الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: إصلاح ذات البين ". وهو شاهد قوي مخرج
في " تخريج الحلال "(408) وانظر الرقم المتقدم (1448) وبه ينجو الحديث
من الضعف الظاهر من إسناده الذي حملني قديما على إيراده في " ضعيف الجامع "
برقم (1110) ، ثم نبهنا الحافظ المنذري إلى أنه حسن لغيره جزاه الله خيرا،
فلينقل منه إلى " صحيح الجامع "، وقد فعلت، والله تعالى ولي التوفيق.
2640
- " إن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض
، فدل على رجل (وفي رواية راهب) ، فأتاه، فقال: إني قتلت تسعة وتسعين
نفسا، فهل لي من توبة؟؟ قال: بعد قتل تسعة وتسعين نفسا؟! قال: فانتضى
سيفه فقتله به، فأكمل به مائة، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض؟
فدل على رجل [عالم]، فأتاه فقال: إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال
: ومن يحول بينك وبين التوبة؟! اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى
القرية الصالحة قرية كذا وكذا، [فإن بها أناسا يعبدون الله] ، فاعبد ربك [
معهم] فيها، [ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء]، قال: فخرج إلى القرية
الصالحة، فعرض له أجله في [بعض] الطريق، [فناء بصدره نحوها]، قال:
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، قال: فقال إبليس: أنا أولى به،
إنه لم يعصني ساعة قط! قال: فقالت ملائكة الرحمة: إنه خرج تائبا [مقبلا
بقلبه
إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط]- فبعث الله عز
وجل ملكا [في صورة آدمي] فاختصموا إليه - قال: فقال: انظروا أي القريتين
كان أقرب إليه فألحقوه بأهلها، [فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى إلى
هذه أن تباعدي] ، [فقاسوه، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد [بشبر] ،
فقبضته ملائكة الرحمة] [فغفر له] . قال الحسن: لما عرف الموت احتفز بنفسه (
وفي رواية: ناء بصدره) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة، وباعد منه
القرية الخبيثة، فألحقوه بأهل القرية الصالحة ".
أخرجه أحمد (3 / 20 و 72) من طريق همام بن يحيى: حدثنا قتادة عن أبي الصديق
الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: لا أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى
الله عليه وسلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي، فذكره بتمامه إلا الجملة التي بين
الشرطتين - فقد قال همام: فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن
أبي رافع - فذكرها - ثم رجع إلى حديث قتادة قال: فقال: انظروا
…
قلت:
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري (6 / 373 - فتح) ومسلم
(8 / 104) والبيهقي في " شعب الإيمان "(2 / 352 / 1) من حديث ابن أبي عدي
عن شعبة عن قتادة به مختصرا، وفيه زيادة: " فأوحى الله
…
"، وزيادة: "
فناء بصدره نحوها ". وأخرجه مسلم، والبيهقي أيضا (2 / 352 / 1) من طريق
معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة
…
به أتم منه، وفيه سائر الزيادات، إلا
زيادة " بشبر "، فهي عنده من طريق العنبري عن شعبة، ومن طريق ابن أبي عدي
عنه. وقد يستغرب ذكر إبليس في هذه القصة، ولكن لا غرابة في ذلك بعد ثبوت
إسنادها، لاسيما وقد جاء ذكره فيها من حديث عبد الله بن مسعود موقوفا، لكن
وقع فيه أنه هو الذي اختصم مع ملك الرحمة، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر برقم
(5254)
ثم إن زيادة الإيحاء إلى الأرض يبدو أنها مدرجة لقول قتادة عن الحسن
في آخر الحديث: لما عرف الموت
…
إلخ، فانظر " الفتح " و " التعليق الرغيب "
. وقد جاء الحديث عن جمع آخر من " الصحابة " مطولا ومختصرا، خرجها الهيثمي (
10 / 211 - 213) منها عن معاوية بن أبي سفيان، وفي حديثه أن العالم قال: "
لئن قلت لك: إن الله عز وجل لا يتوب على من تاب لقد كذبت ". وفيه في آخره:
" فغفر الله له ". أخرجه أبو يعلى (4 / 1775 - 1776) والطبراني (19 / 369
/ 367) و " مسند الشاميين "(1 / 349) من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال: حدثني [عبيدة] بن أبي المهاجر - أو أبو عبد رب، الوليد شك - قال
سمعت معاوية بن أبي سفيان
…
فذكره. قلت: رجاله ثقات، لكن عبيدة بن أبي
المهاجر لم يوثقه غير ابن حبان، ولا يعرف إلا بهذه الرواية - وأما (أبو عبد
رب) فهو الدمشقي الزاهد، وهو صدوق كما قال الذهبي، وانظر " تيسير الانتفاع
" - والشك المذكور إنما هو في رواية أبي ليلى، دون الطبراني، ولعل الراجح
أنه من حديث (أبي عبد رب) ، فإنه المحفوظ عن الوليد بن مسلم في حديثين آخرين
تقدم أحدهما برقم (1734) وقد رواهما عنه ابن ماجه وابن حبان من طريق الوليد
به. وساقهما أحمد (4 / 94) سياقا واحدا من طريق عبد الله بن المبارك:
أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد به. فالسند جيد كما قال المنذري (4 / 78) .
ومنها عن عبد الله بن عمرو، وفيه تسمية القرية الأولى " نصرة "، والأخرى