الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نبوءة النصر:
- وهنا تتحقَّق فيهم نبوءة النصر فيما يرويه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة، حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله"! (1)
وفي رواية عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تقاتلكم اليهود، فتسلّطون عليهم، حتى يقول الحجر يا مسلم! هذا يهوديّ ورائي فاقتله"(2)
وقال الشنقيطي (3): لا وجه لتقييد شروح البخاري هذا النصر للمسلمين على اليهود، بكونه في زمان قتال اليهود -مع الدجال- للمسلمين، ومعهم عيسى بعد نزوله عليه السلام؛ إذ لا مانع من وقوع ذلك النصر مرّتين، فينصرون عليهم قبل نزول عيسى عليه السلام، ويستمرّ ذلك النصر عليهم إلى نزول عيسى:"حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله"!
(1) البخاري: 56 - الجهاد (2926)، ومسلم (2922)، وأحمد: 2: 53، والطبراني: مسند الشاميّين: 4: 227 (3236).
(2)
البخاري: 61 - المناقب (3593)، وانظر (2925)، ومسلم (2921)، وعبد الرزاق (20837)، وأ حمد: 2: 121 - 122، 131، 135، 149، والترمذي (2236)، وأبو يعلى (5523)، والبغوي (4246)، والطبراني: الأوسط (9161)، والآجري: الشريعة 381، والبيهقي: 9: 175، وابن حبان (6806).
(3)
زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم: 5: 244 بتصرف.
والتعبير بـ (حتى) في الحديث يدلّ على أن النصر لا يزال من حين قتالنا لليهود، حتى يقول الحجر ذلك القول، سواء كان قبل عيسى عليه السلام أو في زمنه، والعقل قابل لكل ذلك، والإيمان بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب، وهو في حديث الصحيحين هذا لم يقيّد بما بعد نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وحينئذ فهو شامل لما قبل نزوله وما بعده، حيث أراد الله ذلك إن شاء!
وذكر لفظ مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (1):"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إِلا الغرقد، فإِنه من شجر اليهود"!
وفي هذا ظهور الآيات قبل قرب قيام الساعة، من كلام الجماد من شجر وحجر، وظاهره أن ذلك ينطق حقيقة، ولا مانع، ويحتمل المجاز بأن يكون المراد أنهم لا يفيدهم الاختبار وراء الشجر والحجر، والحمل على الحقيقة أولى! (2)
قال ابن حجر: وفيه أن الإِسلام يبقى إلى يوم القيامة! (3) ومن أراد المزيد فليرجع إلى معالم النصر على اليهود في العصر الحاضر من كتاب (الرسول صلى الله عليه وسلم واليهود وجهاً لوجه: دراسة تحليليّة عبر التاريخ في ضوء الكتاب والسنة فهي ضرورية لكل مسلم. (4)
(1) مسلم: 52 - الفتن (2922).
(2)
زاد المسلم: 5: 245 بتصرف.
(3)
فتح الباري: 6: 61.
(4)
انظر: 4: 1659 وما بعدها.