الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العصر الذهبي لهم، والفترة الزاهية من تاريخهم، إذ اتسع فيها ملكهم، وعظم نفوذهم، وترادفت النعم والخيرات عليهم، ومع كل هذا لم يسلم (داود وسليمان) من افتراءات اليهود مما يطول فيه الحديث، فتلك هي طبيعة يهود!
عهد الانقسام وزوال الملك:
وبعد وفاة (سليمان عليه السلام تولى (رحبعام) فانتشرت في عهده الفتن -كما يقول المؤرخون- وكثرت المنازعات، واضطربت الأحوال فأدّى ذلك إلى انقسامها إلى قسمين:
مملكة يهوذا!
ومملكة إسرائيل!
أما مملكة يهوذا فكانت عاصمتها "أورشليم"، وملكها (رحبعام) وكانت تتكوّن من سبطي يهوذا وبنيامين، وقد تعاقب عليها واحد وعشرون ملكاً!
وكانت نهايتها على يد (بخت نصر) الذي غزاها سنة 588 ق. م فدمّرها تدميراً، وساق الأحياء من أهلها إلى "بابل"، ومكثوا في الأسر خمسين سنة، وما فعله (بخت نصر)(يسمّى خراب أورشليم الأول).
وأمّا مملكة "إسرائيل" فكانت عاصمتها (السامرة) -نابلس الآن- وقد تأسّست كأختها مملكة "يهوذا" سنة 975 ذ. م، وملكها (يربعام) أخو (رحبعام)، وكانت تتكوّن من بقية الأسباط العشرة، وقد تعاقب عليها تسعة عشر ملكاً، وكانت نهايتها على يد (سرجون) ملك آشور، الذي غزاها وانتصر عليها، وأجلى سكانها من اليهود إلى ما وراء الفرات، وكان ذلك سنة 721 ق. م.
وفي سنة 538 ق. م نشبت حرب بين (فورش) ملك الفرس، و (بخت نصر) ملك بابل، انتهت بانتصار ملك الفرس، فأصدر أمراً سنة 536 ق. م يأذن فيه لليهود بالعودة إلى أورشليم، ولكن أكثر اليهود كانوا قد ألفوا الحياة البابليّة، وامتدّت بها أعراقهم، ومن ثم فقد تردّدوا في العودة إليها، ولم يقبل العودة إلا عدد قليل منهم، أكثرهم من سبطي يهوذا وبنيامين، وقد أعاد هؤلاء العائدون بناء الهيكل بتصريح من (قورش) سنة 415 ق. م تقريباً!
ومن ذلك التاريخ أصبحت كلمة (اليهود) تعني من اعتنق اليهوديّة، ولو لم يكن من بني إسرائيل، وهذا هو الفرق بين اليهودي والإسرائيلي!
وظلّ اليهود بعد ذلك يتولّى أمرهم كهنة منهم تحت رقابة حكام من الفرس، وكانت المناوشات بينهم لا تنقطع، إلى أن زال حكم الفرس عنهم سنة 322 ق. م!
وفي سنة 323 ق. م التي مات فيها الإسكندر المقدوني، قسمت مملكته بين قوّاده، فكانت أورشليم من نصيب بطليموس ملك مصر، فحكمها بالعنف والشدة، رغم مقاومة اليهود له، وقد اضطرّ أمام ثوراتهم المتكرّرة إلى هدم جزء كبير منها، وقتل الكثيرين من سكانها، وإرسال مائة ألف إلى مصر سنة 320 ق. م!
وقد تعاقب البطالسة على حكم أورشليم فترة طويلة، بعضهم عامل اليهود فيها بالقسوة والشدة، وبعضهم عاملهم باللين والعطف، حتى استولى السلوقيّون عليها من البطالسة 198 ق. م!
وقد أوقع السلوقيّون باليهود أشدّ الضربات وأقساها، فعندما احتل
(أنطوخيوس) السلوقي أوشليم هدم أسوارها، ونهب ما فيها من أموال، وقتل من اليهود ثمانين ألفًا وأذلّ كهنتهم إذلالًا شديداً!!
وفي سنة 168 ق. م قام اليهود بقيادة الكاهن (ماتياس) بثورة ضد السلوقيّين لم تنجح، ومات بعدها بعام واحد، فتولى ابنه الكاهن (مكابياس) قيادة الثائرين اليهود من جديد، وإلى هذا الكاهن تنسب أسرة المكابيين، وهم فريق من كهان اليهود اتصفوا بالحنكة وسعة الحيلة، وكانوا أقرب إلى القادة العسكريين منهم إلى رجال الدين، وقد استطاعوا أن يستقلّوا بحكم أورشليم لفترة من الزمان!
وفي سنة 63 ق. م بلغ الخلاف أشدّه بين المكابيّين، وضعف مركزهم، فانتهزت الدولة الرومانيّة هذه الفرصة، وانقضت على أورشليم فاحتلتها بقيادة (بمبيوس) الروماني!
ومنذ ذلك التاريخ خضعت أورشليم لحكم الرومان، إلى أن استولى عليها الفرس سنة 614 م ثم عادت إلى الرّومان!
ولنا حديث خاص عن فتح المسلمين لها سنة 15 هـ 636 م في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقيت بعد ذلك إسلاميّة، حتى اقتطع اليهود جزءاً كبيراً منها أقاموا عليه دولتهم سنة 1367 هـ 1948 م
…
ومن ثمَّ نتحدّث عن معالم النصر على اليهود في العصر الحاضر!
ولعلنا بهذا نكون قد ألقينا الضوء على تاريخ اليهود الإجمالي في فلسطين .. وقد تبيّن بجلاء ووضوح أهم ما تعرّض له اليهود!