الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجزتهما من أجل أنهما ابنا خمس عشرة سنة، فيحتمل أنه أجازهما يوم الخندق؛ لأنه لم يكن قتال، وإنما كان فيه حصار للمدينة فينتفع بالصبيان، ولم يجزه يوم أحد؛ لأنه كان يوم قتال وقد بعدوا فيه عن المدينة، فلا يحضره إلا أهل القوة والجلد
(1)
.
فيجاب: بأن هذا خلاف ما فهمه نافع وعمر بن عبد العزيز رحمهما الله.
دليل من قال: إن البلوغ بالسن يكون بثماني عشرة:
جاء في الهداية، شرح بداية المبتدي: قوله تعالى: (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) أشد الصبي ثماني عشرة سنة. هكذا قاله ابن عباس
(2)
.
[لم أقف على إسناده]
(3)
.
(1)
انظر: المحلى (مسألة: 119).
(2)
الهداية (9/ 277).
(3)
لم يذكر إسناده، ورجعت إلى تخريجه في نصب الراية للزيلعي (4/ 166) فاكتفى بقوله: غريب، ولم يذكر إسناده. وقال الحافظ في الدراية: لم أجده، وإذا قال الزيلعي: غريب فإنه يقصد أنه لم يقف له على أصل أو إسناد، وليس مقصوده الغريب الاصطلاحي.
ووجدت في تفسير ابن أبي حاتم ما يخالفه فقد روى في تفسيره (5/ 1419) من طريق عبد الله ابن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس (أشده) قال: ثلاث وثلاثون. قال: وروي عن مجاهد وقتادة نحو ذلك.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا عبد الله بن عثمان بن خثيم، مختلف فيه، وفي التقريب صدوق، وقد سبقت ترجمته، انظر تخريج (ح 14).
وقد اختلف في إسناده على عبد الله بن خثيم:
فرواه ابن إدريس عنه، عن مجاهد، عن ابن عباس كما سبق.
ورواه الطبراني في الأوسط (6829) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا صدقة بن يزيد، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: في قوله تعالى: (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) قال: ثلاث وثلاثون، وهو الذي رفع عليه عيسى بن مريم.
فجعل بدلًا من مجاهد سعيد بن جبير.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ابن خيثم إلا صدقة بن يزيد، تفرد به الوليد بن مسلم.
وهذا إسناد ضعيف، فيه الوليد بن مسلم، وهو إن صرح بالتحديث من شيخه إلا أنه متهم بتدليس التسوية، وقيل: إنه متهم بتسوية أحاديث الأوزاعي خاصة، فالله أعلم.
وفي الإسناد: صدقة بن يزيد، تجنبه أصحاب الكتب الستة.
قال أحمد: حديثه ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. التاريخ الكبير (4/ 295)، الجرح والتعديل (4/ 431)، الكامل لابن عدي (4/ 77)، الضعفاء الكبير (2/ 206).
وذكره ابن الجارود، والعقيلي، والساجي في الضعفاء. اللسان (3/ 187).
وقال ابن عدي: هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، وحديثه بعضها مما يتابع عليها، وبعضها مما لا يتابعه أحد عليها. الكامل (4/ 79).
وقال أبو زرعة الدمشقي: ثقة. اللسان (3/ 187).
وقال أبو حاتم: صالح. الجرح والتعديل (4/ 431).
وقال يعقوب بن سفيان: حسن الحديث. اللسان (3/ 187).
وتجنبه أصحاب الكتب الستة.
(1554 - 16) وروى ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء ابن دينار، عن سعيد بن جبير: قوله: (حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) قال: ثماني عشرة سنة
(1)
.
[ضعيف من أجل ابن لهيعة، وعطاء بن دينار روايته عن سعيد بن جبير صحيفة].
وقيل في تفسير الأشد غير ذلك.
ومن الأدلة النظرية:
قالوا: إن أقصى سن لا يحتلم فيها الإنسان ثمانية عشر عامًا
(2)
يعني فإذا بلغها فلابد من الاحتلام إلا لعلة، ولذلك حدوه بثمانية عشرة عامًا.
وهذا الكلام لا يصلح أن يكون دليلًا يعتمد عليه في التحديد بالسن؛ لأنه قد يقال: ما الدليل على أن الثمانية عشر عامًا هي أقصى سن من لا يحتلم.
وجه قول من فرق بين الذكر والأنثى:
قالوا: بأن الأنثى أسرع نموًا من الغلام، فزادوا سنة في حق الغلام لاشتمالها على الفصول الأربع التي منها ما يوافق المزاج لا محالة
(3)
.
(1)
تفسير أبي حاتم (8089).
(2)
مواهب الجليل (5/ 59).
(3)
البحر الرائق (8/ 96).