الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والزيادة الأخرى عنده تحول دون معرفة كون القصة بالإسناد الأول أم الآخر. وقد
قال الحافظ ابن كثير في " التاريخ "(7 / 241) بعد أن ساق القصة من طريق
البيهقي: " وعندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه،
ويبعد أن يكفر عن يمينه ثم يحضر بعد ذلك لقتال علي. والله أعلم ". قلت:
ويؤيده رواية شريك عن الأسود بن قيس قال: حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل
بالرمح قعصا فثوب به علي: يا عبد الله! يا عبد الله! قال: فأقبل حتى التقت
أعناق دوابهما، قال: فقال له علي: أنشدك بالله. أتذكر يوم أتانا النبي صلى
الله عليه وسلم وأنا أناجيك، فوالله لتقاتلنه وهو لك ظالم. قال: فضرب
الزبير وجه دابته، فانصرف. أخرجه ابن أبي شيبة (19674) . وبالجملة: فحديث
الترجمة صحيح عندي لطرقه كما تقدم، دون قصة عبد الله بن الزبير مع أبيه.
والله أعلم.
2660
- " يعيش هذا الغلام قرنا. فعاش مائة سنة. يعني عبد الله بن بسر ".
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير "(1 / 1 / 323) وفي " الصغير "(ص 93)
والحاكم (4 / 500) والبيهقي في " دلائل النبوة "(6 / 503) والطبراني
في " مسند الشاميين "(836) وابن عساكر في " تاريخ دمشق "(9 / 4 / 2) من
طريق البخاري وغيره عن إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني عن أبيه عن عبد
الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
…
فذكره. قلت: وهذا
إسناد لا بأس به في الشواهد رجاله كلهم ثقات معروفون غير
إبراهيم هذا، وقد
ترجمه ابن أبي حاتم (1 / 1 / 127) برواية ثقتين عنه، ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا، وهو على شرط ابن حبان في " ثقاته "، وقد أورده في " أتباع
التابعين " منه (2 / 7 - مخطوطة الظاهرية) . وتابعه أبو عبد الله الحسن بن
أيوب الحضرمي قال: أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه، فوضعت أصبعي عليها،
فقال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه عليها ثم قال: " لتبلغن قرنا "
. قال أبو عبد الله: وكان ذا جمة. أخرجه أحمد (4 / 189) وعنه ابن عساكر،
والدولابي في " الكنى "(2 / 55) والبزار في " مسنده " (3 / 280 - كشف
الأستار) . قلت: وإسناده ثلاثي جيد. وقال الهيثمي (9 / 405) : " رواه
الطبراني وأحمد بنحوه، ورجال أحمد رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب، وهو
ثقة، ورجال الطبراني ثقات ". وأورده بنحوه من رواية الطبراني والبزار
وقال: " ورجال أحد إسنادي البزار رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب الحضرمي،
وهو ثقة ". وتابعه سلامة بن جواس: أخبرنا محمد بن القاسم الطائي عن عبد
الله بن بسر به وزاد: " قلت: بأبي وأمي يا رسول الله! وكم القرن؟ قال:
مائة سنة. قال عبد الله: فلقد عشت خمسا وتسعين سنة. وبقيت خمس سنين إلى أن
يتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال محمد: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم
مات ". أخرجه ابن عساكر.
ومحمد بن القاسم الطائي ترجمه ابن أبي حاتم (4 / 1
/ 64 - 65) برواية جمع آخر من الثقات، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وهو
على شرط ابن حبان في " ثقاته "، ولم أره في النسخة المطبوعة منه في الهند،
ولا في مخطوطة الظاهرية أيضا. وسلامة بن جواس، قال ابن أبي حاتم (2 / 1 /
302) : " روى عنه أبو زرعة ومحمد بن عوف الحمصي ". قلت: فهو ثقة، لأن أبا
زرعة لا يروي إلا عن ثقة، كما هو معلوم، ثم هو على شرط ابن حبان أيضا، وقد
أورده في " ثقاته "(8 / 300) . وقد تابعه يحيى بن صالح: حدثنا محمد بن
القاسم الطائي.. به. رواه البزار أيضا. ويحيى ثقة. وتابعه جنادة بن مروان
الرقي: حدثنا محمد بن القاسم الطائي. رواه الحاكم أيضا إن كان محفوظا.
وتابعه الوليد بن مروان بن عبد الله بن أخي جنادة بن مروان: حدثني محمد بن
القاسم أبو القاسم الحمصي عن عبد الله بن بسر - وكان عبد الله بن بسر شريكا
لأبيه في قرية يقال لها (تموينة)(1) يرعيان فيها خيلا لهم - قال أبو القاسم
: سمعت عبد الله بن بسر يقول: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا مع
أبي، فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده، ثم ألقاها للنبي صلى
الله عليه وسلم فقعد عليها. ثم قال أبي لأمي: هل عندك
(1) لم أرها في " معجم البلدان " والظاهر أنها قرية من قرى حمص، فإن في ترجمة
عبد الله بن بسر أنه كان سكن حمص. والله أعلم. ثم تبين أنه محرف (تنوينة)
من قرى حمص في " معجم البلدان "(2 / 50) .
شيء تطعمينا؟ فقالت:
نعم، شيء من حيس. قال: فقربته إليهما، فأكلا، ثم دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام، فمسح بيده
على رأسي، ثم قال: فذكره ". قال أبو القاسم: فعاش مائة سنة. أخرجه تمام في
" الفوائد "(ق 55 / 2) وعنه ابن عساكر (9 / 4 / 2 و 17 / 447 / 2) في
موضعين أحدهما في ترجمة الوليد هذا، ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث،
الأمر الذي يشعر بأنه مجهول، وأنا أظن أنه الذي في " الجرح والتعديل " (4 /
2 / 18) : " الوليد بن مروان، روى عن غيلان بن جرير روى عنه معتمر بن سليمان
، سمعت أبي يقول: هو مجهول ". ونحوه في " الميزان " و " اللسان ". أقول:
لكن القصة التي ذكرها قد جاءت من طريق أخرى مطولة ومختصرة، وأتمها ما رواه
صفوان بن عمرو قال: حدثني عبد الله بن بسر المازني قال: " بعثني أبي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى الطعام، فجاء معي، فلما دنوت المنزل أسرعت
فأعلمت أبوي، فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحبا به، ووضعا
له قطيفة كانت عند زبيرته (1) فقعد عليها، ثم قال أبي لأمي: هات طعامك،
فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح، فوضعته بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقال: " خذوا بسم الله من حواليها، وذروا ذروتها، فإن
البركة فيها ".
(1) كذا الأصل، وفي " لسان العرب " - وقد ذكر الحديث بلفظ: "
…
فوضعنا له
قطيفة زبيرة " -: قال ابن المظفر: كبش زبير أي ضخم
…
"، لكن لا يساعد على
هذا المعنى قوله في رواية أحمد: "
…
كانت عند زبيرته "، فليتأمل فإنه موضع
نظر. اهـ.