الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحمزة رضي الله عنه يرى ذلك، ويكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشمتوا بهم!
ورسول الله صلى الله عليه وسلم دائب يدعو قومه ليلاً أو نهاراً وسرًا وجهرًا!
شعر أبي طالب بعد تمزيق الصحيفة:
قال ابن إِسحاق: (1) فلمّا مزّقت -أي الصحيفة- وبطل ما فيها قال أبو طالب، فيما كان من أمر أولئك القوم الذين قاموا في نقض صحيفتهم يمدحهم:
ألا هل أتى بَحَريَّنا (2) صنع ربِّنا
…
على نأْيهم والله بالناس أَروَد
فيُخْبِرهم أن الصحيفة مُزِّقَتْ
…
وأن كُلَّ ما لم يرضَه الله مفسد
تراوحَها إِفكٌ وسحرٌ مُجَمَّع
…
ولم يَلْفَ سِحْراً آخر الدهر يصعدُ
تداعَى لها من ليس بقرقر
…
فطائرها في رأسها يتردّدُ
(1) البداية والنهاية: 3: 97 - 98، والروض الأنف: 2: 124 - 125.
(2)
السابق: قال السهيلي: بحريّنا: يعني الذين بأرض الحبشة، نسبهم إلى البحر لركوبهم إيّاه، وشرح الألفاظ الغريبة لهذه القصيدة، وقد قابلناها على شرح غريب السيرة للخشني.
وكانت كفاءً وقعة بأثيمة
…
ليُقطع منها ساعدٌ ومقلدُ
ويظعن أهل المكّتين فيهربوا
…
فرائصهم من خشية الشرّ ترعدُ
ويترك حراث يقلّب أمره
…
أيُتَّهَم فيها عند ذاك ويُنْجِدُ
وتصعد بين الأخشبين كتيبة
…
لها حدجٌ سهم وقوس ومرهدُ
فمن ينش من حضار مكة عزّة
…
فعزتنا في بطن مكّة أتلدُ
نشأنا بها والناس فيها قلائل
…
فلم ننفك تزداد خيراً وتحمدُ
ونُطعم حتى يترك الناس فضلهم
…
إِذا جعلت أيدي المفيضين ترعدُ
جزى الله رهطاً بالحجون تجمّعوا
…
على ملأ يهدي لحزْم ويُرشد
قعوداً للذي خطم الحجون كأنهم
…
مقاولةٌ بل هم أعزّ وأمجدُ
أعان عليها كل صقر كأنه
…
إِذا مشى في رفرف الدّرع أحردُ
جرئٌ على جلّ الخطوب كأنه
…
شهاب بكفيّ قابس يتوقدُ
من الأكرمين من لؤي بن غالب
…
إِذا سيم خسفاً وجهه يتربدُّ
طويل النّجاد خارجٌ نصف ساقه
…
على وجهه يسقي الغمام ويسعدُ
عظيم الرّماد سيّد وابن سيّدٍ
…
يحضّ على مقري الضيوف ويحشدُ
ويبني لأبناء العشيرة صالحاً
…
إِذا نحن طفنا في البلاد ويمهدُ
ألظَّ بهذا الصلح كل مبرّأ
…
عظيم الواء أمره ثمّ يُحمدُ
قضَوْا ما قَضوْا في ليلهم ثم أصبحوا
…
على مهل وسائر الناس رُقدُ
هم رجعوا سهل بن بيضاء راضياً
…
وسُرَّ أبو بكر بها ومحمَّدُ