الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقيل: الإعراض عن الاعتراض، وقيل: هو صفاء المعاملة مع الله، وقيل: الأخذ بالحقائق، والكلام بالدقائق، والإياس مما في أيدي الخلائق.
وبالجملة فالصوفية كانت بداية للزهد ثم تطورت وصارت مذاهب شتَّى وطرائق قددا منها ما يقرب من السنة ومنها ما يَبْعُد، بل منها ما يصل حدَّ الزندقة (1).
"ولا شك أن ما يدعوا إليه الصوفية من الزهد، والورع والتوبة والرضا
…
إنما هي أمور من الإسلام، وأن الإسلام يحث على التمسك بها والعمل من أجلها، ولكن الصوفية في ذلك يخالفون ما دعا إليه الإسلام، إذ ابتدعوا مفاهيم وسلوكيات لهذه المصطلحات مخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته.
لكن الذي وصل إليه بعضهم من الحلول والاتحاد والفناء، وسلوك طريق المجاهدات الصعبة، إنما انحدرت هذه الأمور إليهم من مصادر دخيلة على الإسلام" (2).
ومن أشهر
الطرق الصوفية المعاصرة:
1 - القادرية
.
قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: " والشيخ عبد القادر الجيلاني وإن كان رأيه في استواء الله على عرشه ونحوه من صفات الله سديداً، لا يلزم أن يكون رأيه في سائر ما يراه في الدين سديداً، فقد عرف عنه أنه قال: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله (3)؛ وروي عنه ذلك من طرق عدة وتأوله له من يحسن الظن به، من ذلك ما ذكره الشيخ
(1) ينظر: تعريفات الجرجاني (ص 59 - 60)، وهذه هي الصوفية، لعبدالرحمن الوكيل، الموسوعة الميسرة (1/ 249) وما بعدها، معجم ألفاظ العقيدة (ص 260 - 261).
(2)
الموسوعة الميسرة (1/ 270).
(3)
بهجة الأسرار ومعدن الأنوار لنور الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن جرير اللخمي الشطنوفي (ص 11).
أبو حفص السهروردي (1) في عوارفه. أنه من شطحات الشيوخ التي لا يقتدى بهم فيها ولا يقدح في مقاماتهم ولا منازلهم فكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وقد قيل إن أبا الفرج ابن الجوزي صنف كتاباً ينقم فيه على الشيخ عبدالقادر أشياء كثيرة
…
فإذا كان هذا حاله ففي الإفراط في الثناء عليه تغرير بالناس وحث لهم على التزام طريقته وقراءة كتبه، وأكثر الناس لا يميز بين الحق والباطل والسنة والبدعة، فيقع بذلك فيما لا يحمد عقباه" (2).
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله، كذلك: " الشيخ عبد القادر الجيلاني تنسب له طريقة القادرية
…
وهو برئ من قصيدة كفرية براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وأتباعه يكذبون عليه كثيراً وينسبون إليه ما هو بريء منه" (3).
(1) هو: عمر بن محمد بن عبد الله القرشي، التيمي، البكري، السهروردي، البغدادي، صوفي شافعي، من مؤلفاته: عوارف المعارف، والمشيخة، وأعلام الهدى، وعقيدة أرباب التقى وغيرها، توفي سنة 632 هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (22/ 375)، طبقات الشافعية للسبكي (8/ 338).
(2)
مجموعة ملفات الشيخ (ص 181)، ينظر: ترجمة الجيلاني في طبقات الحنابلة لابن رجب (ص 290 - 299).
(3)
فتاوى اللجنة (2/ 357).