الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - الأشعرية
.
بين الشيخ رحمه الله أصول الأشعرية في معرض رده على بعض مخالفاتهم لمنهج أهل السنة والجماعة؛ فمن أصولهم:
1 -
ذهب الأشعرية في صفة الكلام لله بأنها صفة نفسية ذاتية قديمة قائمة بذات الله تعالى، ليست بحرف ولا صوت، ووافقوا في ذلك مذهب الكلابية (1).
2 -
نفت الأشعرية حدوث الكونيات بأنها محل للحوادث، فلزمهم بذلك نفي قيام الصفات الفعلية بالله والتزموا تأويل النصوص المثبتة لصفات الأفعال بما يسمونه قديماً (2).
3 -
قولهم بالجبر وسموه كسباً (3).
4 -
قولهم إن المسببات توجد عند وجود الأسباب لا بها، والنتائج توجد عند وجود الأدلة لا بها، ومذهب أهل السنة والجماعة أنها توجد بها لكن لا بذاتها بل بجعل الله لها أسباباً لمسبباتها، ودلائل على نتائجها (4).
5 -
الأشعرية يرون أن أحكام الله خطابه، وأنها قديمة غير مخلوقة، وأنها شيء واحد في نفسه، وإن تعددت باعتبار متعلقاتها وتعلقاتها (5).
إن الحديث عن الأشعرية والأشاعرة يُعَدُّ من أصعب الأمور التي تواجه الباحث في العقيدة وفي باب الصفات خصوصاً؛ للانتشار الواسع لهذا المذهب، مما يستوجب اهتماماً خاصاً به؛ ولقربه أيضاً من معتقد أهل السنة والجماعة في العديد من أبواب المعتقد (6)، مما
(1) ينظر: مجموعة ملفات الشيخ (ص 177)، وتعليق الشيخ على الإحكام (2/ 173).
(2)
ينظر: مجموعة ملفات الشيخ (ص 177).
(3)
ينظر: مجموعة ملفات الشيخ (ص 157).
(4)
تعليق الشيخ على الإحكام (3/ 286).
(5)
تعليق الشيخ على الإحكام (3/ 313).
(6)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنّة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدّون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل: المعتزلة والرافضة وغيرهم؛ بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم: المعتزلة والرافضة ونحوهم".
ينظر: بيان تلبيس الجهمية (2/ 87)، مجموع الفتاوى (6/ 55، 8/ 230)، درء التعارض (4/ 101 - 102، 6/ 292)، التدمرية (ص 190 - 191).
أوجد خلطاً عند الكثير ممن كتبوا عن هذا المذهب، بينه وبين مذهب أهل السنة والجماعة، فكان من الواجب الوقوف عند هذه الأمور (1).
الأشعرية فرقة كلامية واسعة الانتشار، تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري، ظهرت في القرن الرابع الهجري وما بعده.
بدأت أصولها بنَزَعات كلامية خفيفة، تلقفها الأشعري عن ابن كلاب تدور حول نفي الصفات الاختيارية، مع القول بالجبر والإرجاء، ثم تطورت وتوسعت في المناهج الكلامية حتى أصبحت في القرون المتأخرة -الثامن وما بعده- فرقة كلامية محضة، ذات منهج عقلاني فلسفي، مع خلط ذلك بالصوفية والقبورية، فاتخذت البراهين العقلية الكلامية وسيلة في محاجة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم (2).
والأشاعرة: هم أتباع المذهب الأشعري الذين حادوا عن منهج السلف أهل السنة والجماعة في العقيدة (3).
أهم معتقداتهم:
1 -
يعتمد الأشاعرة في مصادر التلقي للعقيدة -إضافة إلى مصادر التلقي المعروفة لدى أهل السنة والجماعة وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع- على العقل، بل هو المصدر الأساس لديهم، وهو المعوّل عليه والمقدَّم إذا وجد إيهام التعارض بينه وبين النصوص الشرعية (4).
2 -
يقولون بأن أول واجب على المكلف هو النظر، أو القصد إلى النظر، أو الشك (5).
(1) النفي في باب الصفات (ص 614).
(2)
ينظر: الفرق الكلامية المشبهة والأشاعرة والماتريدية أ. د. ناصر العقل (ص 49)، الموسوعة الميسرة (1/ 87).
(3)
ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 94)، خبيئة الأكوان لصديق حسن خان (ص 50 - 51).
(4)
ينظر: الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقادية لأبي المعالي الجويني (ص 359 - 360)، أساس التقديس في علم الكلام للفخر الرازي (ص 125 - 126)، شرح المواقف للجرجاني (4/ 50 - 53).
(5)
ينظر: الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري (ص 426)، ميزان العمل لأبو حامد الغزالي (405 - 407)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 595 - 599، 632 - 644، 667 - 670).
3 -
لا يجعلون النصوص الشرعية هي العمدة في تلقي العقائد، بل إنهم يسلطون عليها قواعدهم العقلية ويخضعونها للتأويل والتحريف أو الرد بحجة ظنيتها عما دلالة أو ثبوتاً، إذا خالفت معقولاتهم الفاسدة، ولا يوردون النصوص إلا اعتضاداً لما قرروه سلفاً بقواعدهم العقلية (1).
4 -
التوحيد عندهم يشمل ثلاثة أمور هي: -أن الله واحد في ذاته لا قسيم له. -أن الله واحد في صفاته لا شبيه له. - أن الله واحد في أفعاله لا شريك له (2). ولا إله إلا الله عندهم معناها: لا خالق إلا الله، ويفسرون الألوهية بأنها القدرة على الاختراع (3).
5 -
الأشاعرة مرجئة في أبواب الإيمان ومذهبهم أقرب إلى مذهب الجهمية، إذ يقولون بأنه التصديق القلبي فقط، واختلفوا في النطق بالشهادتين، أيكفي عنه التصديق القلبي أم لا بد منه؛ ولا يقولون بزيادة الإيمان ونقصانه، كما أنهم يوجبون الاستثناء في الإيمان (4).
6 -
يعتمدون في باب القدر على نظرية الكسب، في محاولة للتوفيق بين مذهب القدرية والجبرية، وهي تؤول في آخرها إلى الجبر، ويعجز التعبير عن تفسيرها (5).
7 -
قالوا بأن إرسال الرسل راجع إلى المشيئة المحضة، أي: خالية من الحكمة، ولا دليل على صدق النبي إلا المعجزة؛ وينكرون صدور جميع الذنوب من الأنبياء، صغيرها وكبيرها، لمنافاتها العصمة (6)، وغير ذلك من المسائل التي خالفوا فيها منهج أهل السنة والجماعة (7).
(1) أساس التقديس (ص 123 - 132).
(2)
ينظر: الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به للباقلاني (ص 33 - 34)، نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني (ص 90).
(3)
ينظر: أصول الدين (ص 123)، شرح أسماء الله الحسنى للرازي (ص 124).
(4)
ينظر: الإرشاد (ص 397)، غاية المرام في علم الكلام للآمدي (ص 311)، شرح المواقف (8/ 351،360).
(5)
ينظر: الإنصاف (ص 45 - 46)، أصول الدين (ص 133)، الإرشاد (ص 187 - 203)، نهاية الإقدام (ص 77).
(6)
ينظر: البيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات للباقلاني (ص 37 - 38)، نهاية الإقدام (ص 370)، غاية المرام (234).
(7)
ينظر: منهج الأشاعرة في العقيدة د. سفر الحوالي، النفي في باب صفات الله عز وجل (ص 620 - 622).