الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبُنَانِيِّ، عن شُعَيْب (1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عن أَبِيهِ قَالَ:"مَا رُئِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ". [جه 244، حم 2/ 165]
(19)
بَابٌ (2): في الأَكْلِ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ
===
البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه قال: ما رُئيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئًا قط). قال المضذري: وأخرجه ابن ماجه، وشعيب هذا هو والد عمرو بن شعيب، ووقع ها هنا في رواية ابن ماجه: شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، قال: كان ثابت البناني ينسبه إلى جده حين حدث عنه، وذلك شائع، وإن أراد بأبيه محمدًا فيكون الحديث مرسلًا، فإن محمدًا لا صحبة له، وإن كان أراد بأبيه جده عبد الله فيكون مسندًا، وشعيب قد سمع من جده عبد الله بن عمرو، والله تعالى أعلم.
(ولا يطأ عقبه رجلان)(3) أي لا يمشي خلفه رجلان، يعني أنه من غاية التواضع لا يتقدم أصحابه في المشي، إما أن يمشي خلفهم كما جاء، أو يمضي فيهم، وحاصل الحديث: أنه لم يكن على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي صلى الله عليه وسلم وبارك وكرَّم.
والرجلان: بفتح الراء وضم الجيم هو المشهور، ويحتمل كسر الراء وسكون الجيم، أي: القدمان، يعني لا يمشي خلفه أحد ذو رجلين.
(19)(بَابٌ: في الأَكْلِ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ)
قال في "القاموس": الصحفة: معروف، وأعظم القِصَاع: الجفْنة، ثم الصحفة، ثم المِئْكَلة، ثم الصُّحَيْفة.
(1) في نسخة: "شعيب بن محمد".
(2)
في نسخة: "باب ما جاء
…
إلخ".
(3)
باعتبار الأكثر، وإلَّا فقد أخرج البخاري: واتبعته أنا وزيد بن الحارث
…
إلخ. (ش).
3772 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: نَا شُعْبَةُ، عن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ، وَلَكِنْ يَأْكُلُ (1) مِنْ أَسْفَلِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا". [ت 1805، جه 3277، حم 1/ 270]
3773 -
حَدَّثنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: نَا أَبِي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عِرْقٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ (2) يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ
===
3772 -
(حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: نا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يأكل من أعلى الصحفة) أي من وسطهما (ولكن يأكل من أسفلها) أي من أطرافها.
(فإن البركة تنزل من أعلاها) أي إلى أسفلها، فإن البركة تنزل أولًا على أعلاها، ثم تنصب إلى الأسفل، فإذا أخذ من أعلاها تنقطع البركة، وأما إذا أخذ من الأسافل لا تنقطع، لأنها تنصب من الأعلى.
3773 -
(حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي قال: نا أبي، نا محمد بن عبد الرحمن بن عرق) بكسر المهملة وسكون الراء، اليحصبي، أبو الوليد الشامي الحمصي، عن دُحَيم: ما أعلمه إلا ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وتتمة كلامه لا يعتد بحديثه ما كان من حديث بقية ويحيى بن سعيد العطار ودونه، بل يعتبر بحديثه من رواية الثقات عنه.
(نا عبد الله بن بسر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يحملها أربعة رجال
(1) في نسخة: "ليأكل".
(2)
في نسخة: "قصعة يقال لها: الغرَّاء يحملها أربعة رجال".
يُقَالُ لَهَا: الْغَرَّاءُ، فَلَمَّا أَضْحَوْا (1) وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ - يَعْني وَقَدْ ثُرّدَ فِيهَا- فَالْتَفُّوْا (2) عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجَلْسَةُ؟ قَالَ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَنِى عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْني جَبَّارًا عَنيدًا"، ثمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا (3) وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا". [جه 3263]
3774 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: نَا أَبُو مَعْشَرٍ،
===
يقال لها: الغرَّاء) بمعنى البيضاء، (فلما أضحوا) أي في خلوا في وقت الضحي (وسجدوا الضحى) أي صلوا صلاة الضحى (أتي (4) بتلك القصعة، يعني وقد ثرد فيها) أي صنع فيها ثريد (فالتفوا) أي اجتمعوا (عليها) وأحاطوا بها (فلما كثروا، جثا) أي جلس على ركبتيه (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ ) بكسر الجيم، هيئة الجلوس (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا من حواليها) أي جوانبها وأطرافها (ودعوا) أي اتركوا (ذروتها) أي أعلاها (يبارك فيها).
3774 -
(حدثنا سعيد بن منصور قال: نا أبو معشر) نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، مولى بني هاشم، يقال: إن أصله من حمير، قال عمرو بن عوف عن هشيم: ما رأيت مدنيًا يشبهه ولا أكيس منه، وقال أبو زرعة الدمشقي عن نعيم: كان كيِّسًا حافظًا، وعن يزيد بن هارون قال: سمعت أبا جزء نصر بن طريف يقول: أبو معشر أكذب من في السماء ومن في الأرض، قال يزيد: فوضع الله تعالى أبا جزء، ورفع أبا معشر، وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه،
(1) في نسخة: "فلما أصبحوا".
(2)
في نسخة: "فالتقوه".
(3)
في نسخة: "جوانبها".
(4)
أي: أحيانًا، وإلا فقد أخرج السيوطي في "الجامع الصغير" (6616) عن "الحلية" بسند صحيح: عن أبي سعيد الخدري: "كان عليه الصلاة والسلام إذا تغدى لم يتعش، وإذا تعشى لم يتغد". (ش).
عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقْطَعُوا اللَّحْمَ بالسِّكِّينِ، فَإِنَّهُ مِنْ صَنِيعِ (1) الأَعَاجِمِ، وَانْهَسُوهُ (2) فَإِنَهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ"(3)(4). [جه 3263]
===
ويضعفه، ويضحك إذا ذكره، وكان ابن مهدي يحدث عنه، وعن أحمد: حديثه عندي مضطرب لا يقيم الإسناد، وعن يحيى بن معين: كان أميًا ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان صدوقًا لكنه لا يقيم الإسناد، وليس بذاك، وقال أبو حاتم: كان أحمد يرضاه، ويقول: كان بصيرًا بالمغازي، قال: قد كنت أهاب حديثه حتى رأيت أحمد يحدث عن رجل عنه، فتوسعت بعد فيه، قيل له: وهو ثقة، قال: صالح: لين الحديث، محله الصدق، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بشيء، أبو معشر ريح، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وأبو داود: ضعيف، وقال الترمذي: تكلم بعض أهل العلم فيه من قبل حفظه.
(عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة) رضي الله عنها (قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإنه من صنيع الأعاجم) أي كفار العجم (وانهسوه) أي خذوه بأطراف الأسنان، (فإنه أهنا وأمرأ) أي يصير هنيئًا مريئًا.
كتب في الحاشية: هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(5)، وقال: قال أحمد: ليس بصحيح (6)، وقال: تفرد به أبو معشر المدني وليس بالقوي.
(1) في نسخة: "من صنع".
(2)
في نسخة: "انهشوه".
(3)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: ليس هو بالقوي".
(4)
هذا الحديث مذكور في النسخة المصرية في "باب في أكل اللحم" الآتي، وهو أليق.
(5)
انظر: "الموضوعات" لابن الجوزي (2/ 303).
(6)
كذا في "المغني"(13/ 357). (ش).