الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن آية الإسراء والمعراج كانت إعجازاً من الله تعالى، كرّم به نبيّه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم، أسرى به من المسجد الحرام بمكّة إلى المسجد الأقصى بإيلياء من الشام بروحه وجسده، وهو صلى الله عليه وسلم كامل البشريّة، فأراه من عجائب آياته في ملكوته ما أراه، حفاوة به، وتشريفاً له ولأمّته، وعرج به جسماً وروحاً في كامل بشريّته، فسما في عروجه حتى سمع صريف أقلام الغيب تجري بمقادير الخلق في الكون، وفرضت عليه الصلاة، وأوتي من المنح الإلهيّة علماً وعملاً وبهاءً ما لم يؤت مثله أخذ من العالمين!
هذا اعتقاد المسلمين كافة، وهو ما ندين الله عليه ونعتقده، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين!
قول باطل:
ومع هذا فقد قال الدكتور هيكل بعد أن قدّم قول القائلين بأن الإسراء والمعراج إنما كانا بروح محمَّد صلى الله عليه وسلم (1) وفي رأي آخرين أن الإسراء من مكّة إلى بيت المقدس كان بالجسد، مستدّلين على ذلك بما ذكر محمَّد صلى الله عليه وسلم أنه شاهده في البداية .. وأن المعراج إلى السماء كان بالروح، ويذهب غير هؤلاء وأولئك إلى أن الإسراء والمعراج كانا جميعاً بالجسد.
قلت: سبق بيان قول الجمهور مع الأدلة في هذا!
وقال: ولنا في حكمة الإسراء رأي نبديه، ولسنا ندري أسبقنا إليه أم لم
(1) حياة محمَّد: 189 وما بعدها بتصرف.
نُسبق، لكنا قبل أن نبدي هذا الرأي، بل لكي نبديه، يجب أن نروي قصّة الإسراء والمعراج على نحو ما جاءت به كتب السيرة!
وذكر تصوير المستشرق (درمنجم) هذه القصّة
…
!
ولا أدري كيف ينقل عن هذا المستشرق آية الإسراء والمعراج، ولا يذكر الأحاديث السابقة أو بعضها مما يثبت تواتر الحديث -كما قال المرتضى الزبيدي (1) - حيث رواه من الصحابة سبعٌ وعشرون نفساً، وأوصلهم الكتاني إلى خمسة وأربعين صحابيًا (2)!
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية (3): وأحاديث المعراج، وصعوده إلى ما فوق السماوات، وفرض الربّ عليه الصلوات الخمس حينئذ، ورؤيته لما رآه من الآيات، والجنّة والنار، والملائكة والأنبياء في السماوات، والبيت المعمور، وسدرة المنتهى وغير ذلك مما هو معروف متواتر في الأحاديث، وهذا النوع لم يكن لغيره من الأنبياء مثله، يظهر به تحقيق قوله تعالى:
(1) لفظ اللآلئ: 224.
(2)
نظم المتناثر: 207 - 208.
(3)
الجواب الصحيح: 4: 165.