الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث
العبادة
.
أ- تعريفها:
عرف الشيخ عبد الرزاق: العبادة بأنها التأله والتذلل لله وحده والانقياد له سبحانه بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه (1).
والعبادة في اللغة: مصدر عَبَدَ يعبُد عبادَةً.
يقول ابن فارس رحمه الله: "العين والباء والدال أصلان صحيحان، كأنهما متضادان:
والأول من ذينك الأصلين يدل على لين وذل.
والآخر على شدة وغلظ " (2).
والعبادة تطلق في اللغة على معان متعددة منها: الخضوع والذلة، والقوة والصلابة، والأنفة والكراهة، والطاعة والتنسك والمملوكية (3).
والمتأمل في هذه المعاني يراها ترجع إلى الأصلين اللذين ذكرهما ابن فارس، ولا تخرج عنهما.
أما العبادة في الشرع: فإن معانيها تتنوع بحسب اعتبارات سياقاتها، فالعبادة باعتبار أصلها هي مصدر بمعنى التعبد، وهي بهذا المعنى التذلل لله والخضوع له بفعل أوامره واجتناب نواهيه، مع المحبة والتعظيم.
والعبادة باعتبار أفرادها هي اسم بمعنى المتعبد به، وهي بهذا المعنى اسم جامع لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة (4).
(1) فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 76، 87).
(2)
معجم مقاييس اللغة (ص 728).
(3)
ينظر: تهذيب اللغة (3/ 2299 - 2305)، الصحاح (2/ 502 - 504)، لسان العرب (3/ 272 - 273)، القاموس المحيط (ص 378 - 379).
(4)
ينظر: العبودية لابن تيمية (ص 5 - 6)، تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص 35)، معارج القبول لحافظ الحكمي (1/ 84)، تقريب التدمرية لابن عثيمين (ص 129).
وعبارات أهل العلم في تعريف العبادة وبيان معناها وإن تعددت فهي لا تخرج عما سبق (1). قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} البينة: 5.
قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
…
) الحديث، وفي رواية:(فادعهم إلى عبادة الله)، وفي رواية:(فادعهم إلى أن يوحدوا الله)(2).
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: " وجه الجمع بينهما: أن المراد بالعبادة: التوحيد، والمراد بالتوحيد: الإقرار بالشهادتين"(3).
(1) ينظر: تفسير ابن جرير (1/ 196)، مجموع الفتاوى (10/ 149، 153، 251)(15/ 162)، منهاج السنة (2/ 448)(3/ 290)، مدارج السالكين (1/ 74)، تفسير ابن كثير (1/ 28)، فتح الباري (11/ 347)، تيسير العزيز الحميد (ص 46)، فتح المجيد (1/ 84 - 85).
(2)
أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا برقم (1496)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام برقم (29) من حديث ابن عباس.
(3)
فتح الباري (13/ 354).