الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء:
يروي أحمد وغيره بسند حسن عن زرّبن حبيش، عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أُتِيتُ بالبراق، وهو دابّة أبيض طويل، يضع حافره عند منتهى طرفه، فلم نُزايل (1) ظهره أنا وجبريل، حتى أتيت بيت المقدس، ففُتحت لنا أبواب السماء، ورأيت الجنّة والنار"!
قال حذيفة بن اليمان: ولم يُصَلِّ في بيت المقدس، قال زرّ: فقلت له: بلى، قد صلى صلى الله عليه وسلم قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع؟ فإِنّي أعرف وجهك، ولا أدْرِي ما اسمك؟ فقلت: أنا زِرّ بن حُبَيش، قال: وما يدريك أنه قد صلّى؟ قال: فقلت يقول الله:
فقال: فهل تجده صلّى؟ لو صلّى لصلّيتم فيه كما تصلّون في المسجد الحرام!
قال زرّ: وربط الدابّة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء!
فقال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب منه، وقد أتاه الله بها! (2)
(1) أي نفارق.
(2)
أحمد: 5: 387، 390، 392، 394 وفيه عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، والطيالسي (411)، والحميدي (448)، وابن أبي شيبة: 11: 460، 461، =
وفي رواية لأحمد عنه عن حذيفة صلى الله عليه وسلم، وهو يحدّث عن ليلة أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم .. إلى أن قال: دخله صلى الله عليه وسلم ليلتئذ وصلَّى فيه
…
الحديث. (1)
قال ابن كثير: وهذا الذي قاله حذيفة نفي، وما أثبته غيره من الصلاة وربط الدابّة مقدّم عليه! (2)
وحذيفة رضي الله تعالى عنه يحكي ما بلغه، وقد ثبت عند غيره من الصحابة رضي الله عنهم -كما سبق- في حديث مسلم وأحمد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بيت المقدس، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. (3)
وجاء في رواية لأحمد بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ليلة أُسرِي بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم، ودخل الجنّة، فسمع في جانبها ونجساً (4)، قال:"يا جبريل ما هذا؟ " قال: هذا بلال المؤذّن، فقال نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم حين جاء إِلى الناس:"قد أفلح بلال، رأيت له كذا وكذا! ".
= 14: 306، والطبري: التفسير: 15: 15، والطحاوي: شرح المشكل (5014)، والحاكم: 2: 359، والبيهقي: الدلائل: 2: 364، والترمذي (3147)، وصحيح الترمذي (2515)، وابن حبان (45)، وأبو داود الطيالسي: منحة المعبود: 2: 91 (2331)(1) الفتح الرباني: 20: 253 - 254.
(2)
الآية الكبرى: 100.
(3)
انظر: الفتح الرباني: 20: 254.
(4)
أي صوتاً خفيًّا.
قال: فلقيه موسى صلى الله عليه وسلم فرحّب به، وقال: مرحباً بالنبيّ الأمّي، فقال:"وهو رجل آدمٌ طويلٌ، سَبطٌ شعرُه مع أُذُنَيه أو فوقهما" فقال: "مَنْ هذا يا جبريل؟ " قال: هذا موسى عليه السلام!
قال: فمضى فلقيه عيسى، فرحّب به، وقال:"مَنْ هذا يا جبريل؟ " قال: "هذا عيسى" قال: فمضى فلقيه شيخٌ جليلٌ مهيبٌ، فرحّب به، وسلّم عليه، وكلهم يُسَلِّم عليه، قال:"مَن هذا يا جبريل؟ " قال: هذا أبوك إِبراهيم!
قال: فنظر في النار، فإِذا قوم يأكلون الجِيَف، قال:"مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ " قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس" (1)، ورأى رَجُلاً أحمر أزرق جعداً (2) شَقِيًّا إِذا رأيته قال: "منْ هذا يا جبريل؟ " قال: هذا عاقر الناقة!
قال: فلمّا دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يُصلِّي، ثم التفت فإِذا النبيّون أجمعون يُصلّون معه، فلما انصرف جيء بِقَدَحَينِ، أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال، في أحدهما لَبَن، وفي الآخر عَسَلٌ، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبْتَ الفطرة! (3)
وجاء ذلك صريحاً في رواية مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً -كما سيأتي:
(1) أي الذين يغتابون الناس، قال تعالى:{وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} (الحجرات: 12)!
(2)
الظاهر: أزرق العينين (جعداً) قال في النهاية: الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، والمراد: الثاني.
(3)
السابق: 254 - 255، وانظر: أحمد (2324) تحقيق أحمد شاكر، وأورده ابن كثير.