق الشيخ على تفسير الجلالين (ص 80).
(5)
أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه (1/ 38) برقم (44)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (1/ 182) برقم (193) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه به.
وكل دليل يدل على زيادة الإيمان فهو دليل على نقصه والعكس بالعكس، إذ ما قبل الزيادة قبل النقصان (1).
والقول بمقتضى ذلك هو ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة (2)، وانعقد عليه إجماعهم (3).
واتفق الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ومن بعدهم من علماء أهل السنة على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (4).
قال أبو هريرة رضي الله عنه: " الإيمان يزداد وينقص"(5).
وقال عمير بن حبيب رضي الله عنه: " الإيمان يزيد وينقص، قيل له: ما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وخشيناه فذلك زيادته، فإذا غفلنا وضيعنا فذلك نقصانه"(6).
وروى اللالكائي بسنده عن البخاري أنه قال: " لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"(7).
(1) ينظر: السنة للخلال (2/ 688)، شعب الإيمان (1/ 160)، الفصل (3/ 237)، فتح الباري (1/ 47).
(2)
ينظر: السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 310)، الإيمان لأبي عبيد (ص 72)، والإيمان للعدني (ص 94)، الإبانة الكبرى، تحقيق: نعسان (2/ 861)، والشريعة (2 م603)، وشرح أصول الاعتقاد (3/ 18)، وأصول السنة لابن أبي زمنين (ص 207)، والتبصير في الدين لابن جرير (ص 197)، وشرح السنة للبربهاري (ص 67)، وعقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص 264)، والتمهيد (9/ 243، 252)، ومسائل الإيمان لأبي يعلى (ص 395)، الاقتصاد في الاعتقاد للمقدسي (ص 181)، ومجموع الفتاوى (7/ 505)، وشرح الطحاوية (2/ 466)، ولوامع الأنوار البهية (1/ 411)، وزيادة الإيمان ونقصانه لعبد الرزاق العباد (ص 33 - 131).
(3)
ينظر: شرح السنة للبغوي (1/ 38 - 39)، والتمهيد (9/ 238)، ومجموع الفتاوى (7/ 672)، ومدارج السالكين (1/ 421).
(4)
ينظر: شرح السنة للبغوي (1/ 38 - 39).
(5)
الشريعة للآجري (2/ 582) برقم (214).
(6)
الشريعة للآجري (2/ 583) برقم (215)، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد (1/ 315)، صريح السنة للطبري (ص 25).
(7)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 193 - 197) برقم (230)، فتح الباري (1/ 61).