الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
جهوده في الرد على آخرين
.
-
جمال الدين الأفغاني
.
قال الشيخ رحمه الله: " جمال الدين الأفغاني من الرجال الذين اشتهروا بين الناس بالإصلاح والنهوض بالأمم الإسلامية وبعث الوعي فيهم وإيقاظهم من رقدتهم وقد اختلف الكاتبون من حياته في تقديره ذماً ومدحاً وثناءً وقدحاً فمنهم من أحسن الظن به فأثنى عليه وأعلى من شأنه وعده من كبار المصلحين المخلصين للإسلام والمسلمين الذين أيقظوا الشعوب ليحرروا بلادهم من براثن الاستعمار وذل الاستعباد، ومنهم من أساء الظن به فرماه بالماسونية والمكر والخداع ووصمه بالكفر والإلحاد والسعي في تفويض العروش والكيد للإسلام والقضاء على الخلافة الإسلامية شأنه في ذلك شأن غيره ممن حظي بشهرة في جانب الحياة من أنصاره ومن يواليه وخصومه ومن يناوئه ويعاديه
…
" (1).
فالشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله لم يجزم في كلامه السابق بمدح جمال الدين الأفغاني ولا ذمه، لأن ما استند عليه في الحكم على الأفغاني بالماسونية، فيه تردد وشكوك وتخمين وظنون لا تنهض للقطع بالحكم على الرجل.
(1) مجموعة مؤلفات الشيخ (ص 208).
التعريف به:
هو محمد بن صفدر (1) المازندراني الشيعي الرافضي الحسيني (2)،
المشهور بجمال الدين الأفغاني، ولد بأسد آباد من مازندران في همدان ببلاد إيران (3) عام (1254 هـ)(1838 م)، وتوفي في استنبول عام (1897 م) على إثر مرض السرطان الذي ظهر في فكه السفلي (4).
الحكم عليه:
يحتل جمال الدين الأفغاني مكاناً مرموقاً في نهضة العرب الحديثة، ولا سيما في مصر، ولكنه لم يرتبط بمصر وحدها، وإنما توزعت حياته بين إيران وأفغانستان وتركيا والهند وفرنسا وإنجلترا وروسيا، وكان شخصاً غير مرغوب فيه في كثير من البلاد التي نزل بها، ومع هذا نظر إليه المؤرخون نظرة فيها الكثير من التباين والتعارض، وكان سبب هذا هو نقص المعلومات التي تتعلق بحياته وغموضها (5).
(1) وهو اسم إيراني شيعي يعني: البطل ممزق الصفوف.
(2)
وقد اختلف المترجمون في نسبه لأنه كان يظهر في كل أرض باسم جديد وشخصية مختلفة، ومن هذه الأسماء: جمال الدين الإستانبولي، جمال الدين الأسد آبادي، جمال الدين الحسيني، جمال الدين الأفغاني الكابلي، جمال الدين الطوسي، جمال الدين الرومي.
ينظر: لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث لعلي الوردي (3/ 313)، جمال الدين الأفغاني للدكتور علي عبد الحليم محمود (ص 27).
(3)
وقيل: ولد بأفغانستان وكان لأسرة أفغانية عريقة ينتهي نسبها إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، ونشأ في كابول عاصمة الأفغان، وأنه سني المذهب.
ينظر: فيمن يرى أنه مفترى عليه: جمال الدين الأفغاني المفترى عليه، د. محمد عمارة، وجمال الدين الأفغاني والثورة الشاملة، للسيد يوسف.
(4)
ينظر: جمال الدين الأفغاني بين دارسيه، لعلي شلش (ص 231 - 234)، وتاريخ الآداب العربية لرزق الله بن يوسف (1/ 163).
(5)
ينظر: جمال الدين الأفغاني بين دارسيه، لعلي شلش (ص 5 - 6)، وللتوسع يراجع الكتاب السابق والواقع في (244) صفحة، لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث، لعلي الوردي (3/ 311)، ومنهج المدرسة العقلية في التفسير للشيخ فهد الرومي (ص 155) ..
يقول مصطفى فوزي غزال (1)
بعد بحث طويل في سيرة جمال الدين الأفغاني: "تشير الروايات أن الأفغاني كان في عقيدته خللٌ فالظاهر أنه شيعي إمامي اثنا عشري على مذهب الإيرانيين، كما أنه يؤمن بصحة نظرية دارون (2)،
بل إنه يعتبر هذه النظرية هي من مفاخر المسلمين، وأنهم السابقون إليها، كما أنه يؤمن بوحدة الوجود على الطريقة الفلسفية التي تقول بأن الوجود المحسوس وغير المحسوس يشكل مجموعة الذات الإلهية، كما أنه يرى أن النبوة مكتسبة يمكن الوصول إليها بالمجاهدة والرياضة، عدا على التلاعب بالنصوص القرآنية وتكييفها لتنسجم مع العلوم العصرية التي لا زالت في نطاق التجربة والاختبار
…
ويجب أن لا ننسى أن بين التقية والعمل في السر تلازماً وكلاهما من بدع الشيعة وهو قائم على الكذب والخداع" (3).
قال عنه الشيخ سفر الحوالي: " أما الأفغاني فهو رجل رافضي تلبس بلباس السنة، وسمى نفسه الأفغاني رغم أنه إيراني الأصل، وهو رجل باطني يقول بوحدة الأديان، كما أنه
(1) الدكتور مصطفى فوزي بن عبد العزيز غزال، له من المؤلفات: دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام، والحيل والأساليب في الدعوة إلى التبشير، وأفول شمس الحضارة من نافذة الخمور، وأفول شمس الحضارة الغربية من نافذة الجرائم، وفضائح الكنائس والباباوات والقسس والرهبان والراهبات، وغيرها ..
(2)
تقول نظرية دارون: أن أصل المخلوقات كائن صغير تطور مع مرور السنين إلى سلالات أخرى أرقى إلى أن وصلنا إلى الإنسان، وبما أن الأديان السماوية تقول، أن الله خلق الإنسان مباشرة، وأنه لم يتطور من قرد فإن هذا يخالف نظرية دارون، إذن الأديان خاطئة والله غير موجود، ونقول إن نظرية دارون وخاصة تكون الإنسان من قرد عملية لم تثبت علمياً أبداً بل هي نظرية أي رأي ووجهة نظر، قال الأستاذ وحيد الدين خان " فقبل كل شيء يجب ألا يفوتنا أن الداروينية لا تزال نظرية غير ثابتة كلياً حتى الآن، أن نظرية الارتقاء لا تثبت شيئاً أكثر من أن الأنواع المختلفة لم توجد في وقت واحد "، وقال آرثر كيث " الارتقاء غير ثابت ولا يمكن إثباته "، وقال الأستاذ وحيد الدين خان " إن محامي نظرية الارتقاء لم يتمكنوا حتى الآن من تمكيننا من مشاهدة أو تجربة أي أساس تقوم عليه مزاعمهم فعلى سبيل المثال ليس بوسعهم أن يثبتوا لك بالرؤية المباشرة في معمل ما، كيف توجد الحياة من مادة لا حياة فيها"، وقال الأستاذ محمد علي يوسف " هل يمكن أن تكون الطفرات حقيقة وسيلة للتطور، أن الدراسة الطويلة المتصلة لهذه الطفرات في كثير من الكائنات وخاصة ذبابة الفاكهة المسماة دورسوفيلا ميلانوجستر تدل على أن الغالبية العظمى من الطفرات تكون من النوع المميت، أما الأنواع غير المميتة منها فإن التغيرات المصاحبة لها تكون من النوع الذي يؤدي إلى التشويه، أو على الأقل من النوع المتعادل الذي يحدث تأثيرات فسيولوجية تضعف من قوة الفرد ".
ينظر: المفصل في شرح آية لا إكراه في الدين، جمع وإعداد، علي بن نايف الشحود (3/ 54).
(3)
دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام (ص 384 - 387).
عميل للسياسة الإنجليزية، وتلقن علومه في بلاطات ملوك أوروبا، فهو رجل -نستطيع أن نقول- لا صلة له بالإسلام" (1).
(1) ينظر: عقيدة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، موقع الشيخ سفر الحوالي http://www.alhawali.com.