الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - النصيرية:
قال الشيخ رحمه الله: " النصيرية والإسحاقية: من غلاة الشيعة يرون ظهور الروحانيات في صور جسمية خَيرة أو خبيثة ويزعمون أن الله يظهر في صورة إنسان وأن جزءاً من الله حل في علي به يعلم الغيب ويفصل مالا طاقة لأحد به من البشر ويرون أيضاً إباحة المحارم وإسقاط التكاليف إلا أن النصيرية أميل إلى مشاركة علي لله في الإلهية والإسحاقية أميل إلى مشاركة علي لمحمد في النبوة؛ والنصيرية نسبة إلى محمد بن نصير النميري والإسحاقية نسبة إلى إسحاق بن زيد بن الحارث"(1).
قال الشيخ رحمه الله في رده على من قال بتناسخ الأرواح والتي هي من عقائد النصيرية: "ما ذكر من أن الروح تنتقل من إنسان إلى آخر ليس بصحيح، والأصل في ذلك قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)} الأعراف: 172، وجاء تفسير هذه الآية فيما رواه مالك في موطئه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سُئل عن هذه الآية السابقة، فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسال عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون)(2)، قال ابن عبد البر: معنى هذا الحديث، قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم. وقد أجمع أهل السنة والجماعة على ذلك
(1) مجموعة ملفات الشيخ (ص 25).
(2)
أحرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (311)، وأبو داود برقم (4703)، والترمذي برقم (5071)، والحاكم في المستدرك (1/ 27)، قال الألباني صحيح، إلا مسح الظهر ينظر: صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (4703)، وتخريجه للطحاوية برقم (266).
وذكروا: أن القول بانتقال الروح من جسم إلى آخر هو قول أهل التناسخ وهم من أكفر الناس، وقولهم هذا من أبطل الباطل" (1).
النصيرية (2): هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري هم أتباع محمد بن نصير النميري ويعد أصحابها من غلاة الشيعة الذين قالوا بألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه بناء على اعتقادهم بأن ظهور الروح بالجسد الجسماني أمر يجيزه العقل، فهو يشبه ظهور جبريل عليه السلام بصورة بشر، وظهور الشيطان بصورة إنسان يتكلم بلسانه، إلى آخر ما قالوا به من معتقدات فاسدة باطلة قصدوا بها نقض عرى الإسلام وزلزلة بنيانه. فلا عجب أن تراهم مع كل غاز لأرض المسلمين. وقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم (العلويين) ستراً وتغطية لحقيقة أمرهم (3).
أخطر عقائد النصيرية:
1 -
يقولون بألوهية الإمام وعصمته: وهي ألوهية - في نظرهم- مثلثة الأجزاء متحدة الحقيقة كما هي عند النصارى. فهي عندهم: معنى واسم وباب. كما هي عند النصارى: أب وابن وروح قدس.
أما المعنى فهو: علي بن أبي طالب، وهو الله العلي القدير عندهم.
وأما الاسم فهو: محمد بن عبد الله، وهو حجابها النوراني.
(1) فتاوى اللجنة (2/ 434 - 435).
(2)
النصيرية أنفسهم يرفضون هذه التسمية، ويطلقون على أنفسهم اسم "العلويين" لأنهم من الطوائف التي تؤله أو تقدس علي بن أبي طالب، وتعبده، ويذهب النصيرية إلى أن هذا هو الاسم الأصلي للطائفة ولكن الأتراك حرموهم من هذا الاسم وأطلقوا عليهم اسم النصيرية نسبة إلى الجبال التي يسكنونها نكاية بهم، واحتقاراً لهم. وأن الفرنسيين عند انتدابهم على سوريا في بداية هذا القرن، أعادوا الاسم القديم للطائفة، وأصدروا مرسوماً في 1/ 9/1920 م سميت بموجبه جبال النصيرية بأراضي العلويين المستقلة.
ينظر: تاريخ العلويين (ص 401) وما بعدها، دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين (ص 357).
(3)
ينظر: دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين لأحمد جلي (ص 357)، الموجز في المذاهب والأديان لناصر القفاري وناصر العقل (ص 136 - 138)،موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 119 - 120)، مجموع الفتاوى (35/ 145 - 160).
وأما الباب فهو: سلمان الفارسي الذي يوصل إلى الحجاب النوراني.
وبعد انتهاء دور النبوة أصبح هؤلاء الثلاثة يتنقلون في الأئمة الاثني عشر حتى خلفوها إلى (محمد بن نصير النميري) حسب ادعائه (1).
2 -
ويزعمون بأن للعقيدة باطناً وظاهراً، وأنهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار. من ذلكَ قولهم بأن القرآن: هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي، وقد قام سلمان (2)(تحت اسم جبريل) بتعليم القرآن لمحمد! (3).
ولهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى تدل بألفاظها على صريح كفرهم (4).
3 -
القول بالتناسخ: قال به الغلاة في كل ملة، فهو عقيدة مشتركة بينَ أهل الديانات. ومقتضى مذهب هؤلاء الغلاة أن لا دار إلَاّ دار الدنيا، وأن القيامة إنما هي خروج الروح من البدن ودخولها في بدن آخر. إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وأنهم مسرورون في هذه الأبدان أو معذبون فيها.
والأبدان هي الجنات وهي النار، وأنهم منعمون في الأجسام الحسنة الأنيسة المنعمة، ومعذبون في الأجسام الرديئة المشوهة من كلاب وقرود وخنازير وحيات، وأن المؤمن عندهم يتحول سبع مرات قبل أن يأخذ مكانه بين النجوم (5).
(1) ينظر: دراسات في الفرق لعبد الله أمين (ص 108).
(2)
يذهب الشيعة إلى أن لكل إمام باباً، وأن أبواب الأئمة كانوا على النحو التالي:
1 -
علي، وبابه سلمان الفارسي.
2 -
الحسن، وبابه قيس بن ورقة المعروف بالسفينة.
3 -
الحسين، وبابه رشيد الهجري
…
وجعلوا لكل إمام من الاثني عشر باباً عدا محمد المهدي فلم يكن له باب.
ينظر: تاريخ العلويين لمحمد أمين غالب الطويل (ص 201 - 202، 235)، ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين (ص 357 - 358).
(3)
ينظر: الموسوعة الميسرة (ص 513 - 514).
(4)
بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 61).
(5)
ينظر: فرق الشيعة للنوبخي (ص 32).
وعلماء الإسلام مجمعون على كفر القائلين بالتناسخ لإنكارهم معلوماً من الدين بالضرورة وهو الإيمان باليوم الآخر وما يتعلق به (1).
4 -
قال ابن نصير بإباحة المحارم وأحل اللواط بين الرجال (2): وأسقط التكاليف الشرعية استناداً إلى تأويلاتهم الباطنية الفاسدة التي لا تستند إلى دليل. وتلك نزعة قديمة ترتبط بالمجوسية (3)، والزرادشتية (4)، والمزدكية (5)،
ذلك أن للمجوس طبقة من الكهنة كانت تبيح الزواج بالأقارب المقربين، يقول الشهرستاني: عرف عن مزدك دعوته إلى الإباحية، واستباحة أموال الناس وأنها فيء، واستحلال النساء، فقد تزوج "يزدجرد" الثاني (6) الذي تولى الحكم في
(1) ينظر: بحوث ودراسات في المذاهب والتيارات (ص 61 - 62).
(2)
الموسوعة الميسرة (ص 513).
(3)
المجوس: عبدة النار ويقولون: إن للعالم إلهين: النور والظلمة، والأول قديم، والثاني حادث خلافاً للثنوية الذين يقولون بأزليتهما واختلافهما في الجوهر والطبع، ونشأت المجوسية في بلاد الفرس.
ينظر: رسالة إلى أهل الثغر لعلي بن إسماعيل أبو حسن الأشعري (1/ 310)، اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (4/ 695)، الفرق بين الفرق (1/ 269).
(4)
أتباع زرادشت من أهل أذربيجان، زعموا أن لهم أنبياء وملوكا، وهم طائفة من المجوس، قالوا بأنه لا ينسب لله الظلمة، ولكن الخير والشر والفساد والطهارة والخبث إنما حصلت من امتزاج النور والظلمة، ولو لم يمتزجا لما كان وجود للعالم وهما يتغالبان حتى ينتصر النور، ولهم من الاعتقادات الباطلة الأخرى.
ينظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 77)، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، للرازي (1/ 86)، مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب (ص 50).
(5)
أتباع مزدك بن نامذان من الثنوية. كان إباحياً زنديقاً ادعى النبوة، وأظهر دين الإباحية، والمزدكية فرقة من المجوس عباد النار، وقول المزدكية كقول المانوية في الأصلين النور والظلمة إلا أن مزدك كان يقول النور يفعل بالقصد والاختيار، والظلمة تفعل على الخبط والاتفاق؛ وأصل الشيوعية الحمراء من المزدكية التي نادي بها كارل ماركس واحتضنها لينين، من قولهم بأن الأشياء كلها ملك لله مشاع بين الناس لا يختص به أحد.
ينظر: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، للرازي (ص 134، 141)، التحفة المهدية لفالح بن مهدي (ص 380).
(6)
هو: يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد بن بهرام بن سابور ذي الأكتاف الملك المشهور، ومن ولده كسرى نوشروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد الأصغر.
ينظر: توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، لمحمد عبد الله قيسي الدمشقي (9/ 222).