الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه الآراء كذلك واضح فيها الجهل، وعدم العلم، والفهم للقرآن، وعدم الإلمام بالسنة، ويصدق عليهم بهذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم)(1).
رابعاً: الأباضية
(2).
هم أتباع عبد الله بن أباض التميمي، ونسبت إليه (3).
- الأباضية بين فرق الخوارج:
يدعي الأباضيون أنهم ليسوا خوارج، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة، مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها:
1 -
أن عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى من الخوارج.
2 -
كما يتفقون مع الخوارج في تعطيل الصفات.
3 -
والقول بخلق القرآن.
4 -
وتجويز الخروج على أئمة الجور (4).
إذا عرفنا أن الأباضية فرق من فرق الخوارج الكبرى، بإجماع المؤرخين الذين عاصروهم ومن بعدهم، فإنه من الضروري أن نتعرف على موقع الأباضية بين فرق
(1) صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن .. ،برقم (5058)، ومسلم في كتاب الزكاة باب التحريض على قتل الخوارج، برقم (1066).
(2)
مذكرة التوحيد (ص 127).
(3)
هو: عبد الله بن إباض بن تيم اللات بن ثعلبة التميمي من بني مرة عبيد رهط الأحنف بن قيس، توفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.
ينظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 134)، والفرق بين الفرق (24، 103)، الأباضية لعلي يحي معمر (ص 30، 353)، ومختصر تاريخ الإباضية للباروني (ص 19)، الكامل للمبرد (2/ 179).
(4)
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة للدكتور مانع الجهني نشر الندوة العالمية (1/ 58)، وينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 156).
الخوارج؛ فالأباضية لا تخالف سائر الخوارج في غالب أصولهم، وأشهر مسألة اختلفوا فيها مع غيرهم من فرق الخوارج بعد أن فارقوا ابن الزبير، حيث لم يبرأ من عثمان رضي الله عنهم، وهي:
مسألة الموقف من المخالفين، أي حكمهم على بقية المسلمين، فأغلب الخوارج يرون ما عداهم من المسلمين كفاراً مشركين، يجب قتالهم ولا يجوز مناكحتهم ولا إرثهم ولا أكل ذبائحهم، ودارهم دار حرب.
أما الأباضية، فإنها وإن رأت جواز قتال المسلمين أحياناً، إلا أنها تقول: بأنهم كفار نعمة، ويجرون عليهم أحكام الموحدين من حيث النكاح والإرث والسبي والغنائم، وجواز معايشتهم والإقامة بينهم.
وهذه المسألة من المسائل التي أجمع كُتاب الفرق على أن الأباضية خالفت فيها سائر الخوارج، وأنها تعد من الفوارق الرئيسية، بل هي الميزة التي أضفت على الأباضية سمة الاعتدال تجاه المخالفين، والتي جعلت الأباضية تعايش بقية المسلمين وتسالمهم حتى اليوم (1).
- بعض الفرق الأباضية (2).
بين الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله بعض الفرق الأباضية (3)، وهي:
1 -
الحفصية (4).
(1) الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام (64 - 65)، وينظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (1/ 183) وما بعدها، والفرق بين الفرق للبغدادي (ص 103)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 133)، الإباضية بين الفرق الإسلامية لعلي يحي معمَّر (ص 247)، معجم ألفاظ العقيدة لأبي عبد الله عامر عبد الله فالح (ص 15)،.
(2)
قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: "فرقة الأباضية من الفرق الضالة؛ لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ولا تجوز الصلاة خلفهم".
ينظر: فتاوى اللجنة (2/ 369).
(3)
ينظر: مذكرة التوحيد (ص 127 - 128).
(4)
الحفصية: فرقة من فرق الأباضية أصحاب حفص بن أبي المقدام، وله أقوال تخرج عن الإسلام، كإنكار النبوة وإنكاره الجنة والنار واستحلال كثير من المحرمات، وقد أثبت علماء الفرق بأنها أولى فرق الإباضية.
ولكن علي يحيى معمر ينفي- في كتاب (الإباضية بين الفرق الإسلامية ص 21) - أن تكون هذه الفرقة من الإباضية أشد النفي بل ويشك فيها وفي وجودها، وينكر أن يكون لهذه الفرقة أو زعيمها ذكر في كتب الإباضية.
ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (3/ 110)، مقالات الأشعري (1/ 183)، الفرق بين الفرق (ص 104)، معجم ألفاظ العقيدة (ص 150).