الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(10) بَابٌ: في صِفَةِ النَّبِيذِ
3710 -
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحمدٍ قَالَ: نَا ضَمْرَةُ، عن السَّيْبَانِيِّ (1)، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عن أَبِيهِ
===
بِئْسَ الصُّحَاةُ! وَبِئْسَ الشَّرْب شَرْبُهُمْ!
…
إِذَا جَرَتْ فِيهِمُ المُزَّاءُ وَالسَّكَرُ
قلت: تفسير قتادة للمزاء، هو خلاف ما فهم ابن عباس من معناه، فخشي أن يدخل المزاء فيه، فعلى تفسير قتادة لا يدخل نبيذ البسر وحده في المزاء المنهي عنه.
(10)
(بَابٌ في صِفَةِ النَّبِيذِ)
3710 -
(حدثنا عيسى بن محمد) بن النحاس أبو عمير (قال: نا ضمرة) ابن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله الرملي، وهو دمشقي الأصل، عن أحمد: رجل صالح الحديث من الثقات المأمونين، لم يكن بالشام رجل يشبهه، وقال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا خيرًا، لم يكن هناك أفضل منه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي- صدوق يهم، عنده مناكير، وقال العجلي: ثقة.
(عن السيباني) وفي النسخ المكتوية والكانفورية بالشين المنقوطة، والصواب: بالمهملة؛ لأنه هو يحيى بن أبي عمرو السيباني، ضبطه في "التقريب"(2) بفتح المهملة ومسكون التحتانية بعدها موحدة، زاد في "الخلاصة" (3): وسيبان بطن من حمير، وهو ابن عم الأوزاعي.
(عن عبد الله) بن فيروز (الديلمي، عن أبيه) أي فيرور، وهو يماني، ويقال: الحمير لنزوله بها، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى اليمن.
(1) في نسخة: "الشيباني".
(2)
"تقريب التهذيب"(ص 1063).
(3)
انظر: "خلاصة تهذيب الكمال"(ص 426).
قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِيَّ (1) صلى الله عليه وسلم، فقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، قَدْ عَلِمْتَ مَنْ نَحْنُ، وَمِنْ أَيْنَ نَحْنُ، فَإِلَى (2) مَنْ نَحْنُ قَالَ:"إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ"، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا أَعْنَابًا مَا نَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ:"زَبِّبُوهَا"، قُلْنَا: مَا نَصْنَعُ بالزَّبِيبِ؟ قَالَ: "انْبِذُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ وَاشْرَبُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ، وَانْبِذُوهُ (3) عَلَى عَشَائِكُمْ وَاشْرَبُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ، وَانْبِذُوهُ (4) في الشِّنَانِ، وَلَا تُنْبِذُوهُ في الْقُلَلِ، فَإِنَهُ إِذَا تَأَخَّرَ عن عَصْرِهِ صَارَ خَلًّا". [ن 5735، دي 2112، حم 4/ 232]
===
(قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! قد علمت من نحن، ومن أين نحن، فإلي من نحن؟ ) أي من ولينا (قال: إلى الله وإلى رسوله).
أخرج الإِمام أحمد هذا الحديث من طريق الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه: أنهم أسلموا، وكان فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، فقالوا: يا رسول الله نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله، قالوا: حسبنا رضينا.
(فقلنا: يا رسول الله! إن لنا أعنابًا ما) استفهامية (نصنع بها؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زَبِّبُوها) أي اجعلوها زبيبًا (قلنا: ما نصنع بالزبيب؟ قال: انبذوه) أي حطوه في الماء، فاجعلوه نبيذًا (على غدائكم واشربوه) إذا صار حلوًا (على عشائكم، وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم، وانبذوه) أي الزبيب (في الشنان) أي في القرب البالية والجلود الرقيقة (ولا تنبذوه) من باب الإفعال، أو من المجرد من ضرب يضرب (في القلل) جمع قلة، وهي الجرار الكبار (فإنه إذا تأخر عن عصره) أي وقته (صار خلًا).
(1) في نسخة: "رسول الله".
(2)
في نسخة: "وإلى".
(3)
في نسخة: "انتبذوه".
(4)
في نسخة: "انتبذوه".
3711 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّاب بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عن يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عن الْحَسَنِ، عن أمِّهِ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ:"كَانَ يُنْبَذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سِقَاءٍ يُوكَأُ أَعْلَاهُ، وَلَهُ عَزْلَاءُ، يُنْبَذُ (1) غُدْوَةً فَيَشْرُبهُ عِشَاءً، وُينْبَذُ (2) عِشَاءً فَيَشْرُبهُ غُدْوَةً". [م 2005، ت 1871، حم 6/ 146]
3712 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: نَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبَ بْنَ عَبْدِالْمَلِكِ
===
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله: قوله: "فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلًّا" علة للأمر بالنبذ في الشنان دون القلال، وهو أن المنبوذ في الأسقية إذا تأخر عن العصر والوقت المعلوم صار خلًّا، ولا ضير فيه، وأما المنبوذ في القلال فيصير بتأخره عن الوقت خمرًا، وهذا يكون إضاعة له، ويمكن أن يكون علة للنهي عن النبذ في القلال، فإن المنبوذ فيها يصير خلَّا، وهذا خلاف المقصود، والمقصود شربه نبيذًا.
3711 -
(حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أمه) اسمها خيرة مولاة أم سلمة، (عن عائشة قالت: كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء يوكأ) أي يشدد بربط (أعلاه، وله عزلاء) أي فمه الأسفل (ينبذ غدوة فيشربه عشاء، وينبذ عشاء فيشربه غدوة).
3712 -
(حدثنا مسدد قال: نا المعتمر قال: سمعت شبيب بن عبد الملك) التيمي البصري، روى عن مقاتل بن حيان وغيره، وعنه معتمر بن سليمان، قال
(1) في نسخة: "ينتبذه".
(2)
في نسخة: "ينتبذه".
يُحَدِّثُ، عن مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي عَمْرَةُ، عن عَائِشَةَ: "أَنَّهَا كَانَتْ تَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غُدْوَةً، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ (1) فَتَعَشَّى شَرِبَ عَلَى عَشَائِهِ، فَإِنْ فَضَلَ شَيءٌ صَبَبْتُهُ أَوْ فَرَّغْتُهُ، ثُمَّ تَنْبِذُ لَهُ بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ تَغَدَّى فَشَرِبَ عَلَى غَدَائِهِ،
===
أبو حاتم: شيخ بصري، رقع إلى خراسان، وسمع التفسير من مقاتل، وليس به بأس، صالح الحديث، لا أعلم أحدًا حدث عنه غير معتمر، وقال أبو زرعة: صدوق، ذكره ابن حيان في كتاب "الثقات"، قلت: قال الذهبي (2): لا يعرف، ومعتمر بن سليمان أكبر منه.
(يحدث عن مقاتل بن حيان) هكذا في جميع النسخ الموجودة عندي من المطبوعة والمكتوبة بلفظ "عن"، أي يحدث عن مقاتل، وكتب في حاشية المكتوبة القلمية: قوله: يحدث عن مقاتل، قال في "الأطراف" (3): هكذا رواه أبو بكر بن داسه وأبو عمر وأحمد بن علي البصري وغير واحد عن أبي داود [و] في رواية أبي الحسن بن العبد: عن أبي داود، عن مسدد، عن معتمر قال: سمعت شبيب بن عبد الملك يحدث مقاتل بن حيان عن عمته عمرة، وسقط من روايته لفظ:"عن" وذلك وهم لا شك فيه.
(قال: حدثتني عمتي عمرة، عن عائشة: أنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تبل له التمر في الماء (غدوة) أىِ في أول النهار (فإذا كان من العشي) وهو من بعد الزوال إلى الغروب (فتعشى) أي أكل العشاء (شرب على عشائه، فإن فضل) يعني (شيء) من النبيذ (صببته أو فرغته) في إناء ليشرب غيره صلى الله عليه وسلم (ثم تنبذ بالليل، فإذا أصبح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (تغدَّى) أي أكل غداءه (فشرب على غدائه) أي على أكله في الغداء.
(1) في نسخة: (العشاء).
(2)
"ميزان الاعتدال"(2/ 263).
(3)
"تحفة الأشراف"(12/ 432).
قَالَتْ: نَغْسِلُ السِّقَاءَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، فَقَالَ لهَا أَبِي (1): مَرَّتَيْنِ في يَوْمٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ". [حم 6/ 124، ق 8/ 300]
3713 -
حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن أَبِي عُمَرَ يَحْيَى الْبَهْرَانِيِّ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:"كَانَ يُنْبَذُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الزَّبِيبُ، فَيَشْربُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى الْخَدَمُ أَوْ يُهْرَاقُ". [م 2004، ن 5738، جه 3399، حم 1/ 224]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَمَعْنَى يُسْقَى الْخَدَمُ: يُبَادَرُ بِهِ الْفَسَادُ.
===
(قالت) عائشة: (نغسل السقاء غدوة وعشية) أي أول النهار وآخره لزيادة النظافة (فقال لها) أي لعمرة (أبي) أي حيان: (مرتين في يوم واحد؟ ) بتقدير الاستفهام للتعجب (قالت) عمرة: (نعم).
3713 -
(حدثنا مخلد بن خالد قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي عمر يحيى) بن عبيد (البهراني، عن ابن عباس قال: كان ينبذ للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب، فيشربه اليوم والغد وبعد الغد) أي إلى ثلاثة أيام (إلى مساء الثالثة، ثم يأمر به فَيُسْقَى الخَدَم) قبل بلوغه حد الإسكار (أو يهراق) أي إن بلغ الإسكار، ولعل هذا في الشتاء وأيام البرد، وأما الذي تقدم عن عائشة رضي الله عنها من الشرب في اليوم الوأحد فقط فهو في أيام الصيف الحارة.
(قال أبو داود: ومعنى يُسْقى الخَدَمُ: يبادر به الفساد) أي يسقى الخدم قبل أن يفسد ويسكر.
(1) في نسخة: "عمتي".