الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(10) بَابُ فَضْلِ نَشْرِ الْعِلْمِ
3659 -
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ قَالَا، نَا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1) بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَسْمَعُونَ (2)، وُيسْمَعُ مِنْكُمْ، وُيسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ (3) مِنْكُمْ". [حم 1/ 321، ق 10/ 250، ك 1/ 95]
3660 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عن شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
===
والإخبار عن العلم والإظهار له يُعاقَب في الآخرة بلِجَامٍ مِنْ نارٍ، وخرج هذا على معنى مشاكلة العقوبة الذنب، كقوله تعالى:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ} (4) الآية.
(10)
(بابُ فَضْلِ نَشْرِ الْعِلْمِ)
3659 -
(حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا: نا جرير، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَسْمعون) أي أنتم تسمعون العلم منِّي (ويُسمع) ببناء المجهول ويحتمل المعلوم (منكم، ويُسمع) على الاحتمالين (ممن يسمع منكم) وهلُّمَ جَرَّا، فعليكم أن تحفظوا العلمَ منِّي، وتبلغوه إلى مَنْ بعدَكم، ويبلغ من بعدكم إلى من بعدهم، حتى يكون نشر العلم.
3660 -
(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن شعبة، حدثني عمر بن سليمان من وَلَدِ عمر بن الخطاب) ابن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، وقيل:
(1) في نسخة: "عبيد الله".
(2)
في نسخة بدله: "تسمعون ويستمع منكم ويستمع".
(3)
في نسخة: "سمع".
(4)
سورة البقرة: الآية 275.
عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبَانَ، عن أَبِيهِ، عن زيدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ (1)، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ". [ت 2656، جه 230، دي 235، حم 5/ 183]
===
اسمه عمرو، قال ابن معين والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له عندهم حديثان، كما تقدم في عبد الرحمن بن أبان.
(عن عبد الرحمن بن أبان) بن عثمان بن عفان الأموي المدني، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الواقدي: كان قليل الحديث، وذكره ابن أبي خيثمة عن مصعب: أنه كان من الخيار، وكان يصلي فَخَرَّ ساجدًا فمات.
(عن أبيه، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضَّر الله) يروى بالتشديد والتخقيف، دعاء له بالنَّضارة، وهي النِّعمة والبَهْجَةُ وبَريقُ الوُجُوه وطراوتُه (امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلِّغَهُ) إلى غيره (فرُبَّ حاملِ فقهٍ) فقيه، ولكن يبلغ الفقه (إلى من هو أفْقَهُ منه) فيستنبظ منه الأحكامَ ما لم يقدِرْ أن يستنبطَ منه حامل فقه.
(ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيهٍ) فإذا بلغه إلى الفقيه، أو إلى من هو أفْقَهُ منه، يستنبط منه الأحكامَ وينفع به الناس.
قال الخطابي (2): قوله: "رُبَّ حامِلِ فقهٍ"، دليل على كراهية اختصار الحديث لمن ليس بِمُتَنَاهٍ في الفقه؛ لأنه إذا فعل ذلك فقد قطع طريق الاستنباط والاستدراك لمعاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه وجوبُ التفقُّه، والحثُّ على استنباط معاني الحديث، واستخراج المكْنُون من سِرِّه.
(1) في نسخة: "يؤديه".
(2)
"معالم السنن"(4/ 187).