الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه، لما ضرب غلامه؛ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:(اعلم أبا مسعود! أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام)(1).
قال الخطابي رحمه الله: "ووصف الله نفسه بأنه قادر على كلِّ شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور، وقد يكون القادر بمعنى المقدِّر للشيء، يقال: قدَّرت الشيءَ وقدَرْتُه؛ بمعنى واحد، كقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} المرسلات: 23، أي نعم المقدرون (2) "(3).
"والقدرة: عبارة عن المعنى الذي به يوجَد الشيء متقدراً بتقدير الإرادة والعلم، واقعاً على وفقهما. والقادر هو الذي إن شاءَ فعل، وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن يشاء لا مَحالة، فإن الله تعالى قادرٌ على إقامَة القيامة الآن، لأنه لو شاءَ أقامها، فإن كان لا يُقيمها؛ لأنه لم يَشَاها ولا يشاؤها لما جرى في سابِق علمه من تقدير أجلها ووقتها، فلذلك لا يقدح في القدرة. والقادِرُ المُطلق هو الذي يخترع كلَّ مَوْجُود اختراعاً يتفردُ به، ويستغني فيه عن معاونة غيره، وهو الله تعالى.
وأما العبد فله قُدْرَةٌ على الجملة ولكنها ناقِصة إذ لا يتناوَلُ إلا بعضَ الممكِنات، ولا يصلح للاختراع، بَلِ الله تعالى هو المخترع لمقدوراتِ العبد بواسطة قدرته مهْما هَيَّأ له جميع أسباب الوُجودِ لمقدوره" (4)
8 - صفة الصمد
لله عز وجل:
يقرر الشيخ رحمه الله صفة الصمدية لله عز وجل، ويبين سبب أنه سبحانه المقصود في الحوائج على الدوام، فيقول:" وهذا لأنه السيد الكامل في سؤدده الغني الكامل في غناه المحتاج إليه كل ما عداه، فصمد إليه العالم كله ليكفلهم ويُيَسر كُلاًّ لما خُلِقَ له"(5).
فالصمد صفة ذاتية لله عز وجل، وهو اسمٌ له ثابت بالكتاب والسنة.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده، برقم (1659).
(2)
ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (19/ 160).
(3)
شأن الدعاء للخطابي (ص 85).
(4)
المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن محمد الغزالي أبو حامد (1/ 134).
(5)
تفسير الجلالين (ص 314).
فمن الكتاب:
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)} الإخلاص: 1 - 2، ولم يَرِد هذا الاسم إلا في هذه السورة.
ومن السنة:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه القدسي: (كذبني ابن آدم
…
وأما شَتْمُه إياي؛ فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفواً أحد) (1).
- حديث بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد
…
) (2).
ولقد اختلف العلماء في معنى الصمد على أقوال كثيرة؛ منها (3):-
1 -
المصمت الذي لا جوف له.
2 -
الذي لا يأكل ولا يشرب.
3 -
الذي لا يخرج منه شيء (4)، ولم يلد ولم يولد.
4 -
السيِّد الذي انتهى سؤدده.
5 -
الباقي الذي لا يفنى.
6 -
الذي ليس فوقه أحد.
(1) أخرجه البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ، برقم (4974).
(2)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الوتر باب الدعاء برقم (1493)، صححه الألباني في سنن أبي داوود برقم (1492).
(3)
ينظر: جامع البيان للطبري (24/ 690 - 692)(30/ 345)، الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 109)، معالم التنزيل للبغوي (7/ 320)، زاد المسير لابن الجوزي (9/ 268)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/ 520)، التحرير والتنوير لابن عاشور (30/ 540)، أضواء البيان للشنقيطي (1/ 474)(9/ 150)، فتح الباري لابن حجر (8/ 612)، لسان العرب (3/ 275 - 259)، مختار الصحاح (1/ 155).
(4)
ليس المراد أنه لا يتكلم وإن كان يقال في الكلام إنه خرج منه، كما قال في الحديث:(ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه -يعني القرآن-) الحديث أخرجه أحمد في مسنده (5/ 268)، والترمذي في كتاب فضائل القرآن باب
…
برقم (2911).
ينظر: مجموع الفتاوى (17/ 239).