الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
القومية:
هي حركة سياسية فكرية متعصبة، تدعو إلى تمجيد العرب، وإقامة دولة موحدة لهم، على أساس من رابطة الدم والقربى واللغة والتاريخ، وإحلالها محل رابطة الدين. وهي صدى للفكر القومي الذي سبق أن ظهر في أوربا (1).
يصفها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله بأنها: " دعوة جاهلية إلحادية تهدف إلى محاربة الإسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه". ويقول عنها: " وقد أحدثها الغربيون من النصارى لمحاربة الإسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول
…
فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام، واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال، وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان". ويقول، أيضاً: " هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد سافر للإسلام وأهله" (2).
تطلق هذه الكلمة "القومية" ويراد بها أن أبناء الأصل الواحد واللغة الواحدة ينبغي أن يكون ولاؤهم واحداً، وإن تعددت أرضهم وتفرقت أوطانهم، كما يراد بها أيضاً: السعي للوصول إلى توحيد الوطن بحيث تجتمع القومية الواحدة في وطن شامل، فيكون الولاء للقومية مصحوباً بالولاء للأرض، ولكن يظل الولاء للقومية هو الأصل حتى وإن لم تتحقق وحدة الأرض (3).
تاريخها:
إن مفهوم القومية في هذا العصر يقوم على (العصبية) التي لم تخل من بعض أنواعها عصور الجاهلية عبر تاريخ الإنسانية الطويل، فعصبية القبيلة، وعصبية الجنس، وعصبية اللغة، وعصبية الدين، كلها تدل على أن القومية نزعة جاهلية قديمة لم تبتكرها جاهلية القرن العشرين.
(1) الموسوعة الميسرة (1/ 444).
(2)
نقد القومية العربية للشيخ ابن باز رحمه الله والكتاب موجود بكاملة في فتاويه (1/ 280 - 318).
(3)
بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 273).
كان مولد القوميات في أوربا حركات إصلاحية مبتورة غير ناضجة استغلها أصحاب الأطماع والأهواء وحولوها إلى شؤم وشرور.
إن فكرة "القومية" تقوم على أمور لا خيار للإنسان فيها، من المولد في أرض معينة، والكلام بلغة الأرض والمجتمع الذي ولد فيه، وعلى المصالح المادية البحتة
…
إلخ.
وفي الوقت نفسه تنبذ ما للإنسان فيه اختيار كالإيمان بالله وما جاء على لسان رسله.
ورغم هذه الآثار السيئة الناتجة عن نعرة القومية والوطنية في أوربا فقد قامت أوربا بتصدير دعاوي القومية والوطنية إلى الشرق الإسلامي؛ لتحارب المسلمين من داخل نفوسهم، وتزعزع العقيدة في قلوبهم.
وهكذا فإن تيار الفكرة القومية كانت مهمته إقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي (1).
وقد شجعت الدول الأوربية الكبرى على ظهور القومية العربية - والتي نشأت من الثورة العربية (2) - في صورتها العلمانية؛ لتحقيق مطامعها في احتلال الشرق الإسلامي (3).
موقف الإسلام من الدعوة القومية:
الإسلام يحارب القومية باعتبارها عصبية جاهلية، أنكرها الإسلام وحذر منها، وسد منافذها، فلا بقاء للدين العالمي والأمة الواحدة مع هذه العصبية الممقوتة. ومصادر الشريعة الإسلامية زاخرة برفض هذه العصبية الجاهلية وتشنيعها، بل ترفضها الأديان السماوية الصحيحة كلها، النصوص الواردة في ذلك أكثر من أن تستقصى.
(1) ينظر لما سبق من تاريخ القومية: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 273 - 279).
(2)
الثورة العربية التي انفجرت عام 1916 لتحرير الأمة العربية وتوحيدها وكانت باسم الحرية والديمقراطية وأحدثته هذه الدعوات فجوة بين الحكام العثمانيين والرعية.
ينظر: الخديعة حقيقة القومية العربية وأسطورة البعث العربي، لمحمد الغزالي (ص 155)، أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها: التبشير - الاستشراف - الاستعمار، دراسة وتحليل وتوجيه (ودراسة منهجية شاملة للغزو الفكري)، لعبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني (ص 214).
(3)
أساليب الغزو الفكري للدكتور علي جريشة (ص 77، 78).