الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم وجدت لبعضه شاهدا آخر من طريق عبد الله بن جبير بن نفير أن
أبا الدرداء كان يقول: " إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون، ويساؤون ".
أخرجه نعيم بن حماد في " زوائد الزهد "(42 / 165) : أنبأنا صفوان بن عمرو
قال: حدثني عبد الله بن جبير بن نفير أن أبا الدرداء كان يقول: فذكره. قلت:
وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قول صفوان: حدثني عبد الله بن جبير بن نفير مشكل
، لأنني لم أجد في الرواة " عبد الله بن جبير بن نفير " لكني وجدت في شيوخ
صفوان: " جبير بن نفير "، ووجدت في ترجمة هذا أنه يكنى بأبي عبد الرحمن،
وقيل: أبو عبد الله، فغلب على ظني أن في الإسناد خطأ، وأن الصواب: " أبو
عبد الله: جبير بن نفير ". على أنه يحتمل أن يكون الصواب عبد الرحمن بن جبير
بن نفير، لأنهم ذكروا لصفوان رواية عن عبد الرحمن هذا أيضا، فقد روى صفوان عن
الوالد والولد، فعلى الأول الإسناد متصل، لأن جبيرا تابعي مخضرم، وأما
ابنه عبد الرحمن فتابعي صغير، فلم يذكروا له رواية إلا عن أبيه وفراس بن مالك
، وجمع من التابعين. والله أعلم.
2759
- " كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول: اللهم رب السماوات السبع وما
أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت، ورب الشياطين
وما أضلت، إني أسألك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(2 / 14 / 2 / 7667) : حدثنا محمد بن
عبد الله ابن رستة أخبرنا إبراهيم بن المستمر العروقي حدثنا يعقوب بن محمد
الزهري حدثني إسحاق بن جعفر حدثني محمد بن عبد الله الكناني عن عامر بن عبد
الله بن الزبير عن أبي لبابة بن عبد المنذر: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان.. إلخ. وقال: " لا يروى عن أبي لبابة إلا بهذا الإسناد، تفرد به
إبراهيم بن المستمر العروقي ". قلت: وهو صدوق، وكذا من فوقه مثله أو أوثق
منه، غير يعقوب بن محمد الزهري، فهو كثير الوهم كما في " التقريب "،
والكناني لم يوثقه غير ابن حبان، أورده في " ثقات أتباع التابعين " ولم يذكر
له راويا غير إسحاق بن جعفر هذا، وكذلك لم يذكر له غيره البخاري في " التاريخ
الكبير " (1 / 2 / 127) وابن أبي حاتم (3 / 2 / 309) وقال عن أبيه: " لا
أعرفه ". ومع هذا كله قال الهيثمي (10 / 134) بعدما عزاه للطبراني في "
الأوسط ": " وإسناده حسن "! نعم، إن كان يريد أنه حسن لغيره فهو مقبول،
لأن له شاهدا من حديث صهيب رضي الله عنه، صححه ابن خزيمة (2565) وابن حبان
والحاكم والذهبي، وفيه نظر بينته في التعليق على " الكلم الطيب " (رقم
التعليق 131) ولذلك كنت حسنته في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة "(4 / 150)
. ثم وجدت له شاهدا من حديث قتادة قال: " كان ابن مسعود إذا أراد أن يدخل قرية
قال:.. " فذكره موقوفا.
أخرجه عبد الرزاق (11 / 456 / 20995) ومن طريقه
الطبراني في " المعجم الكبير "(9 / 195 / 8867) بسند رجاله ثقات لكنه منقطع
. ثم وجدت لحديث صهيب طريقا أخرى، فقال الطحاوي في " مشكل الآثار " (3 / 215
) : حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن نصر قال: حدثنا أيوب بن سليمان
بن بلال عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه كان يسمع عمر بن الخطاب وهو يؤم
الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار أبي جهم. قال: وقال كعب
الأحبار: والذي فلق البحر لموسى إن صهيبا حدثني: إن محمدا رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين رآها: " اللهم رب السماوات
السبع وما أظللن.. " إلخ الدعاء، وزاد: " وحلف كعب بالذي فلق البحر لموسى
أنها كانت دعوات داود حين يرى العدو ". قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات
رجال البخاري غير محمد بن نصر وهو الفراء النيسابوري وهو ثقة. وأحمد بن
شعيب هو الإمام النسائي صاحب " السنن " الصغرى المعروفة بـ " المجتبى "، وهي
المطبوعة، و " السنن الكبرى "، ولما تطبع بعد، وإنما طبع منها كتاب
الطهارة بهمة الشيخ عبد الصمد شرف الدين جزاه الله خيرا (1) . وقد رواه
النسائي في " كتاب السير " منها بهذا الإسناد، كما في تحفة الأشراف " للحافظ
المزي (4 / 201) وكذلك رواه النسائي في " عمل اليوم والليلة "(رقم 343)
. وأبو سهيل اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، وهو وأبوه من رجال
الشيخين.
(1) ثم طبع بكامله، والحمد لله. اهـ.
وأبو بكر بن أبي أوس اسمه عبد الحميد بن عبد الله الأصبحي، وهو
أيضا من رجال الشيخين. هذا، ولما كنت حققت كتاب " الكلم الطيب " لشيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأنا في المدينة المنورة، وجدته عزا حديث صهيب
هذا للنسائي وغيره، ولما لم يكن عنده في " السنن الصغرى " المطبوعة، استعنت
لمعرفة حال إسناده بـ " تخريج الأذكار " لابن علان، ومن المعلوم أن جل
تخريجاته إنما هي نقل منه عن " نتائج الأفكار في تخريج الأذكار " للحافظ ابن
حجر العسقلاني، فرأيته نقل عنه بحثا طويلا في تخريج الحديث عزاه للنسائي
وغيره، فعلقت خلاصته على " الكلم الطيب "، وهي أن مدار الحديث عندهم على أبي
مروان وهو غير معروف، وأشرت إلى استغرابي لقول الحافظ فيه:" حديث حسن "
لأنه لا يلتقي مع جهالة أبي مروان. ومن طريقه رواه ابن قانع في ترجمة صهيب من
" المعجم ". أما الآن، فقد تبين أنه كان مقصرا في تحسينه فقط إياه وادعائه
أن مداره على أبي مروان، فقد تابعه - كما رأيت - مالك بن أبي عامر الأصبحي
الثقة، وبالإسناد الصحيح عنه، كما فاته أن يذكر حديث الترجمة كشاهد له.
فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات. ثم وجدت له شاهدا من أمره صلى الله عليه وسلم،
يرويه أيوب بن محمد بن زياد: حدثنا سعيد حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " إذا خرجتم من بلادكم إلى
بلاد تريدونها فقولوا إذا أشرفتم على المدينة أو القرية: اللهم رب السماوات
السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت ". الحديث.