الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بقلبه، وفيما أوردته من ذلك مقنع، وممن أثبت الرؤيا لنبيّنا صلى الله عليه وسلم الإمام أحمد، فروى الخلال في (كتاب السنة) عن المروزي، قلت لأحمد: إنهم يقولون: إن عائشة قالت: من زعم أن محمدًا رأى ربّه فقد أعظم على الله الفرية، فبأيّ شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربِّي"، قول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها (1).
الشبهة التاسعة وردّها:
وقد جاء في رواية شريك: (فعلا به الجبّار فقال: وهو مكانه: يا ربّ! خفّف عنّا).
قال الخطابي: (2) وفي هذا الحديث لفظة أخرى تفرّد بها شريك أيضًا، لم يذكرها غيره، وهي قوله:(فعلا به -يعني جبريل- إلى الجبّار تعالى، فقال وهو مكانه: يا ربّ! خفّف عنا).
قال: والمكان لا يضاف إلى الله تعالى!
إنما هو مكان النبي صلى الله عليه وسلم في مقامه الأوّل الذي قام به قبل هبوطه!
قال ابن حجر: وهذا الأخير متعيّن، وليس في السياق تصريح بإضافة المكان إلى الله تعالى!
قلت: واضح أن القائل هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الضمير المذكور (هو)
(1) أحمد: 1: 285 عن ابن عباس بلفظ: "رأيت ربّي تبارك وتعالى"، ورجاله رجال الصحيح، وانظر: مجمع الزوائد: 1: 78، وأحمد: 4: 350 وما بعدها (2580).
(2)
فتح الباري: 13: 484.