الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
التعريف بالشيخ عبد القادر الجيلاني:
هو: الشيخ العالم الزاهد محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله ابن جنكي دوست الجيلي الحنبلي شيخ بغداد، ولد بجيلان، سنة إحدى وسبعين وأربع مئة (471 هـ)، عاش الشيخ عبد القادر تسعين سنة وانتقل إلى الله في عاشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمس مئة (561 هـ)، وشيعه خلق لا يحصون ودفن بمدرسته في بغداد رحمه الله تعالى (1).
كان يفتي على المذهبين: الشافعي والحنبلي، وكانت فتواه محل رضا العلماء بالعراق، فقد كان متبحراً في علوم الشريعة وعلوم اللغة، حتى ذاع صيته بين معاصريه واتسعت شهرته، فكثر أتباعه ومريدوه، وتخرج على يديه الكثير؛ وقد كان عبد القادر الجيلاني كثير الذرية أنجب تسعاً وأربعين ولداً؛ حمل أحد عشر منهم تعاليمه وطريقته، ونشروها ما بينَ غرب آسيا والإقليم المصري، ثم اتسعت طريقته وانتشرت حتى شملت في نهاية القرن التاسع عشر حدود العالم الإسلامي ما بين مراكش وجزر الهند الشرقية. ويقصد إلى مقامه كل عام جموع هائلة من أتباعه للزيارة والتبرك (2).
قال عنه السمعاني رحمه الله: "إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح، ديِّن خيِّر، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة"(3).
-أقوال أهل العلم في الشيخ عبد القادر:
قال الإمام الذهبي خاتماً ترجمة الشيخ عبد القادر بقوله: "وفي الجملة الشيخ عبد القادر كبير الشأن، وعليه مآخذ في بعض أقواله ودعاويه، واللهُ الموعد، وبعض ذلك مكذوب عليه"(4).
وقال عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله: "كان له سمت حسن، وصمت غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان فيه زهد كثير، وله أحوال صالحة ومكاشفات، ولأتباعه
(1) ينظر: طبقات الحنابلة لابن رجب (ص 290 - 299)، سير أعلام النبلاء (20/ 439 - 451).
(2)
ينظر: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 142 - 143)،.
(3)
ينظر: سير أعلام النبلاء (20/ 441)، شذرات الذهب (4/ 200).
(4)
سير أعلام النبلاء (20/ 451).
وأصحابه فيه مقالات، ويذكرون عنه أقوالاً وأفعالاً، ومكاشفات أكثرها مغالاة، وقد كان صالحاً ورعاً، وقد صنف كتاب (الغنية)، و (فتوح الغيب)، وفيهما أشياء حسنة، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة، وبالجملة كان من سادات المشايخ، توفي وله تسعون سنة ودفن بالمدرسة التي كانت له" (1).
قال ابن السمعاني رحمه الله: "إمام الحنابلة وشيخهم في عصره، فقيه صالح، ديِّن خيِّر، كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة"(2).
وقال الحافظ ابن رجب معتذراً لما صدر من الشيخ عبد القادر: "ومن ساق الشيوخ المتأخرين مساق الصدر الأول، وطالبهم بطرائقهم، وأراد منهم ما كان عليه الحسن البصري وأصحابه مثلاً من العلم العظيم، والعمل العظيم، والورع العظيم، والزهد العظيم، مع كمال الخوف والخشية، وإظهار الذل والحزن والانكسار، والازدراء على النفس، وكتمان الأحوال والمعارف والمحبة والشوق ونحو ذلك، فلا ريب أنه يزدري المتأخرين، ويمقتهم، ويهضم حقوقهم، فالأولى تنزيل الناس منازلهم، وتوفيتهم حقوقهم، ومعرفة مقاديرهم، وإقامة معاذيرهم، وقد جعل الله لكل شيء قدراً. ولما كان الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي عظيم الخبرة بأحوال السلف والصدر الأول، قل من كان في زمانه يساويه في معرفة ذلك، وكان له أيضاً حظ من ذوق أحوالهم، وقسط من مشاركتهم في معارفهم، كان لا يعذر المشايخ المتأخرين في طرائقهم المخالفة لطرائق المتقدمين ويشتد إنكاره عليهم؛ وقد قيل: إنه صنف كتاباً ينقم فيه على الشيخ عبد القادر أشياء كثيرة
…
-إلى أن قال- وللشيخ عبد القادر رحمه الله كلام حسن في التوحيد والصفات، والقدر، وفي علوم المعرفة موافق للسنة.
وله كتاب "الغنية لطالبي طريق الحق"، وكتاب "فتوح الغيب"، وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيراً، وكان متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوها بالسنة، بالغاً في الرد على من خالفها" (3).
(1) البداية والنهاية (12/ 252).
(2)
نقلاً عن: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 119)، وتاريخ الإسلام للذهبي (39/ 89)، وسير أعلام النبلاء (20/ 441).
(3)
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (1/ 120 - 121).
وقد يُنقل عن الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات ما لم ينقل عن غيره، لكثرة ما نَسب إليه أتباعه من ذلك؛ والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها (1).
القادرية:
تنسب القادرية إلى عبد القادر الجيلاني.
أما بالنسبة لفرقة القادرية والتي هي فرقة من فرق الصوفية، فمن أهم عقائدهم:
1 -
يؤمن أتباع الطريقة القادرية بعقيدة وحدة الوجود التي تدين بها الصوفية، وقد ورد ذلك في ثنايا بعض مؤلفات شيخها الجيلاني، منها قوله:"الحمد لله الذي وُجد في كل شيء، وحضر عند كل شيء"(2)، وقوله:"ومعنى الوصول إلى الله عز وجل خروجك عن الخلق، فإذا وصلت إلى الحق عز وجل على ما بيّنا - فكن آمناً أبداً من سواه عز وجل، فلا ترى لغيره وجوداً ألبته"(3).
2 -
الاعتقاد بأنه بإمكان الصوفي رؤية الله في الدنيا، وذلك برفع حُجُب الكائنات عن قلبه. يقول عبد القادر:"المؤمن العارف له عينان ظاهرتان، وعينان باطنتان، فيرى بالعينين الظاهرتين ما خلق الله عز وجل في الأرض، ويرى بالعينين الباطنتين ما خلق الله عز وجل في السماوات، ثم يرفع الحجب عن قلبه، فيراه، فيصير مقرّباً"(4).
3 -
ذم الآخرة وطلاّبها، بزعم أن مقصود الصوفية هو الوصول إلى الامتزاج بالوجود الإلهي، إذ يقول الجيلاني:"شجاعة الخواص (أي الصوفية) في الزهد في الدنيا والآخرة"(5). ويقول أيضا "اخلع نعليك: دنياك وآخرتك، وتجرد عن الأكوان، وافن عن الكل، وتطيب بالتوحيد"(6).
(1) دائرة المعارف الإسلامية (11/ 171).
(2)
عقيدة الصوفية للقصير (ص 187)، نقلاً عن الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية لإسماعيل محمد القادري.
(3)
عقيدة الصوفية للقصير (ص 188)، نقلاً عن فتوح الغيب لعبد القادر الجيلاني.
(4)
عقيدة الصوفية للقصير (ص 189)، نقلاً عن الفتح الرباني لعبد القادر الجيلاني.
(5)
عقيدة الصوفية للقصير (ص 189)، نقلاً عن فتوح الغيب لعبد القادر الجيلاني.
(6)
عقيدة الصوفية للقصير (ص 189)، نقلاً عن فتوح الغيب لعبد القادر الجيلاني.