الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن الذين يقولون هذا القول، وينسبون ما يصيبهم من الخير إلى الله، وما يصيبهم من الضرّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل فيهم وجوه:
الوجه الأول:
إنهم يتطيّرون بالنبي صلى الله عليه وسلم فيظنونه -حاشاه- شؤماً عليهم، يأتيهم السوء من قبله، فإن أجدبت السنة، ولم تنسل البهيمة، أو إذا أصيبوا في موقعة، تطيّروا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فأمّا حين يصيبهم الخير فينسبون هذا إلى الله!
الوجه الثاني:
إنهم يريدون عامدين تجريح قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، تخلّصاً من التكاليف التي يأمرهم بها .. وقد يكون تكليف القتال منها أو أخصها، فبدلاً من أن يقولوا: إنهم ضعاف يخشون مواجهة القتال، يتّخذون ذلك الطريق الملتوي الآخر! ويقولون: إن الخير يأتيهم من الله، وإن السوء لا يجيئهم إلا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أوامره، وهم يعنون بالخير أو السوء النفع أو الضرّ القريب الظاهر!
الوجه الثالث:
هو سوء التصوّر فعلاً لحقيقة ما يجري لهم وللناس في هذه الحياة، وعلاقته بمشيئة الله، وطبيعة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وحقيقة صلة الرسول بالله سبحانه وتعالى!
وهذا الوجه الثالث -إذا صحّ- ربما يكون قابلاً لأن يوسم به ذلك الفريق الذي كان سوء تصوّرهم لحقيقة الموت ولأجل يجعلهم يخشون الناس كخشية الله أو أشدّ خشية، ويقولون:{رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} !