الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني في أسماء الحيض
[م-676] للدم المعتاد الذي يخرج من المرأة أسماء كثيرة منها:
الأول: الحيض، وهو أشهرها.
الثاني: الطمث، والمرأة طامث.
قال الفراء: الطمث الدم.
وكذلك قيل: إذا افتض الرجل البكر، قد طمثها، أي أدماها
(1)
.
قال تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَان)[الرحمن: 56].
الثالث: العراك.
(1539 - 1) جاء في حديث جابر عند مسلم من طريق أبي الزبير،
عن جابر، أنه قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفرد، وأقبلت عائشة رضي الله عنها بعمرة، حتى إذا كنا بسرف عركت
…
الحديث
(2)
.
(1)
ظاهر الكلام أن الطمث من أسماء الدم، لا من أسماء الحيض، كما هو ظاهر الآية الكريمة، لكن جاء في اللسان (7/ 142)، وتاج العروس (10/ 44):«قال ابن خالوية حاضت، ونَفِست، ونُفِست، ودرست، وطمثت، وضحكت، وكادت، وأكبرت، وصامت» ، فذكر الطمث من أسماء الحيض.
(2)
صحيح مسلم (1213).
وفي اللسان: العراك: الحيض. ونساء عوارك: أي حيض
(1)
.
الرابع: الضحك، والمرأة ضاحك.
واستدل على هذا بقول الله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ)[هود: 71]، فقد حكى ابن جرير الطبري للآية عدة تفسيرات، منها: أن ضحكت: أي حاضت
(2)
.
وقال صاحب اللسان: ضحكت المرأة: حاضت.
وروى الأزهري عن الفراء أنه قال عن هذا التفسير: لم أسمعه من ثقة
(3)
.
الخامس: الإكبار، واستدلوا على ذلك.
(1540 - 2) بما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره، من طريق علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه،
عن جده في قوله: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)[يوسف: 31]، قال: حضن.
[ضعيف]
(4)
.
ومن اللغة، قال ابن جرير في تفسيره: «زعم بعض الرواة: أن بعض الناس أنشده في: أكبرن بمعنى حضن بيتًا، لا أحسب أن له أصلًا؛ لأنه ليس بمعروف عند
(1)
اللسان (10/ 467).
(2)
تفسير الطبري (7/ 70).
(3)
اللسان (10/ 460).
(4)
هذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (11551) من طريق عبد الصمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه، عن جده، وعبد الصمد، ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به. الضعفاء الكبير (3/ 84).
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر شيئًا. الجرح والتعديل (6/ 50).
وقال الذهبي: حدث عن أبيه، بحديث:«أكرموا الشهود» ، وهذا منكر، وما عبد الصمد بحجة. الميزان (2/ 620).
وترجم له الخطيب، وأطال في سيرته. تاريخ بغداد (11/ 37).
الرواة وذلك قوله:
نأتي النساء على أطهارهن ولا
…
نأتي النساء إذا أكْبَرْن إكبارًا
وزعم أن معناه: إذا حضن»
(1)
.
وجاء في اللسان: «وأما قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)[يوسف: 31].
فأكثر المفسرين يقولون: أعظمنه.
وروي عن مجاهد أنه قال: أكبرنه: حضن، وليس ذلك بالمعروف في اللغة.
قال أبو منصور: إن صحت هذه اللفظة في اللغة بمعنى الحيض، فلها مخرج حسن، وذلك أن المرأة أول ما تحيض فقد خرجت من حد الصغر إلى حد الكبر، فقيل لها: أكبرت: أي حاضت، فدخلت في حد الكبر الموجب عليها الأمر والنهي.
وروي عن أبي الهيثم أنه قال: سألت رجلًا من طيء، فقلت له: يا أخا طيء ألك زوجة؟ قال: لا والله ما تزوجت، وقد وعدت في ابنة عم لي. قال: وما سنها؟ قال: قد أكبرت، أو كَبِرت. قال: وما أكبرت؟ قال: حاضت.
قال أبو منصور: فلغة طيء تصحح أن إكبار المرأة أول حيضها، إلا أن هاء الكناية في قوله تعالى:(أَكْبَرْنَهُ) تنفي هذا المعنى، فالصحيح أنهن لما رأين يوسف راعهن جماله، فأعظمنه.
وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس، في قوله تعالى:(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)[يوسف: 31]، قال: حضن.
فإن صحت الرواية عن ابن عباس سلمنا له
(2)
، وجعلنا الهاء في قوله:(أَكْبَرْنَهُ) هاء وقفة لا هاء الكناية. والله أعلم بما أراد
(3)
.
(1)
تفسير الطبري (12/ 205).
(2)
وسبق أنه لا يصح انظر: رقم (1540).
(3)
اللسان (5/ 126).
السادس: الإعصار.
قال في اللسان: «المعصر: التي بلغت عصر شبابها وقيل: أول ما أدركت وحاضت.
وقال منصور بن مرثد الأسدي.
جارية بسفوان دارها تمشي الهوينا ساقطًا خمارها
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها»
(1)
.
السابع: النفاس.
(1541 - 3) روى البخاري من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن زينب بنت أم سلمة حدثته،
أن أم سلمة حدثتها، قالت: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مضطجعة في خميصة إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: أنفست؟ قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. ورواه مسلم
(2)
.
قال في الفتح: قال الخطابي: أصل هذه الكلمة من النفس وهو الدم
(3)
.
قال ابن عبد البر: قوله: «(نفست) لعلك أصبت بالدم، يعني الحيضة، والنفس: الدم. ألا ترى إلى قول إبراهيم النخعي، وهو عربي فصيح: كل ما لا نفس له سائلة يموت في الماء لا يفسده. يعني: دمًا سائلًا»
(4)
.
* * *
(1)
اللسان (4/ 576).
(2)
صحيح البخاري (298) ومسلم (296).
(3)
فتح الباري (1/ 536).
(4)
انظر: التمهيد كما في فتح البر (3/ 456) وانظر في أسماء الحيض اللسان (4/ 142)(5/ 126)، وتاج العروس (10/ 44)، والحاوي الكبير (1/ 378) والمجموع (2/ 378)، وعارضة الأحوذي لابن العربي (1/ 203، 204).