الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولمذهبهم النصراني- عندما تنصّروا- وكما احتكرها الصليبيون الكاثوليك- إبان الاحتلال الصليبي .. وكما يحتكرها اليهود ويهوّدونها هذه الأيام!
وكما شأن العقيدة الإِسلاميّة التي تفرّدت وتميّزت وامتازت بالاعتراف بالآخرين .. وبحماية مقدّساتهم!
خطبة الفاروق رضي الله عنه
-:
وحسبنا أن نذكر خطبة الفاروق عمر رضي الله عنه، في المجموع المحتشدة بإيلياء
فقال:
"يا أهل اللياء، لكم ما لنا وعليكم ما علينا".
ثم دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد (كنيسة القيامة) فلبّى دعوته، وأدركته الصلاة، وهو فيها، فالتفت إلى البطريرك وقال له:(أين أصلِّي؟) فقال: مكانك صلّ، فقال: ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة، فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون: هنا صلى عمر، ويبنون عليه مسجداً!!)
وابتعد عنها رمية حجر، وفرش عباءته، وصلى، وجاء المسلمون من بعده، وبنوا على مصلاه مسجداً، وهو قائم على رمية حجر من كنيسة القيامة إلى يومنا هذا!
العهدة العمرية:
وأعطى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه هؤلاء الروم وثيقة أمان، عرفت بالعهدة العمريّة، وهي لم تزل محفوظة في بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس الشريف، وهذا نصّها:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان:
أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم: سقيمها وبريئها وسائر ملّتها، إنه لا تسكن كنائسهم، ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من خيرها، ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولايضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود!
وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية، كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية!
ومن أحبّ من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم، وعلى بيعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، فمن شاء منهم قعد، وعليهم مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الرّوم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتّى يحصدوا حصادهم!
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمّة رسوله، وذمّة الخلفاء، وذمّة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية!
شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان)! (1)
ونلاحظ النص على منع اليهود من السكن في إيلياء، بناء على طلب
(1) انظر كتابنا: الرسول واليهود وجهاً لوجه: 4: 1717 وخطر اليهودية: 130 - 131.