الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومتنه يدل عليه، فإنه جعل المضمضة والاستنشاق ثلاثًا فريضة، ومعلوم أن الواجب على صحة القول به مرة إجماعًا.
الدليل الرابع:
(1660 - 122) ما رواه أحمد
(1)
، قال: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله:
من ترك موضع شعرة من جنابة لم يصبها ماء، فعل الله به كذا وكذا من النار. قال علي: ومن ثم عاديت شعري.
[المرفوع ضعيف، وصُحح وقفه]
(2)
.
(1)
المسند (1/ 94).
(2)
فيه عطاء بن السائب.
وقد اتفقوا على أن شعبة، وسفيان ممن سمع منه قديمًا.
قال يحيى بن سعيد القطان: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح إلا حديثين، كان شعبة يقول: سمعتهما منه بآخرة عن زاذان. الجرح والتعديل (6/ 332)، الضعفاء الصغير (276)، والتاريخ الكبير (6/ 465).
واستثنى بعض العلماء حماد بن زيد، وقال: إنه سمع منه قديمًا، منهم يحيى بن سعيد القطان، والنسائي، وأبو حاتم. الضعفاء الكبير (3/ 398)، الكاشف - الذهبي (3798)، الكواكب النيرات (ص: 61).
واختلفوا في سماع حماد بن سلمة:
فقال ابن معين، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكتاني، وابن الجارود، ويعقوب ابن سفيان وغيرهم: حماد بن سلمة قديم السماع عن عطاء. الكامل (5/ 361)، الكواكب النيرات (ص: 61). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالفهم عبد الحق في الأحكام، فقال: سمع منه بعد الاختلاط، واعتمد كلام العقيلي.
ورجح الحافظ في التهذيب (7/ 183) أن حمادًا سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، إلا أنه في التلخيص (1/ 248) ح 190 رجح أن سماع حماد بن سلمة كان قبل الاختلاط.
وسواء رجحنا أن سماع حماد بن سلمة كان قبل الاختلاط، أو بعده، فقد تابعه شعبة، وحتى إن رجحنا أن حديث شعبة هذا هو أحد الحديثين الذين سمعهما شعبة من عطاء بعد اختلاطه، فإن متابعة حماد بن سلمة تقوي رواية شعبة.
إلا أنه يعكر عليه أن رواية شعبة لهذا الحديث قد قال عنها الدارقطني في العلل أنها تصحيف، قال في العلل (3/ 208):«والمحفوظ عن عفان عن حماد قال: سمعته يذكر عن عطاء بن السائب فصحفه الراوي فقال: شعبة» .
وقد رواه حماد بن زيد عن عطاء بن السائب به موقوفًا على عليّ.
وابن زيد أرجح من ابن سلمة، فمخالفة حماد بن سلمة لحماد بن زيد تجعل رواية حماد ابن سلمة شاذة لمخالفته من هو أوثق. وإعلال رواية حماد بن سلمة بالمخالفة عندي أقوى من إعلالها بأنه سمع من عطاء بعد الاختلاط، خاصة أن أكثر العلماء على أن سماعه من عطاء كان قبل الاختلاط.
فإن قيل: أليس شعبة وحماد بن سلمة مجتمعين أرجح من حماد بن زيد؟
فالجواب: أن حماد بن زيد أرجح من حماد بن سلمة في الحفظ، فحماد بن سلمة تجنب البخاري الاحتجاج به، بخلاف حماد بن زيد فحديثه في الصحيحين، وأما متابعة شعبه فقد كان من الممكن أن يجعل الحديث محفوظًا بها لولا أمرين:
أحدهما: أن الدارقطني يذكر أن رواية شعبة تصحيف، ولم تثبت عنده رواية شعبة لهذا الحديث.
والثاني: على فرض أن يكون شعبة قد روى هذا الحديث فقد قيل: إن هذا الحديث واحد من حديثين رواهما شعبة عن عطاء بعد الاختلاط فبقيت رواية حماد بن زيد أرجح، ويكون الحديث موقوفا على عليّ.
ورواية شعبة التي ذكرتها، قال يحيى القطان: لم أسمع أحدًا يقول في حديثه القديم شيئًا -يعني: عن عطاء بن السائب- وحديث سفيان وشعبة عنه صحيح، إلا حديثين من حديث شعبة سمعهما بآخره عن زاذان.
قال ابن الكيال: والعجب منه أنه لم يذكرهما. قال عبد القيوم محقق الكواكب النيرات: وقد بذلت مجهودي أن أقف على الحديثين الذين سمعهما شعبة عن عطاء، عن زاذان، فوجدت في غرائب شعبة لابن المظفر حديثًا واحدًا بهذا السند، وهو حديث علي رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ترك موضع شعرة من جسده من جنابة لم يصبها الماء فعل به كذا وكذا من النار. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال عليّ: فمن ثم عاديت رأسي. غرائب شعبة [ل 26 - أ]. ولم أجد الحديث الثاني». اهـ
الحديث أخرجه الطيالسي (175):
وأخرجه أحمد (1/ 101) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 175) عن عفان.
وأخرجه أحمد (1/ 94) حدثنا حسن بن موسى.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 96)، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (599) حدثنا أسود بن عامر.
وأخرجه عبد الله بن أحمد (1/ 133) في زوائد المسند حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي، ومحمد ابن أبان بن عمران الواسطي.
وأخرجه البزار في مسنده (813) من طريق أبي الوليد.
وأخرجه الدارمي (751) أخبرنا محمد بن الفضل.
وأخرجه أبو داود (249) حدثنا موسى بن إسماعيل.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار (3/ 276)، والبيهقي (1/ 175) من طريق حجاج بن منهال، (عشرتهم) رووه عن حماد بن سلمة به.
ورواه ابن المظفر في حديث شعبة (24) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، وعيسى بن جعفر الوراق، قال: حدثنا عفان، قال حدثنا حماد بن سلمة وشعبة، قالا: أنبأ عطاء بن السائب، عن زاذان به.
ولم أقف على طريق آخر يروي عن شعبة هذا الحديث إلا هذا الطريق، وقد قال الدارقطني في العلل أن ذكر شعبة تصحيف، ، وسأنقل كلامه تامًا من العلل إن شاء الله تعالى، وقد رواه أحمد ابن حنبل عن عفان، فلم يذكر شيخًا له غير حماد بن سلمة.
وفي العلل للدارقطني (3/ 208) قال:
«يرويه عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي. حدث به عنه حماد بن سلمة، وشعبة وحفص بن عمر.
ورواه عبد الله بن رشيد، عن حفص بن غياث، عن الأعمش وليث، عن زاذان عن علي.
وروي عن حماد بن زيد، عن عطاء، عن زاذان عن علي موقوفًا.
وكذلك قال الأسود بن عامر، عن حماد بن سلمة.
ورفعه عفان عن حماد بن سلمة، وشعبة عن عطاء، وعطاء تغير حفظه، والمحفوظ عن عفان عن حماد قال: سمعته يذكر عن عطاء بن السائب فصحفه الراوي فقال: شعبة».
وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 249) ح 190: وإسناده صحيح، فإنه من رواية عطاء بن السائب. وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط، لكن قيل إن الصواب وقفه على علي. =