الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(28) بَابُ الرَّجُلِ يُحَلَّفُ عَلَى حَقِّهِ
3627 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْد ومُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَا، نَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عن بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عن سَيْفٍ، عن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَيعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
(29)
بَابٌ (1): في الدَّيْنِ هَلْ يُحْبَسُ بِهِ؟
===
(28)
(بَابُ الرَّجُلِ يُحَلَّفُ عَلَى حَقِّهِ)
3627 -
(حدثنا عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي قالا: نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن سيف) الشامي، عن عوف بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي شامي ثقة.
(عن عوف بن مالك أنه حدثهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه) أي الذي قضى عليه (لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يلوم) أي لا يرضى (على العجز) أي عن الاستيثاق في المعاملات (ولكن عليك بالكيس) بفتح الكاف، وسكون الياء، التيقظ في الأمور، فإذا استوثقت واستعملت الكيس (فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل).
(29) (بَابٌ: في الدَّيْنِ هَلْ يُحْبَسُ بِهِ
؟ ) (2)
(1) في نسخة: "باب في الحبس في الدين وغيره".
(2)
واختلف الأئمة في الحبس، كما ذكره صاحب "العون"(10/ 41)، وأنكره ابن حزم في "المحلى"(8/ 169) أشد الإنكار. (ش).
3628 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحمدٍ النُّفَيْلِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عن وَبْرِ بْنِ أَبِي دُلَيْلَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عن عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عن أَبِيهِ، عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِل عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ". [ن 4689، جه 2427، حم 4/ 222]
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: يُحِلُّ عِرْضَهُ: يُغَلَّظُ لَهُ، وَعُقُوبَتَهُ: يُحْبَسُ لَهُ (1).
3629 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، نَا النَضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نَا (2) هِرْمَاسُ بْنُ حَبِيبٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ-، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ
===
3628 -
(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، نا عبد الله بن المبارك، عن وبر بن أبي دليلة) مصغرًا، واسمه مسلم الطائفي، عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر الطبراني أن النعمان بن عبد السلام روى حديثه عن الثوري بفتح الدال، والصواب ضمها.
(عن محمد بن ميمون، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليَّ الواجد) بفتح اللام وتشديد الياء، أي مطله، والواجد: الغني القادر على قضاء دينه، (يحل عرضه وعقوبته، قال ابن المبارك): معنى قوله: (يحل عرضه) أي (يغلظ له) في القول، ويقال: أنت مطلتني (وعقوبته: يحبس له) أي لأجل المطل.
3629 -
(حدثنا معاذ بن أسد، نا النضر بن شميل، نا هرماس) بكسر أوله، ومهملتين (ابن حبيب، رجل من أهل البادية) التميمي العنبري، روى عن أبيه عن جده، قال أحمد وابن معين: لا نعرفه، وقال أبو حاتم: شيخ أعرابي لم يرو عنه غير النضر، ولا يعرف أبوه ولا جده، (عن أبيه) حبيب التميمي، قال أبو حاتم في الهرماس: لا يعرف أبوه ولا جده، (عن جده) قال الحافظ في "المبهمات": اسم والد حبيب: ثعلبة، حكاه ابن منده.
(1) في نسخة: "عليه".
(2)
في نسخة: "أنا".
قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِغَرِيم لِي، فَقَالَ لِي:"الْزَمْهُ"، ثُمَّ قَالَ لِي:"يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ، مَا تُرِيدُ أَن تَفْعَلَ بِأَسِيرِكَ؟ ". [جه 2428]
3630 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عن مَعْمَرٍ، عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ:"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَبَسَ رَجُلًا في تُهْمَةٍ". [ت 1417، ن 4890، حم 5/ 2]
3631 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ وَمُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ: إِنَّ أَخَاهُ أَوْ عَمَّهُ، وَقَالَ مُؤَمَّلٌ:
===
(قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بغريم لي، فقال لي: الزمه، ثم قال لي: يا أخا بني تميم، ما تريد أن تفعل بأسيرك؟ ).
3630 -
(حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، نا عبد الرزاق، عن معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده) وهو معاوية بن حيدة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم حبس رجلًا في تهمة).
قال الخطابي (1): في هذا دليل على أن الحبس على ضربين: حبس عقوبة، وحبس استظهار، فالعقوبة لا تكون إلَّا في واجب، وأما ما كان في تهمة، فإنما يستظهر بذلك، ليستكشف به عما وراءه، وروي:"أنه حبس رجلًا في تهمة ساعة من نهار، ثم خلى عنه"(2).
3631 -
(حدثنا محمد بن قدامة ومؤمل بن هشام، قال ابن قدامة (3): حدثني إسماعيل، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده) معاوية، (قال ابن قدامة: إن أخاه أو عمه) أي أخا جد بهز بن حكيم أو عمه، (وقال مؤمل:
(1)"معالم السنن"(4/ 179).
(2)
في "المعالم": "ثم خلى سبيله".
(3)
هكذا في نسخة "العون"، وفي نسخة عوامة (4/ 232): حدثنا محمد بن قدامة ومؤمِّل بن هشام، قال مؤمِّل: حدَّثني إسماعيل
…
إلخ.
إِنَّهُ قَامَ إِلَى النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: جِيرَانِي بمَا أُخِذُوا! فَأَعْرَضَ عَنْهُ، مَرَّتَيْنِ، ثمَّ ذَكَرَ شَيْئًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ"- لَمْ يَذْكُرْ مُؤَمَّلٌ: وَهُوَ يَخْطُبُ. [حم 5/ 4]
===
إنه) أي معاوية، فالفرق بين لفظ ابن قدامة ومؤمل: أن ابن قدامة يروي عن معاوية، أنه ذكر أخاه أو عمه، بأن أحدهما قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأما مؤمل ففي حديثه: أن معاوية قال: إنه أي معاوية بنفسه (قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقال) أي معاوية- وهذا على رواية مؤمل-، أو أخوه أو عمه- وهذا على رواية ابن قدامة-:(جيراني بما أخذوا، فأعرض) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (عنه مرتين، ثم ذكر شيئًا) أي معاوية، أو أخوه، أو عمه شيئًا، وهو مذكور في رواية أحمد في "مسنده".
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلوا له) أي لمعاوية (عن جيرانه) اتركوا جيرانه، وأخرجوهم من الحبس، (لم يذكر مؤمل: وهو يخطب).
وقد أخرج الإِمام أحمد (1) من طريق إسماعيل بن علية، عن بهز بن حكيم، ومن طريق معمر، عن بهز. ولفظ حديث إسماعيل:"أن أباه أو عمه قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: جيراني بم أُخذوا؟ فأعرض عنه، ثم قال: أخبرني بِمَ أُخذوا؟ فأعرَض عنه، فقال: لئن قلت ذلك، إنهم ليزعُمون أنك تَنهَى عن الغَيِّ، وتَسْتَخْلي به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قال؟ فقام أخوه أو ابنُ أخيه، فقال: يا رسول الله! إنه قال، فقال: لقد قُلتُموها- أو قائلكم-؟ ولئن كنت أفعل ذلك، وإنه لعليَّ، وما هو عليكم، خَلُّوا له عن جيرانه".
ثم أخرج ثانيًا (2) من طريق إسماعيل، أنا بهز بن حكيم، ولفظه: "أن أخاه أو عمه قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جِيرانِي بم أُخذوا؟ فأعرض عنه، ثم قال:
(1)"مسند أحمد"(5/ 2).
(2)
"مسند أحمد"(5/ 4).