الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسم الإله الأعظم اشتملا على اسـ
…
ـم الحي والقيوم مقترنان
فالكل مرجعها إلى الاسمين يد
…
ري ذاك ذو بصر بهذا الشان (1).
القسم الثاني:
- الصفات الفعلية:
وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها؛ كالمجيء، والنزول، والغضب، والفرح، والضحك
…
ونحو ذلك، وتسمى (الصفات الاختيارية).
والصفات الفعلية من حيث قيامها بالذات تسمى صفات ذات، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال، ومن أمثلة ذلك صفة الكلام؛ فكلام الله عز وجل باعتبار أصله ونوعه صفة ذات، وباعتبار آحاد الكلام وأفراده صفة فعل، وقد بيّن المحققون أن الصفات الفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد (2).
ومن الصفات التي تناولها الشيخ رحمه الله:
1 - صفة الكلام
لله عز وجل:
يقرر الشيخ رحمه الله صفة الكلام لله عز وجل على ما يليق به، وأن كلام الله اسم لمجموع اللفظ والمعنى، وأنه كوني خبري، وأنه بصوت وحرف، وأنه تكلم مع من أراد من رسله وملائكته وسمعوا كلامه حقيقة، ولا يزال يتكلم بقضائه وتسمعه ملائكته وسيتكلم مع أهل الجنة ومع أهل النار يوم القيامة كل بما يناسبه (3).
(1) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (نونية ابن القيم) تحقيق: محمد بن عبدالرحمن العريفي، وناصر بن يحيى الحنيني، عبد الله بن عبدالرحمن الهذيل، وفهد بن علي المساعد (1/ 184).
(2)
ينظر: الدرء (2/ 124 - 145، 147 - 148)، مجموع الفتاوى (6/ 217)، صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (ص 28 - 29)، الصفات الإلهية تعريفها، أقسامها لمحمد بن خليفة بن علي التميمي (ص 65 - 66)، الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه للدكتور محمد أمان بن علي الجامي (1/ 153).
(3)
ينظر: الإحكام في أصول الأحكام (1ج1/ 204)،وتفسير الجلالين (8، 28، 252)، وفتاوى اللجنة (3/ 208).
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل يتكلم ويقول ويتحدث وينادي، وأن كلامه بصوت وحرف، وأن القرآن كلامه (1)، منزل غير مخلوق، وكلام الله صفةٌ ذاتيةٌ فعلية -ذاتية باعتبار أصله وفعليةٌ باعتبار آحاده- (2).
الدليل على إثبات هذه الصفة لله عز وجل من الكتاب:
- قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} النساء: 164.
- وقوله: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)} القصص: 30.
- وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)} النساء: 87.
ومن السنة:
- حديث احتجاج آدم وموسى وفيه: (قال آدم: يا موسى! اصطفاك الله بكلامه)(3).
- حديث أبي سعيد الخدري ش: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟
…
) (4).
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: (يقول الله: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار)(5).
(1) سنتطرق إلى هذا بشيء من التفصيل في المطلب الذي هو بعنوان معنى الإيمان بالقرآن وما يتضمنه إن شاء الله.
(2)
ينظر: مجموع الفتاوى (8/ 496)، ودرء التعارض (2/ 3 - 10)، وشرح العقيدة الطحاوية (125 - 126)، صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة (ص 259).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب القدر، باب تحاج آدم وموسى عند ربه، برقم (6614)، ومسلم في كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام، برقم (2652).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد باب كلام الرب مع أهل الجنة (7518)، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إحلال الرِّضْوان على أهل الجنَة فلا يسخط عليهم أبَدًا، برقم (2832).
(5)
أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} سبأ: 23، برقم (7483).
قال الإمام البخاري (1) رحمه الله: " وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بَعُد كما يَسمعُه من قرب فليس هذا لغير الله جل ذكره، وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يُسمع من بُعْد كما يُسمع من قُرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز وجل: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} البقرة: 22، فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين"(2).
وقال عبد الله (3) ابن الإمام أحمد رحمهما الله: " سألت أبي: عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت قال أبي تكلم تبارك وتعالى بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت"(4).
وقال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله: " وخاطر أبو بكر رضي الله عنه (5)، فقرأ عليهم القرآن، فقالوا: هذا من كلام صاحبك. فقال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله تعالى، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة"(6).
(1) هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري، أبو عبد الله، ولد سنة (194 هـ) ونشأ يتيماً في حجر أمه، وقد رزق رحمه الله حافظة قوية، وذكاءً حاداً، وذهناً متوقداً، واطلاعاً واسعاً، توفي سنة (256 هـ)، ومن مؤلفاته: صحيح البخاري"الجامع الصحيح"، والتاريخ الكبير، والأدب المفرد، خلق أفعال العباد، والقراءة خلف الإمام.
ينظر: تاريخ بغداد (2/ 6) وما بعدها، سير أعلام النبلاء (12/ 407) وما بعدها، تهذيب الكمال (24/ 461).
(2)
خلق أفعال العباد (1/ 98).
(3)
هو: أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي، الإمام الحافظ الناقد المحدِّث، روى عن أبيه شيئاً كثيراً، من جملته: المسند كله، والزهد، وله كتاب السنة، وكان ثقة ثبتاً فهماً، توفي رحمه الله سنة (290 هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (9/ 382)، سير أعلام النبلاء (13/ 516)، تقريب التهذيب (1/ 477)، شذرات الذهب (2/ 203).
(4)
المسائل والرسالة المروية عن الإمام أحمد (1/ 302)، درء التعارض (2/ 39).
(5)
أي: راهن قوماً من أهل مكة.
(6)
الحجة (1/ 331 - 332).