الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء بصيغة الخبر فالمراد منه توكيد النهي، وكأنه أمر لا يمكن تخلفه، وتوكيد النهي لا يعني إلا التحريم.
وقالوا أيضًا: في قوله: (يَمَسُّهُ إِلَاّ الْمُطَهَّرُونَ) المطهرون: اسم مفعول، ولو كان يريد المتطهر لعبر باسم الفاعل، كما قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)[البقرة: 222].
الدليل الثاني:
(1759 - 220) ما رواه الدارقطني من طريق سعيد بن محمد بن ثواب، حدثنا
أبو عاصم، حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى قال: سمعت سالما يحدث
عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمس القرآن إلا طاهر
(1)
.
[ضعيف، والمعروف أنه من فعل ابن عمر]
(2)
.
(1)
سنن الدارقطني (1/ 122).
(2)
الحديث رواه البيهقي (1/ 88) من طريق الدارقطني.
ورواه الطبراني في الكبير (13217) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (573) من طريق سعيد بن محمد بن ثواب الحصري، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى به.
ورواه في الصغير (2/ 139) بالإسناد نفسه، وقال: لم يروه عن سليمان بن موسى إلا ابن جريج، ولا عنه إلا أبو عاصم، تفرد به سعيد بن محمد.
وحسن إسناده ابن حجر. قال في التلخيص (1/ 228)«إسناده لا بأس به» . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 276)«رواه الطبراني في الكبير والصغير، ورجاله موثوقون» .
والحق أنه ضعيف.
أولًا: فيه سليمان بن موسى الأشدق. مختلف فيه.
وثقه دحيم، وابن سعد، وأثنى عليه الزهري. تهذيب الكمال (12/ 92)، الجرح والتعديل (4/ 141)، الطبقات الكبرى (7/ 457).
وقال الدارقطني في العلل: من الثقات. أثنى عليه عطاء والزهري. تهذيب التهذيب (4/ 197)
وقال البخاري: عنده مناكير. الضعفاء الصغير. (ص: 53) رقم 146. ضعفاء العقيلي (2/ 140).
وذكره العقيلي في الضعفاء. الضعفاء الكبير (2/ 140).
وقال ابن المديني: مطعون عليه. ضعفاء العقيلي (2/ 140).
…
وقال أيضًا: من كبار أصحاب مكحول، وخولط قبل موته بيسير. تهذيب التهذيب (4/ 197).
وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحدًا من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت منه. الجرح والتعديل (4/ 141).
وقال النسائي: أحد الفقهاء، وليس بالقوي. وقال في موضع آخر: في حديثه شيء. تهذيب التهذيب (4/ 197).
وفي التقريب: صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل. فالراجح أن سليمان ابن موسى صدوق له أوهام، لا يقبل ما تفرد به، وقد خولف كما سيأتي.
ثانيًا: فيه سعيد بن محمد بن ثواب.
قال فيه ابن حبان: مستقيم الحديث. الثقات (8/ 272).
وترجم له الخطبيب البغدادي في تاريخه، وسكت عليه، ولم يذكر فيه شيئًا. تاريخ بغداد (9/ 94).
الثالث: المخالفة، فرواه عبد الرزاق في المصنف (1314): عن مالك، عن نافع، قال: كان
ابن عمر لا يقرأ القرآن إلا طاهر.
فهذا إسناد صحيح، وهي حكاية فعل لا تدل على اشتراط الطهارة لمس المصحف، وهو المعروف عن ابن عمر، واستحباب الطهارة لمس المصحف لا ينازع فيه أحد، بل استحبت الطهارة لما هو أقل من ذلك كرد السلام.