الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: أصول أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
-.
يبين الشيخ رحمه الله أن من أصول أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ معاقبة من يقوم بلعن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأن الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيّر عن وجهه، والصحيح منها هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون فلهم أجران وإما مجتهدون مخطئون لهم أجر واحد، والخطأ مغفور لهم وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره؛ وأن أهل السنة والجماعة قلوبهم وألسنتهم سليمة على أصحاب رسول الله؛ وأنهم يمسكون عما شجر بين الصحابة فلا يقال بالعصمة لطائفة والتأثيم لأخرى وأن كل واحدة من الطائفتين مؤمنة وقد شهد لها القرآن بأن قتال المؤمنين لا يخرجهم عن الإيمان فقال تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} الحجرات: 9 (1).
إذن فمذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة هو محبتهم، واعتقاد عدالتهم، وأنه يجب تعظيمهم سيما المهاجرين والأنصار؛ واعتقاد فضلهم؛ والإمساك والكف عن الخوض فيما شجر بين الصحابة من حروب ومنازعات؛ وألا يتعرض لواحد منهم بسب أو تعريض، فلهم من الفضائل وحسن الشمائل الكثير؛ كنصرة الإسلام والذب عن الدين، والمعاونة والتبليغ؛ فهم من حاز قصب السبق في مضمار المآثر، وتبرزهم على من سواهم في اقتناء المناقب والمفاخر (2)، وقد قيل في مدحهم:
جبال الحجى أسد الوغا غصص العدا
…
شموس العلا سحب الندا بالمواهب (3).
(1) ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 393 - 396)، الإبانة الصغرى لابن بطة (ص 160 - 161)، ومجموع الفتاوى (3/ 154 - 156).
(2)
سيأتي بيان ما سبق في الجزئيات القادمة إن شاء الله؛ ينظر: فيض القدير للمناوي (1/ 347)(2/ 453)(5/ 516)، وطبقات السبكي (6/ 243) وما بعدها، أعلام الموقعين (1/ 5)، شرح السنة للبغوي (14/ 68)، وشرح العقيدة الطحاوية (2/ 689)، ولوامع الأنوار البهية (2/ 376)، والمسائل العقدية في فيض القدير للمناوي عرض ونقد (ص 881).
(3)
قال عبد السلام هارون معجم شواهد العربية (1/ 59): البيت في حاشية ياسين العلمي على التصريح بمضمون التوضيح للأزهري (2/ 96) دون ذكر قائله.