الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث:
ويروي الشيخان وغيرهما عند قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم:
"بينا أنا عند البيت، بين النائم واليقظان -وذكر-يعني رجلاً بين الرجلين- فأُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ ملآن حكمةً وإِيماناً، فشقَّ من النحر إِلى مراقّ (1) البطن، ثم غُسل البطن بماء زمزم، ثم ملئ حكمةً وإِيماناً.
وأُتِيتُ بدابّة أبيض، دون البغل وفوق الحمار: البراق، فانطلقت مع جبريل، حتى أتينا السماء الدّنيا، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد أُرسل إِليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على آدم، فسلّمت عليه، فقال؛ مرحباً بك من ابن ونبيّ!
فأتينا السماء الثانية، قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمَّد صلى الله عليه وسلم، قيل: أُرسل إِليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على عيسى ويحيى، فقالا: مرحباً بك من أخٍ ونبيّ!
فأتينا السماء الثالثة، قيل مَن هذا؟ قيل: جبريل، قيل: من معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد أرسل إِليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به
(1) مارق منه ولان، ولا واحد له من لفظه: الصحاح (رقق).
ولنعم المجيء جاء، فأتيت على يوسف، فسلّمت، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبيّ!
فأتينا السماء الرابعة، قيل: مَن هذا؟ قيل: جبريل؟ قيل: من معك؟ قيل: محمَّد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أُرسل إِليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إِدريس، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبيّ!
فأتينا السماء الخامسة، قيل: مَن هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أُرسل إِليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على هارون فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبيّ!
فأتينا على السماء السادسة، قيل: مَن هذا؟ قيل: جبريل، قيل: مَن معك؟ قيل: محمَّد صلى الله عليه وسلم، قِيل: وقد أُرسل إِليه؟ مرحباً به، نعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بك من أخٍ ونبيّ، فلمَّا جاوزت بكى، قيل: ما أبكاك؟ قال: يا ربّ! هذا الغلام الذي بُعث بعدي، يدخل الجنّة من أمّته أفضل مما يدخل من أمّتي!
فأتينا السماء السابعة، قيل: مَن هذا؟ قيل: جبريل، قيل: مَن معك؟ قيل: محمَّد، قيل: وقد أُرسل إِليه؟ مرحباً به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إِبراهيم، فسلّمت عليه، فقال: مرحباً بك من ابن ونبيّ!
فَرُفِع لي البيت العمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور، يصلّي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إِذا خرجوا لم يعودوا إِليه آخر ما عليهم!
ورُفعَت لي سدرة المنتهى، فإِذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيلة، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما الباطنان ففي الجنّة، وأمّا الظاهران النيل والفرات!
ثم فُرضتْ عليّ خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: فُرضتْ عليَّ خمسون صلاة، قال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إِسرائيل أشدّ المعالجة، وإِن أمّتك لا تُطيق، فارجع إِلى ربّك فَسَلْه، فجعلها أربعين، ثم مثله، ثم ثلاثين، ثم مثله، فجعل عشرين، ثم مثله، فجعل عشراً.
فأتيت موسى، فقال: مثله، فجعلها خمساً، فأتيتُ موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها خمساً، فقال مثله، قلت: فسلّمت، فنُودي: إِنّي قد أمضيت فريضتي، وخفّفت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشراً". (1)
(1) البخاري: 59 - بدء الخلق (3207)، وانظر (3393، 3430، 3887)، ومسلم (164)، وأحمد: 4: 208، والفتح الرباني: 20: 244، والنسائي: 1: 217 - 221، والكبرى (313)، والبيهقي: الدلائل: 2: 377، وابن منده: الإيمان (715)، وأبو عوانة: 1: 120 - 124، والطبراني: 19 (599)، والترمذي مختصراً (3346).