الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لأَنْ أَمْتِعَ بِسَوْطٍ في سَبِيلِ اللهِ، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةِ. [حم 2/ 311، ق 10/ 57، ك 2/ 214]
(14) بَابٌ: في ثَوَابِ الْعِتْقِ
(1)
3964 -
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: نَا ضَمْرَةُ، عن (2) ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عن الْغَرِيفِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: "أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا حَديثًا لَيْسَ فِيهِ زِيادَةٌ
===
(وقال أبو هريرة (3): لأن أمتع) تقديره: والله لأن أنفع وأعطي راكب دابة (بسوط) يسوق بها الدابة (في سبيل الله) أي: الجهاد والحج (أحب إلى من أن أعتق ولد زنية) عال: هو ولد الزنية كما يقال في نقيضه: هو ولد رشدة، إذا كان من نكاح صحيح، -بفتح الزاء وكسرها- والفتح أفصح اللغتين.
(14)
(بَابٌ: في ثَوَابِ الْعِتْقِ)
3964 -
(حدثنا عيسى بن محمد الرملي، نا ضمرة) بن ربيعة، (عن) إبراهيم (بن أبي عبلة، عن الغريف) بمعجمة مفتوحة وكسر راء (ابن) عياش بن فيروز (الديلمي) ابن أخي الضحاك بن فيروز، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: هو من أهل الشام، له عند أبي داود والنسائي حديث في فضل العتق، قلت: وقال ابن حزم: مجهول، وذكره بالعين المهملة.
(قال: أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدثنا حديثًا ليس فيه زيادة
(1) في نسخة: "براءة العتق".
(2)
زاد في نسخة: "إبراهيم".
(3)
وقد ورد هذا بطرق، وأنكرت عليه عائشة رضي الله عنها، فقالت: رحم الله أبا هريرة إنما كان هذا لما أنزل: {فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 13]، قال بعض المسلمين: ليس لنا رقبة نعتقها، وإنما لبعضنا الخويدم
…
إلخ، وراجع:"الدر المنثور"(8/ 524). (ش).
وَلَا نُقْصَانٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقْرأُ وَمُصْحَفُهُ مُعَلَّقٌ في بَيْتِهِ، فَيَزِيدُ وَيَنْقُص! قُلْنَا (1): إنَّمَا أَرَدْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَتَيْنَا النَبّي (2) صلى الله عليه وسلم في صَاحِب لَنَا أَوْجَبَ - يَعْنِي النَّارَ- بَالْقَتْلِ، فَقَالَ:"أَعْتِقُوا عَنْهُ، يُعْتِقِ الله بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ". [حم 3/ 490، ق 8/ 132]
===
ولا نقصان، فغضب) أي: علينا (وقال: أن أحدكم ليقرأ) من القرآن (ومصحفه معلق في بيته) وفيه أن الأفضل لمن في بيته مصحف أن يعلقه في خريطة بعلاقة، فإنه أصون له من أن يكون على الأرض، أو على كرسي ونحوه، (فيزيد) في القراءة (وينقص) لما يطرأ عليه من الغلط والنسيان (قلنا: إنما أردنا) أن تحدثنا (حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولا يكون فيه خلط ودخل للرأي والاجتهاد.
(فقال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب -يعني النار- بالقتل)، وفي رواية:"كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فأتاه نفر من بني سليم فقالوا: إن صاحبنا أوجب"، أي ارتكب خطيئة استوجب بها دخول النار، يعني بقتل العمد لقوله تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} (3)، ويحتمل أن يكون المراد بالقتل أنه قتل نفسه.
(فقال: أعتقوا عنه) أي: عن القاتل (يعتق الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار)، وفي رواية الترمذي (4):"حتى فرجه بفرجه". قال ابن رسلان: وفيه دليل على تخليص الآدمي المعصوم من ضرر الرق وتمكينه من تصرفه في منافعه على حسب إرادته من أعظم القرب، لأن الله ورسوله جعلا عتق المؤمن كفارة للقتل، انتهى.
ويلزم أن يقيد أن هذا كان بعد أداء موجب القتل، وإلَّا فكيف يجتزأ
(1) في نسخة: "فقلنا".
(2)
في نسخة: "رسول الله".
(3)
سورة النساء: الآية 93.
(4)
"سنن الترمذي"(1541).