الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه أدلة منع الجنب من قراءة القرآن، وإذا كان الجنب ممنوعًا كانت الحائض أولى بالمنع؛ لأن حدثها أغلظ، وقد عرفت أن هذه الأدلة ليست قوية، فلا تكفي في التحريم.
وقد قال بالمنع جماعة من التابعين، منهم عطاء بن أبي رباح
(1)
، ومجاهد
(2)
،
وأبو وائل شقيق بن سلمة
(3)
، والزهري
(4)
، وإبراهيم النخعي
(5)
، والشعبي.
•
أدلة القائلين بجواز قراءة الحائض القرآن:
الدليل الأول:
أمر الله بتلاوة القرآن، وتدبره قال تعالى:(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)[ص: 29]، وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ
= شهدت بأن وعد الله حق
…
إلخ الأبيات، وفي المرة الثانية، قرأ عليها: وفينا رسول الله يتلو كتابه
…
إلخ الأبيات. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: هذا لعمري من معاريض الكلام، إن خياركم خيركم لنسائه.
وهذا الإسناد فيه ضعف، ومنقطع أيضًا. وعون بن محمد لم يرو عنه أحد إلا محمد بن يحيى الصولي، ولم يوثقه أحد. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (2/ 294).
وقال الحافظ: أخباري، ما حدث عنه سوى الصولي. لسان الميزان (4/ 388).
فالقصة كل شواهده معضلة، وفيها اختلاف في متنها، وقد ضعفها جماعة منهم النووي كما في المجموع (2/ 159) وابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 426)، والذهبي في العلو (ص: 42).
وصحح إسنادها ابن عبد البر في التمهيد (1/ 296) وقال في الاستيعاب (3/ 900):
وقال محمد بن عثمان الحافظ: رويت هذه القصة من وجوه صحاح. انظر اجتماع الجيوش الإسلامية (145). ولم يتعقبه ابن القيم في شيء. والحق مع من ضعف هذه القصة. والله أعلم.
(1)
رواه عبد الرزاق (1203) وسنده صحيح.
(2)
ورواه ابن أبي شيبة (1/ 97) رقم 1083 وسنده صحيح، إلا أنه في منع الجنب.
(3)
رواه ابن أبي شيبة (1/ 97) رقم: 1085 وسنده صحيح.
(4)
ورواه عبد الرزاق (1302) وسنده صحيح.
(5)
رواه ابن أبي شيبة (1/ 99) 1115 وسنده صحيح.