الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2788
- " * (وما كان لنبي أن يغل) * قال: ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه ".
أخرجه البزار في " مسنده "(2197 - كشف الأستار) : حدثنا محمد بن عبد الرحيم
حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا هارون القارىء عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن
ابن عباس.. فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال البخاري
غير عبد الوهاب بن عطاء، فهو من رجال مسلم. وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد
" (6 / 328) : " رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ". قلت: وتابعه خصيف بن
عبد الرحمن الحراني عن عكرمة به، ولفظه: " نزلت هذه الآية يوم بدر: * (وما
كان لنبي أن يغل) *، في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: لعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخذها! فأنزل الله عز وجل: * (وما كان لنبي أن يغل
) * " أخرجه الطبري في " التفسير " (4 / 102) والبزار (2198) والطبراني في
" المعجم الكبير "(11 / 364 / 12028 و 12029) من طرق عن خصيف به. وأخرجه
أبو داود (3971) والترمذي (3012) والطبري من طريق عبد الواحد ابن زياد:
حدثنا خصيف قال: حدثنا مقسم قال: حدثني ابن عباس به. وقال الترمذي: " حديث
حسن غريب ".
كذا قال! وخصيف فيه ضعف من قبل حفظه، قال الحافظ في " التقريب
": " صدوق، سيىء الحفظ، خلط بآخره ". قلت: وروايته لهذا الحديث مما يؤكد
ذلك، فإنه اضطرب في روايته، فمرة قال:" عن مقسم "، وأخرى:" عن عكرمة "
كما تقدم. وقال زهير: حدثنا خصيف عن سعيد بن جبير وعكرمة في قوله تعالى:
* (وما كان لنبي أن يغل) * قالا: (يغل) قال: قال عكرمة أو غيره عن ابن
عباس: فذكر نحوه. أخرجه الطبري. وتابعه حميد الأعرج عن سعيد بن جبير قال:
فذكره مختصرا. أخرجه الطبري أيضا من طريق قزعة بن سويد الباهلي عنه. وحميد
وقزعة كلاهما ضعيف. وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس يتقوى الحديث بها، أخرجه
الطبراني في " الكبير "(11174) و " الأوسط "(5446 - بترقيمي) و " الصغير
" (رقم 441 - الروض النضير) ومن طريقه الخطيب في " تاريخ بغداد " (1 / 372
) قال: نبأنا محمد بن أحمد بن يزيد النرسي البغدادي قال: نبأنا أبو عمر حفص
بن عمر الدوري المقرىء عن أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن
ابن عباس: أنه كان ينكر على من يقرأ: * (وما كان لنبي أن يغل) *، ويقول:
كيف لا يكون له أن يغل وقد كان له أن يقتل؟! قال الله تعالى: * (ويقتلون
الأنبياء بغير حق) *، ولكن المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء
من الغنيمة، فأنزل الله: * (وما كان لنبي أن يغل) *.
وقال الطبراني: " لم
يروه عن أبي عمرو إلا اليزيدي، تفرد به أبو عمر الدوري ". قلت: وهو ثقة من
شيوخ أبي زرعة وغيره. وقال الحافظ في " التقريب ": " لا بأس به ". وشيخه
أبو محمد اليزيدي اسمه يحيى بن المبارك له ترجمة في " تاريخ بغداد " (14 / 147
) ووثقه، وبقية رجاله ثقات معروفون تكلمت عليهم في " الروض النضير "(441)
غير النرسي هذا، فإني لم أجد له ترجمة تدل على حاله، وقد أورده الخطيب في "
التاريخ " لهذا الحديث ولم يزد، الأمر الذي يشعر أنه من شيوخ الطبراني
المجهولين، وهو قليل الحديث، فإن الطبراني لم يورد له في " المعجم الأوسط "
إلا ثلاثة أحاديث، هذا أحدها، لكن يبدو من كلام الطبراني المتقدم أنه لم
يتفرد به، وهو قوله:" تفرد به أبو عمر الدوري ". وعلى هذا فالإسناد جيد،
ويزداد قوة بما قبله من الطرق، وبخاصة الطريق الأولى، فإنها صحيحة لذاتها
كما تقدم. وإن كان متنها مختصرا، فهو في الطرق الأخرى أتم وأبين. (تنبيه
) : قوله في الآية: * (يغل) * بفتح أوله وضم ثانيه، وقيده الشيخ الأعظمي في
" الكشف " بضم أوله وفتح ثانيه، وبه قرأ بعضهم، لكن الصواب الأول كما بينه
الإمام ابن جرير الطبري في " تفسيره "، فليراجعه من شاء.