الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التي لا تنبغي إلا له ومعنى أله يأله إلهة عبد يعبد عبادة فالله المألوه أي المعبود ولهذا الاسم خصائص لا يحصيها إلا الله عز وجل وقيل: إنه هو الاسم الأعظم" (1).
(الله) اسم للمُوجِد الحق، الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المتفرد بالوجود الحقيقي، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته، وهذا الاسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين؛ لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلّها؛ ومعنى هذا الاسم فخاصٌّ خصوصاً لا يُتَصَوَّر فيه مشاركة لا بالمجاز ولا بالحقيقة، ولأجل هذا الخصوص، يوصف سائر الأسماءِ بأنه اسم الله، ويُعَرف بالإضافة إليه (2).
قال الله تعالى في مُحكَم كتابه الكريم: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)} مريم: 65، أي هل تعلم أحداً سمي (الله) غير الله عز وجل وقال تعالى:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} الحشر: 22، وقد ورد في القرآن الكريم في (2697) موضعاً (3).
2 - اسم القديم:
أنكر الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تسمية الله تعالى باسم القديم حيث قال: " أسماء الله وصفاته توقيفية، ولم يرد في كتاب الله - ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تسمية الله بالقديم، ولا إضافة القدم إليه، أو إلى صفة من صفاته سبحانه؛ فيجب أن لا يسمى - بذلك، ولا يضاف إليه، وخاصة أن القدم يطلق على ما يذم؛ كالبلى، وطول الزمن، وامتداده في الماضي، وإن كان لمن اتصف به ابتداء في الوجود"(4).
(1) معارج القبول (1/ 66 - 67)، ينظر: الصفدية (1/ 229).
(2)
ينظر: المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لأبو حامد الغزالي (ص 61).
(3)
ينظر: اختصار النكت للماوردي تفسير للعز بن عبد السلام ولله الأسماء الحسنى (1/ 88)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 102)، تفسير ابن كثير (1/ 21)، والبرهان في علوم القرآن د. يوسف المرعشلي (ص 8).
(4)
ينظر: الإحكام في أصول الأحكام (2/ 384 - 385)، (1/ 26).
وقال رحمه الله: " (القديم) قد تكون صفة مدح، وقد تكون صفة ذم، وفي القرآن الكريم {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)} يس: 39، والقديم: ليس من صفات الله، بل هو من صفات سلطانه؛ لأن سلطانه يتجدد وهو قديم (1) "(2).
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم)(3).
وفيه وصف سلطان الله عز وجل بالقِدَم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "والناس متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نصٌ ولا إجماع، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟ على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع؛ كلفظ (القديم) و (والذات)
…
ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عند الحاجة؛ فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى؛ كما قال:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الأعراف: 180، وأما إذا احتاج إلى الإخبار عنه، مثل أن يقال: ليس هو بقديم، ولا موجود، ولا ذات قائمة بنفسها
…
ونحو ذلك؛ فقيل في تحقيق الإثبات: بل هو سبحانه قديم، موجود، وهو ذات قائمة بنفسها، وقيل: ليس بشيء، فقيل: بل هو شيء؛ فهذا سائغ
…
) (4).
قال ابن القيم رحمه الله "
…
ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً؛ كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه" (5).
(1) أي سلطانه.
(2)
فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (1/ 160).
(3)
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب ما جاء في الصلاة عند دخول المسجد برقم (466)، وقال النووي في "الأذكار" (ص 86):"حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد جيد" اهـ. وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود/441).
(4)
مجموع الفتاوى (9/ 300، 301).
(5)
بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 162).