الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - الإسماعيلية
.
قال الشيخ رحمه الله في الإسماعيلية الذين يعتقدون أن الله حل في علي: " اعتقاد أن الله حل في علي أو غيره كفر محض مخرج من ملة الإسلام، وكذلك اعتقاد أن هناك أحداً يتصرف في السماء والأرض غير الله سبحانه كفر أيضاً، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} الأعراف: 54"(1).
رد الشيخ رحمه الله على من لا يرى اتباع الشريعة الإسلامية، بقوله:" من اعتقد أن هناك أحداً يسعه الخروج من اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر يخرج من ملة الإسلام، وشريعته هي القرآن الذي أوحاه الله إليه، قال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)} الإسراء: 106، ومن الشريعة: السنة النبوية التي هي تبيين وتفصيل للقرآن، قال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)} النحل: 64"(2).
أنكرت هذه الفرقة أركان الإسلام، فرد عليهم الشيخ رحمه الله، قائلاً:" من أنكر وجحد شيئاً من أركان الإسلام أو من واجبات الدين المعلومة بالضرورة فهو كافر ومارق من دين الإسلام"(3).
الإسماعيلية فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وحقيقتها تخالف العقائد الإسلامية الصحية. وقد مالت إلى الغلو الشديد لدرجة أن الشيعة الاثني عشرية يكفرون أعضاءها.
(1) فتاوى اللجنة (2/ 393).
(2)
فتاوى اللجنة (2/ 394).
(3)
فتاوى اللجنة (2/ 494).
وقد تشعبت الإسماعيلية لفرق عده هي؛ الإسماعيلية القرامطة (1)،
والإسماعيلية الفاطمية (2)، والإسماعيلية الحشاشون (3)، وإسماعيلية الشام (4)، والإسماعيلية البهرة (5)،
(1) هم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة، يقال لهم الإسماعيلية، لانتسابهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ويقال لهم القرامطة، قيل نسبة إلى قرمط بن الأشعث البقار، الذي انقلب على الإسماعيلية الباطنية وقام بإنشاء مذهباً خاصاً به؛ ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية، قالوا إن للإسلام ظاهراً وباطناً، حكموا في فترة من الفترات الجزيرة وبلاد الشام والعراق وما وراء النهر، وارتكبوا مجازر بحق المسلمين وهم الطائفة الوحيدة التي تجرأت على سرقة الحجر الأسود من الكعبة المشرفة، وقد تميزت بالقتل والاغتيالات لأهداف سياسية ودينية متعصبة.
ينظر: مجموع الفتاوى (35/ 141)، البداية والنهاية (11/ 71)، تاريخ ابن خلدون (4/ 30)، معجم ألفاظ العقيدة (ص 333).
(2)
هي أهم الفرق الإسماعيلية التي بدأت سرية [وتسمي تلك الفترة بـ "دور الستر"] وتمتد مذ نشأت وحتى عبيد الله المهدي الذي نقلها من السرية إلى العلنية وأقام لدعوته الضالة دولة في غرب إفريقيا وحكمت الشمال الإفريقي والشام إلى أن أزالها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، بالتزامن - التقريبي - مع دولة شكلوها في اليمن، وقد ذهب العلماء أن مذهب هذه الفرقة شر من اليهود والنصارى بل شر من غلاة الرافضة الذين يدعون بألوهية علي بن أبي طالب.
(3)
عرفوا بالحشاشين لأنهم كانوا يكثرون من تدخين الحشيش، تواجدوا قديما بالشام وفارس وبلاد الشرق ، ولازالت لهم مناطق مستقلة إلى الآن.
(4)
امتلكوا قلاعًا وحصونًا في طول البلاد وعرضها فيما مضى، وما تزال لهم بقايا في سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف.
(5)
هم إسماعيلية الهند واليمن، وعملوا بالتجارة فوصلوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس، وكمعظم الشيعة يجمعهم الاعتقاد بالأئمة، لكنهم خلافا للإمامية يعتقدون بأئمة "مستورين" لا يعرف عنهم أحد شيئا ولا "علماء البهرة" ذاتهم؛ ويذهب أحد الأقوال في نشأة وتطور طائفة البهرة، أنهم أصلاً من الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر إبان العصر الفاطمي عندما انتهى العصر الفاطمي هاجر الكثيرون من مصر وانتقلوا من بلد إلى أخر حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند؛ زعيم فرقة الإسماعيلية البهرة ملاجي محمد برهان الدين هو الزعيم الثاني والخمسون، وقد استلم زمام الزعامة بعد وفاة الزعيم الحادي والخمسين طاهر سيف الدين، وهذا الزعيم يعد من أغنياء العالم بما يحلبه من أتباعه.
ينظر كلام الشيخ عبد الرزاق عفيفي عنهم: فتاوى اللجنة (2/ 272 - 273)، (2/ 386 - 387)، (2/ 388 - 390).
والإسماعيلية الأغاخانية (1)، والإسماعيلية الواقفة (2)، والمكارمة (3).
ويتضح أن الإسماعيلية في بدايتها كانت إحدى الفرق الشيعية، ولكنها غلت في أئمتها وتأثرت بمؤثرات كثيرة حتى وصل الأمر إلى أن اعتبرتها معظم الفرق الإسلامية كافرة وخارجة من حظيرة الإسلام، لما أسبغوه على إمامهم من صفات تصل به إلى ما يشبه مقام الألوهية، ولقولهم بالتناسخ وإنكارهم صفات الله سبحانه وتعالى، ولعدم استمدادهم عقيدتهم من خالص الكتاب والسنة (4).
أخطر عقائد الإسماعيلية:
1 -
ينفون عن الله ما وصف به نفسه، ويرون أن ذلك من مستلزمات التوحيد الخالص على غرار ما قال به أفلاطون (5) من فلاسفة اليونان عن العلة الأولى،
(1) يسكنون نيروبي ودار السلام وزنجبار ومدغشقر والكنغو والهند وباكستان وسوريا ومركز القيادة الرئيسي لهم مدينة كراتشي؛ وهي فرقة نبعت من الإسماعيلية، ومؤسسها حسن علي شاه، الملقب هو وأبناؤه الذين خلفوه في زعامة الفرقة (آغاخان).
(2)
هي فرقة إسماعيلية وقفت عند الأمام محمد بن إسماعيل وهو أول "الأئمة المستورين" وقالت برجعته بعد غيبته.
ينظر لما سبق من فرق الإسماعيلية: مجموع الفتاوى (35/ 128)، معجم ألفاظ العقيدة (ص 47، 79، 149، 280، 316، 333)، والموسوعة الميسرة (2/ 403)، والموجز في المذاهب والأديان المعاصرة (ص 131، 132)، موسوعة فرق الشيعة د. ممدوح الحربي (ص 257)، التحفة المهدية لفالح بن مهدي (ص 47).
(3)
المكارمة فرقة الإسماعيلية مؤسس يهودي يقال له: ميمون بن ديصاء، وهم الآن مستقرون في مدينة نجران في جنوب الجزيرة العربية، وتنتشر هذه الطائفة في قبيلة يام باليمن، ويعرفون بالمكارمة، ويقدس هؤلاء زعيمهم، ويقال: إنه ينتحل مذهب البابوات من صنع صكوك لأتباعه على قطع في الجنة! وبعض أفراد هذه الطائفة يقيمون في الهند، وباكستان.
ينظر: القرامطة لطه الولي (ص 35)، الموسوعة المسيرة (1/ 389)،دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين الخوارج والشيعة د. أحمد جلي (ص 340).
(4)
ينظر: الموسوعة الميسرة (1/ 383 - 389)، بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 51)، معجم ألفاظ العقيدة (ص 43).
(5)
هو: الفيلسوف المعروف أفلاطون بن أرسطون، وقد تحدر أفلاطون من سلالة ارستقراطية رفيعة، ولد في أثينا سنة 429 ق. م، ومات في أثينا سنة 348 ق. م، كان من فلاسفة اليونان، وكانت معظم كتابات أفلاطون عبارة عن محاورات، بطلها الرئيس سقراط، وقد اتفق النقاد على صحة نسبة 28 حوار بالإضافة إلى ثلاث عشرة رسالة إلى أفلاطون.
ينظر: أفلاطون، لعبد الرحمن بدوي (ص 173)، وأفلاطون للدكتور أحمد الأهواني (ص 9 - 10)، الفكر اليوناني أفلاطون للدكتور حسين حرب (ص 195)، وتاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم (ص 62)، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لموفق الدين الخزرجي (1 - 80).
وأنها واحدة من كل وجه. وبذلك لا يوصف الله بصفات تستوحى معانيها من تجارب الحس؛ لأنها إضافات لا تتفق مع الواحدة الخالصة.
وهذا ما اشترك فيه الإسماعيلية مع غيرها من الفرق الضالة التي حاولت طمس معالم الإسلام وتقويض أصوله.
2 -
بناء على عقيدتهم في (الألوهية) فإن العقل الأول هو الذي دبر الكون وأرسل الرسل والوحي إلى الأنبياء.
والناطق السابع عندهم بالوحي هو "محمد بن إسماعيل" الذي نسخ شريعة الإسلام.
3 -
الإمام وهو محور الدعوة الإسماعيلية، وهو وارث الأنبياء جميعاً، ووارث كل من سبقه من الأئمة، ويصفونه بصفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بعلم الباطن لما له من صفات قدسية، فهو يد الله وجنب الله ووجه الله (1).
وهكذا نرى الإسماعيلية تصل إلى أخطر النتائج، وهي فتح باب النبوة وعدم إغلاقه على الإطلاق، وهذا يعني أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن خاتم النبيين، ولا برسالته أكمل الدين. فالنبوة مستمرة بصفة دورية!!.
وعلى هذه الفكرة الخبيثة قامت (دعوة القاديانية والبهائية) في العصر الحديث، وهذا القدر من عقائد الإسماعيلية كاف للحكم بكفرهم وموضح لخبث هدفهم، وسوء نيتهم، وتهافت فكرهم.
ويتبين مما سبق أن مذهب الإسماعيلية قد تأثر بعقائد الفرس القديمة، والأفكار الهندية المشوشة، والمسيحية المحرفة، وعناصر من الفلسفة اليونانية التي انصهرت كلها في عقيدة باطنية تقوم على استخلاص الباطن من الظاهر عن طريق التأويل الفاسد المهلك الذي يمكنهم من توجيه دعوتهم إلى كافة مستويات أتباعهم (2).
(1) ينظر: دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة لعبد الله الأمين (ص 67 بتصرف).
(2)
ينظر لما سبق من عقائد فاسدة: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 53 - 58)، فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبتخي (1/ 68 - 69)، الفرق بين الفرق (1/ 46)، الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 91)، التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية لطاهر الإسفراييني (1/ 38)، فضائح الباطنية للغزالي (1/ 16)، منهاج النبوة لابن تيمية (6/ 437)(8/ 12).