الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الأثر مع كونه موقوفًا، يشكل عليه أن الكافر لا تصح منه العبادة، ولو توضأ وقت كفره أو اغتسل لم تصح منه الطهارة حال كفره، وقولها: إنك رجس: أي نجس، ومعلوم أن الكافر نجاسته معنوية، وليست حسية، وهو رجس بكفره.
الدليل السابع:
(1769 - 230) ما رواه الدارقطني من طريق شجاع بن الوليد.
ومن طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن
= رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسلامه.
وهذا القصة فيها اختلاف في متنها وإسنادها ضعيف جدًّافيها: يزيد بن ربيعة:
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث، وفي روايته عن
أبي الأشعث، عن ثوبان تخليط كثير. الجرح والتعديل (9/ 261).
وقال البخاري: حديثه مناكير. التاريخ الكبير (8/ 332).
وقال النسائي: متروك الحديث شامي. الضعفاء والمتروكين (643).
وقال في التمييز: ليس بثقة. لسان الميزان (6/ 286).
وقال الدارقطني: دمشقي متروك. المرجع السابق.
قال أبو مسهر: كان قديمًا غير متهم ما ينكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث، ولكني أخشى عليه سوء الحفظ والوهم. الكامل (7/ 259).
الشاهد الثالث:
ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 40) من طريق إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح عن مجاهد، عن ابن عباس بنحو الروايات السابقة.
وهذا الإسناد ضعيف جدًّا، فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
قال البخاري: تركوه. التاريخ الكبير (1/ 396)، الضعفاء الصغير (20).
وقال النسائي: متروك الحديث. الضعفاء المتروكين (50).
قال له الزهري لما سمعه يرسل الأحاديث: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، ألا تسند أحاديثك، بأحاديث ليس لها خطم، ولا أزمة. تهذيب التهذيب (1/ 210).
الشاهد الرابع:
ذكر قصة إسلام عمر بن الخطاب ابن إسحاق صاحب السيرة انظر سيرة ابن هشام (1/ 270) ورواها البيهقي في الخلافيات من طريق ابن إسحاق (1/ 517).
ابن يزيد، عن سلمان قال:
كنا معه في سفر، فانطلق فقضى حاجته، ثم جاء، فقلت: أي أبا عبد الله توضأ لعلنا نسألك عن آي من القرآن، فقال: سلوني فإني لا أمسه؛ إنه لا يمسه إلا المطهرون، فسألناه فقرأ علينا قبل أن يتوضأ.
[صحيح، وصححه الدارقطني]
(1)
.
(1)
اختلف فيه على الأعمش:
فرواه أبو معاوية كما في سنن الدارقطني (1/ 124). والسنن الكبرى للبيهقي (1/ 90).
ووكيع كما في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 98) وسنن الدارقطني (1/ 124).
وشجاع بن الوليد كما في سنن الدارقطني (1/ 124).
وابن فضيل كما في سنن الدارقطني (1/ 124) من طريق عبد الله بن عمر عنه،
كلهم (أبو معاوية، ووكيع، وشجاع، وابن فضيل) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن سلمان.
وخالفهم أبو الأحوص فرواه الدارقطني (123) من طريقه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن سلمان.
وتابع أبا الأحوص يحيى بن العلاء كما في مصنف عبد الرزاق (1325) عنه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة به، قال: أتينا سلمان الفارسي، فخرج علينا من كنيف له. فقال: لو توضأت يا أبا عبد الله، ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا. فقال: إنما قال الله: (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَاّ يَمَسُّهُ إِلَاّ الْمُطَهَّرُونَ) وهو الذكر الذي في السماء الذي لا يمسه إلا الملائكة، ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا.
والراجح رواية وكيع وأبي معاوية، ومن وافقهما عن الأعمش؛ لأن أبا معاوية من أوثق الناس في الأعمش، وقد تابعه وكيع. ولم يذكر أحد علقمة في الإسناد إلا أبا الأحوص، ولم يتابعه إلا يحيى بن العلاء، وهو متهم بالوضع.
قال أحمد: كذاب يضع الحديث. تهذيب التهذيب (11/ 229)، الكشف الحثيث (840).
وقال وكيع: كان يكذب، حدث في خلع النعلين عشرين حديثًا. تهذيب الكمال (31/ 484).
وقال النسائي: متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين (627).
وقال يحيى بن معين: ليس بثقة. ضعفاء العقيلي (4/ 437).
ثم إن يحيى بن العلاء زيادة توهم أن سلمان لا يرى بأسًا بمس المصحف؛ حيث قال: إنما قال الله: لا يمسه إلا المطهرون، وهو الذكر الذي في السماء، فمفهومه أنه لا مانع من مسه، وهي تخالف رواية الجماعة. والله أعلم.