الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القمر، إيقاعاً يهزّ القلب البشريّ هزًّا، وهو يتوقّع الساعة التي اقتربت، ويتأمّل الآية التي وقعت، ويتصوّر أحداث الساعة في ظل هذا الحدث الكونيّ الذي رآه المخاطبون بهذا الإيقاع المثير!
ومع اقتراب الموعد المرهوب، ووقوع الحادث الكونيّ المثير، وقيام الآيات التي يرونها في صور شتّى .. فإن تلك القلوب كانت تلج في العناد، وتصرّ على الضلال، ولا تتأثّر بالوعيد كما لا تتأثّر بإيقاع الآيات الكثيرة الكافية للعظة والكفّ عن التكذيب! (1)
نبع الماء من بين أصابع النبيّ صلى الله عليه وسلم
-:
ويطالعنا نبع الماء من بين أصابع النبيّ صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان وغيرهما عن سالم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:
قد رأيتني مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد حضرت العصر. وليس معنا ماءٌ غير فضلة، فجعل في إناء، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم به، فأدخل يده فيه، وفرّج أصابعه، ثم قال:"حيَّ على أهل الوضوء، البركة من الله" فلقد رأيت الماء يتفجّر من بين أصابعه، فتوضّأ الناس وشربوا، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه، فعلمت أنه بركة.
قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألف وأربعمائة! (2)
(1) انظر: السابق 3428 وما بعدها.
(2)
البخاري: 74 - الأشربة (5639)، ومسلم (1856)، وابن حبان (6538)، والبيهقي: الدلائل: 4: 117.
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحانت صلا العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضّؤوا منه. قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، حتّى توضّؤوا عن آخرهم. (1)
وفي رواية عن عبد الله رضي الله عنه قال:
كنا نعدّ الآيات بركةً، وأنتم تعدّونها تخويفاً، كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فَقَلَّ الماء، فقال: اطلبوا فضلةً من ماء، فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخَل يده في الإناء، ثم قال:"حَيَّ على الطهور المبارك، والبركة من الله" فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. (2)
(1) البخاري: 4 - الوضوء (169)، وانظر (195، 200، 3572، 3573، 3574، 3575)، ومالك: 1: 32، ومسلم (2279)، والشافعي: 2: 186، وأحمد: 3: 132، والترمذي (3631)، والنسائي: 1: 60، والفريابي: الدلائل (19، 20)، وابن حبان (6539).
(2)
البخاري: 61 - المناقب (3579)، وأبو يعلى (5372)، وأحمد: 1: 460، والدارمي: 1: 14 - 15، والترمذي (3633)، وابن خزيمة (204)، وأبو الشيخ: العظمة (1212، 1213)، واللالكائي: أصول الاعتقاد (1479)، والبيهقي: الدلائل: 4: 129، 6: 62، والبغوي: شرح السنة (3713)، والتفسير: 4: 162، وابن أبي شيبة: 11: 474، والطحاوي: شرح مشكل الآثار: 4: 332، وأبو نعيم: الدلائل: 2: 521.