الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيهم: * (ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) *، بل لعل هذا أفيد لما
فيه من قوله سبحانه: * (وليتم نعمته عليكم) *، فإن وقوع هذا الإتمام لا
يتصور بدون الحفظ عن المعاصي وشر الشيطان ". وللبحث عنده تتمة لا يخرج
مضمونه عما تقدم، ولكن فيه تأكيد له، فمن شاء فليراجعه. فأقول: لقد أطلت
الكلام في مسألة العصمة المزعومة، لأهميتها ولصلتها الوثقى بحديث عائشة رضي
الله عنها. وتذكيرا للأخر المشار إليه لعله يجد فيما كتبت ما ينير له سبيل
الهداية، والعودة لمواصلة أخيه، راجعا عن إضلاله، وللتاريخ والعبرة أخيرا
. ثم توفي الرجل بعد كتابه هذا بسنين طويلة إلى رحمة الله ومغفرته، ومعذرة
إلى بعض الإخوان الذين قد يرون في هذا النقد العلمي وفيما يأتي ما لا يروق لهم
، فأذكرهم بأن العلم الذي عشته دهري هو الذي لا يسعني مخالفته، وما قول
البخاري وسليمان بن حرب الآتي تحت رقم 2630 في (حرب بن ميمون) : " هو أكذب
الخلق " - وذلك بعد موته - عنهم ببعيد.
2508
- " إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها، فكان إذا تفرقوا عنها
ظللتها الملائكة، فقالت: * (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون
وعمله ونجني من القوم الظالمين) *، فكشف لها عن بيتها في الجنة ".
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "(4 / 1521 - 1522) : حدثنا هدبة أخبرنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة أن فرعون
…
إلخ. هكذا
وقع فيه
موقوفا عليه غير مرفوع، وهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال بمجرد الرأي، مع
احتمال كونه من الإسرائيليات. قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أورده
السيوطي في " الدر المنثور "(6 / 245) موقوفا أيضا، وقال: " أخرجه أبو
يعلى والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة ". ثم عزاه لعبد بن حميد عن أبي هريرة
موقوفا أيضا نحوه. وقال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية "(3 / 390) :
" صحيح موقوف ". وقال الهيثمي (9 / 218) : " ورجاله رجال الصحيح ". وله
شاهد من حديث سلمان رضي الله عنه قال: كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس، فإذا
انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة. أخرجه
الطبري في " تفسيره "(28 / 110) والحاكم (2 / 496) وقال: " صحيح على
شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وعزاه السيوطي لابن أبي
شيبة أيضا وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في " شعب الإيمان ". قلت: ثم
طبع " شعب الإيمان " هذا، فرأيته قد أخرجه (2 / 244 / 1637) من طريقين عن
يزيد بن هارون: أنبأنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان به موقوفا أيضا.