الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نكبة فلسطين
وتحت هذا العنوان قال الشاعر أحمد محرم رحمه الله (1):
في حمى الحق ومن حول (الحرم)
…
أمة تؤذى وشعب يُهتضم
(فزع القدس) وضجت مكة
…
(وبكت طيبة)(2) من فرط الألم
ومضى الظلم خلياً ناعماً
…
يسحب البردين من نار ودم
يأخذ الأرواح ما يعصمها
…
معقل الحق إِذا ما تعتصم
ويرى الناس إِذا أعجبه
…
أن يبيدوا كأقاطيع البهم
بعثته شهوة وحشية
…
تتلظى مثل أجواف الأطم
ما تبالي إِن مضت ويلاتها
…
ما أصابت من شعوب وأمم
(1) الحديقة: 2: 22 لمحب الدين الخطيب، وشعراء الدعوة الإِسلامية في العصر الحديث: 4: 79 - 86.
(2)
في الأصل (يثرب).
أهون الأشياء في شرعتها
…
أمة تمحى وشعب يلتهم
هي من روح الدهاقين الألى
…
نشروا النور وطاحوا بالظلم
أنقذوا العالم من أرزائه
…
وأذاقوه أفاويق النعم
وأزالوا ما حوت أرجاؤه
…
للأوالي من قبور ورمم
فإِذا الدنيا جمال يجتنى
…
وإِذا العيش سلام يغتنم
زينوها قصة ناعقة
…
زينت للناس مكروه الصمم
كشف التجريب عن سوآتها
…
ومضت عارية ما تحتشم
أفسدوا العالم مما عبثوا
…
بالدساتير القدامى والنظم
نقض الأرسان واستن العمى
…
فهو يمضى في جامحاً أو يرتطم
سلبوه العقل مما عربدوا
…
وسقوه من خيال ولمم
الحياة البغي والدين الهوى
…
والضعيف الخصم والسيف الحكم
زمن تصدق إِن سميته
…
زمن (الطاغوت) أو عصر الصنم
يا (فلسطين) اصطليها نكبة
…
هاجها للقوم عهد مضطرم
واشهديه في حماهم مأتماً
…
لو راعوا للفعف حقًّا لم يقم
واشربي كأسك مما عصروا
…
من زعاف حائل في كل فم
أذكري يومك في أفيائهم
…
ودعي الأمس فما يغني الندم
آية للبغي من أسمائها
…
حكمة الأقدار أو عدل القسم
اكشفيها غمة ليس لها
…
من كفاء غير كشاف الغمم
الجهاد الحر يقضي حقه
…
سؤدد العرب ويحميه (العلم)
لا تنامي للعوادي وادأبي
…
واذهبي طامحة في المزدحم
ليس بالدرك حقاً غافل
…
نام والأحداث يقظى لم تنم
في فؤادي جرحك الدامي وفي
…
كبدي ما فيك من حزن وهم
كم صريع لك في أشلائه
…
مصرع القربى وأشلاء الرحم
فجعوني فيه بابن صالح
…
وأخ حر السجايا وابن عم
(شهداء الحق) ماتوا دونه
…
وهو حي العزّ موفور الشمم
واشتروه بنفوس حرة
…
بذلوها من سخاء وكرم
نهض الملك على أمثالثها
…
واستتب الأمر فيه وانتظم
إِن رسا البنيان يوماً أو سما
…
فهي الأركان فيه والدعم
ذهبوا للشرق في مأتمهم
…
مرح الخالي وبشر المبتسم
سره أن هب من أبنائه
…
قضب الهند وآساد الأجم
وانتضى من بين جنبيه الأسى
…
ما انتضى العدوان من تلك الهمم
همم الأحرار تحمي وطناً
…
عربياً سليم خسفاً وظلم
باعه ذئب لذئب غيلة
…
فهو للذئبين نهب مقتسم
تنزع الأرزاق من أبنائه
…
وتسل الأرض من فرط النهم
يرهق القوم فإِن هم غضبوا
…
راحت الأرواح منهم تخترم
أخذتهم للأذى عاصفة
…
هاجها البغي فهبت من أَمم
وارتمت هوجاء ما يردعها
…
فاجع الثكل ولا عادي اليتم
عصفت ظمأى إلى آجالهم
…
فتَروّت من شباب وهرم
وأراها من تلظّي جوفها
…
تتداعى كالشواظ المحتدم
تتمنى من تباريح الصدى
…
لو يكون الدم كالبحر الخضم
(شعب إسرائيل) ما بال الألى
…
حفظوا العهد وبروا بالقسم؟
ذكروكم ونسوا ما عقدوا
…
لسواكم من عهود وذمم
اذكروا (بلفور) في (تلمودكم)
…
واغفروا اليوم لـ (عيسى) ما اجترم
واسألوا (موسى) أطابت نفسه
…
أم أبى ما كان منكم فنقم
ليس من مال عن الحق كمن
…
جعل الحق سبيلاً يلتزم
هدم (التيه) قديماً ملككم
…
فبنى (بلفور) منه ما انهدم
أبت الأرض فكنتم شعثاً
…
طائراً في كل واد ما يلم
فرهى أشتاتكم في وطن
…
راعه منكم بشعب ملتئم
نبئوا الغرقى وإِن لم يسمعوا
…
أهو (الطوفان) أم سيل العرم
(مصر) ناجي من (فسطين) الربى
…
وابعثي صوتك من أعلى (الهرم)
وإِذا أعوز همٌّ أو أسى
…
فاستمدّي الهمّ من هذا القلم
وخذي معنى الأسى عنه فما
…
لك من معناه إِلا ما نظم
نبئيها أننا من وجدها
…
نجد العلقم في العذب الشّبم
نشتكي الليل ويرمينا الأسى
…
إِن مضى الليل بصبح مدلهم
فكأنا منهما في ملتقى
…
نكبة تطغى وأخرى تستجم
أختك الولهى عناها شجوها
…
ودهى أبناءها الخطب الملم
فزعت تدعوك في محنتها
…
(مصر) جل الخطب هبي لا جرم
اذكريني أدركيني خففي
…
ألمي بوركت من أخت وأم
هد قومي باسم (موسى) ظالم
…
لو رأى في القوم (موسى) ما رحم
زعم (التوراة) من أنصاره
…
فهي تشكو خطبها مما زعم
هل رأى الألواح فاستهدى بما
…
جاء فيها من عظات وحكم؟؟
أم تلقّى الوحي أم كان امرأً
…
جهل الناس جميعًا وعلم؟؟
رب! هل قدرت ألَا ينجلي
…
ما أصاب الشرق من خطب عمم
عاث فيه القوم حتى ماله
…
حرمة ترعى وحق يحترم
اكشف البأساء وارحم أمما
…
تتلوى من ملال وسأم
عمل الناس فسادوا وعلوا
…
وهي فوضى من عبيد وخدم
تحمل الضيم ولولا أنها
…
تحسب الموت حياة لم تضم
ما لنا من هذه الدنيا سوى
…
غارة العادي وعسف المحتكم
ساءنا من شرها ما نجتوي
…
وعنانا من أذاها ما نذم
فسئمناها حياة مرة
…
ومللناه وجوداً (كألم)؟
رب! أنت العون إِن طاف بنا
…
طائف البغي وأنت المنتقم
من يجير القوم إِن صبحهم
…
خطب (عاد) و (ثمود) في القدم
لا يغرن قويا جنده
…
قوة صرعى وجند منهزم